محمد طه - صاحب أشهر علامة نصر فى حرب أكتوبر
محمد طه - صاحب أشهر علامة نصر فى حرب أكتوبر


أبطال «أكتوبر ».. يتحدثون عن أسرار «وصفـــة» النـصــــــر

محمد طه: بدء الحرب فى الثانية ظهراً.. قرار عبقرى

سما صالح

الجمعة، 07 أكتوبر 2022 - 08:34 م

بدأ المقاتل البطل محمد طه أحد أبطال حرب أكتوبر 1973 حديثه عن كيفية التحاقه بالجيش المصري، قائلاً: تقدمت للتجنيد وتم تأجيلى 4 سنوات، ورغم أنى كنت متزوجا فى ذلك التوقيت رفضت العمل وطرقت باب مدير المنطقة التعليمية الأول لأبلغه برغبتى فى الخدمة العسكرية ورفضت التأجيل بكل الطرق فقال لى: «إن الأمر ليس بيده لأننى أنتمى لفئة المدرسين والقوانين تحكم بنود الخدمة العسكرية الخاصة بهذه الفئة».

بعد ذلك أرسلت تلغرافات لوزيرى التربية والتعليم والحربية وبعد 3 زيارات لإدارة التجنيد بدأت رحلتى فى سلاح المشاة الفرقة 19 من سنة 1972 وحتى 1976.

وحكى عن الخدع التى استخدمها الرئيس الراحل محمد أنور السادات قبل 10 أيام من الحرب، حيث أرسل ضباطًا وجنودًا لأداء العمرة وأنهى خدمة آخرين ثم استدعاهم وقت المعركة لكن إسرائيل تصورت أن احتمالات الحرب على الجانب المصرى قد انتفت مع هذه الإجراءات، فالأمور كلها تسير على ما يرام.

وأشاد بخدعة اختيار توقيت الحرب، فعادة العالم يعرف أن الحروب دائما تبدأ فى أول ضوء فلا يوجد حرب يذكرها التاريخ تبدأ الساعة 2 ظهرا حتى إن يوم 6 أكتوبر مر كيوم عادى لدى العدو الإسرائيلى حتى انطلاق الضربة الجوية المصرية فى الظهيرة، علما بأن الشمس فى هذا التوقيت تكون فى خلفية الجندى المصرى وليس فى مواجهة عينه فيتمكن من الرؤية الصافية بينما تكون فى عين العدو الإسرائيلى وهو ما يُضعف المقاومة لديه فكان القرار الصائب لاختيار التوقيت.
وعن معرفة توقيت حرب 6 أكتوبر 1973، أوضح أنه حتى عشية 6 أكتوبر 1973 لم نكن نعلم أى معلومة عن وقت حرب العزة والكرامة رغم التدريبات الشاقة التى ننفذها على عبور المانع المائى لصعود خط بارليف، فكانت التدريبات شاقة إلى حدّ أنْ لا فرق بينها وبين ساعة الحرب الحقيقية..

وفى يوم 5 أكتوبر بعد دخول المغرب أتت الأوامر بالتحرك وكنا بوصفنا جنودا مقاتلين نظن أننا نتحرك لتنفيذ تدريب جديد، بينما كانت القيادة تعلم أن ساعة الحرب قد أوشكت، ارتدينا ملابس الميدان وبدأنا نتجه على خط القناة حتى وصلنا لمنطقة الجناين فى السويس، وهى بها أشجار كثيرة كانت تغطينا حتى لا يكشفنا العدو الإسرائيلى وبتنا تلك الليلة فى هذه المنطقة وبداخلنا مشاعر غريبة، فالوجبة التى تلقيانها أيضا هذه المرة كانت مختلفة عن تلك التى نتلقاها أثناء تنفيذ تدريب أو الاعتيادية التى نتسلمها فى كتائبنا ليتضح لاحقا أنها وجبة حرب.

واستكمل قائلاً: فى يوم 6 أكتوبر 1973 تقريبًا الساعة 2 إلا الثلث جاءنا الخبر بأننا سنعبر اليوم فارتفعت أصواتنا (الله أكبر) بفرحة الثأر الذى سنأخذه أخيرا من العدوّ الإسرائيلى، ولم تمر دقائق حتى شاهدنا طائراتنا «النسور المصرية» تعبر نظرنا إلى الجانب الآخر لنجد أبراج المراقبة والاستطلاع التى يراقبنا العدو من خلالها شرق القناة تنهدم وتسقط وهذا المشهد كان حافزًا للجنود التى لم تعبر بعد، فالطيران نفذ ضربته الجوية القاضية، وعاد واستهدفت المدفعية الثقيلة خطوط العدو الإسرائيلية وفى هذه اللحظات نفخنا القوارب وبدأنا العبور.

وعن لحظات عبور خط بارليف لأبطال الجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973 قال: «كنا نعبر والجندى وزنه يعادل 200 كيلو، حيث يحمل شدة بها معداته إلى جانب خوذته والبيادة وغيرها، لكن رغم ذلك ورغم الصيام لم نكن نشعر بهذا الحمل ونحن نردد (الله أكبر).

وأكد أن النصر فى هذه الحرب أتانا من عند الله لأنه يعلم أننا أردنا تحرير أرضنا والحفاظ على عرضنا وكانت حربنا فى رمضان أسوة بغزوة بدر أول غزوة فى الإسلام واستشعارنا الكبير لمعية الله لنا.

إقرأ أيضاً|ستظلوا في القلب| شوارع ومحاور تتزين بأسماء أبطال حرب أكتوبر

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة