هبة عمر
هبة عمر


وجع قلب

ميزان الصحافة

أخبار اليوم

الجمعة، 07 أكتوبر 2022 - 08:51 م

 

كان الفارق واضحا كوضوح الشمس بين الصحافة والإعلام خلال هزيمة ١٩٦٧ ونصر ١٩٧٣، ففى الأولى  كان التضليل الذى  تم فرضه على  وسائل الاتصال كلها سببا فى  فقدان الثقة والاعتبار، وفى  الثانية كان استيعاب الدرس القاسى ومحاولة علاجه سببا فى  عودة الثقة ورد الاعتبار، لذلك يبقى ميزان الصحافة وتوازنها هو عنوان الحقيقة والمصداقية فى وقت الحرب والسلم وفى كل وقت.

يذكرنا ما صرح به الدكتور عبد القادر حاتم وزير الإعلام خلال حرب اكتوبر  بالخطوط الرئيسية للإعلام التى  وضعها قبل الحرب، فلا خطابة ولا إثارة ولا حماس فى  نقل البيانات العسكرية، ومنع بث أى  معلومات مغلوطة، وبينما كانت الأسس التى  تحكم السياسة الإعلامية قبل الهزيمة فى  ٦٧ هى  تحكم الدولة فى  النشاط الإعلامى  والثقافى  وتعيين رؤساء الإدارة والتحرير فى  الصحف وفقا لمبدأ أهل الثقة، وفرض الرقابة على  الرأى  فيما ينشر للكتاب والصحفيين، والمبالغة والتهويل فى  عناوين الصحف عن القدرات المصرية.

ونشر معلومات غير دقيقة ومضللة عن المعارك على  الجبهة ، كان الأمر مختلفا فى  فترة الإعداد لحرب اكتوبر، فبدأ تخفيف القيود على  الصحافة تدريجيا لتنقية الأجواء والتمهيد لتهيئة الرأى  العام للمعركه القادمة، واتسمت التغطية الصحفية والإعلامية للحرب بالرزانة والعمق والصدق والدقة، وهو عكس ما توصف به وسائل الصحافة والإعلام فى إسرائيل خلال نفس الفترة.

فقد أثقلتها المفاجأة التى  أدت للهزيمة ومارست نفس التضليل الذى وقعت فيه مصر خلال نكسة ٦٧ ، إذ كانت القضايا الأمنية مغلقة أمام المناقشات العامة والدولة تسيطر سيطرة تامة على  كل ماينشر حول الحرب، واتهمت حكومة جولدا مائير بالفشل الإعلامى  التام كما فشلت عسكريا، وهو ما دعاها لإنشاء وزارة إعلام لأول مره فى  عام ١٩٧٤ ولكنها فشلت بسبب تداخل الاختصاصات بين وزارات وجهات عديدة فتم إلغاء الوزارة بعد عام واحد لتحل مكانها هيئة لتنظيم الإعلام بين عدة وزارات.

ورغم أن امتداد آثار الحرب على  الصحافة والإعلام فى إسرائيل على مدى سنوات طوال دفعها لتغيير أساليب الممارسة والخروج عن سيطرة الحكومة لكنها مازالت حتى الآن تداوى  جراحها من حرب اكتوبر بالمزيد من التضليل والأكاذيب والادعاءات حولها. والمؤكد أن الصحافة حين تنفصل عن حقيقة مايشعر به الناس تفقد الثقة والتأثير وهو ماينطبق على  الإعلام أيضا، وتذكر دروس الماضى  فرصة دائمة للتعلم لمن يريد.

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة