خالد القاضى
خالد القاضى


الرأى الآخر

محمد الأب الرحيم

خالد القاضي

الجمعة، 07 أكتوبر 2022 - 09:00 م

نحتفل اليوم بذكرى مولد سيد الخلق سيدنا محمد خير خلق الله  «فى كتاب هذا محمد الموسوعة الميسرة فى التعريف بنبى الرحمة»..

اخترت جزءا منه يعرفنا بسيدنا محمد الأب الرحيم كما اطلقت عليه الموسوعة فتقول: «مثل محمد  لأولاده دور الأب الرحيم العطوف بامتياز، وحرص دوما على أن يهتم بشئونهم برغم مشاغله المتكاثرة.

كما غمرهم بعاطفته الجياشة فى كل المواقف: وهو ما جعلهم يرتبطون به ارتباطا نفسيا وقلبيا وثيقا..

ورآه رجل يوما يقبل بعض ولده، فقال: «اتقبلون أبناءكم؟ فوالله إن لى عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم، فرد عليه محمد  غاضبا بقوله: «من لا يرحم لا يرحم»..

وكان يقول عن ابنته فاطمة: «فاطمة قطعة مني، فمن أغضبها فقد أغضبني».

ويروى صاحبه البراء موقفا آخر فيقول: رأيت النبى  والحسن بن علي- حفيده- على عاتقه، وهو يقول: «اللهم إنى أحبه فأحبه».

إنه حب نابع من القلب، يدعو به ربه أن يحبه، فيكتب له من الخير ما يجب.. فلم يضغط على أبنائه ضغط المتسلطين فى اختيار من الاختيارات، ولم يمثل فى بيته ولابنائه دور الديكتاتور المرهوب، ولكنه كان يوجههم عن طريق قلوبهم وعقولهم، فيستعمل معهم المحبة والإقناع بوصفهما وسيلتين مؤثرتين فى تربيته. 

من جانب آخر فقد حرص محمد  على ألا يكون حبه لأولاده سببا لفشلهم عندما يتركون مسئولياتهم ويعتمدون عليه اعتمادا كليا فى شئونهم، بل ربى فيهم مسئوليتهم الخاصة، وعلمهم أنه لن يغنى عنهم شيئا، وفى موقف آخر تشكو له ابنته فاطمة من كثرة أعمالها المنزلية مع مرضها، وتطلب منه خادمة لها تعينها فى شأنها، فإذا بمحمد  ينصحها بأن تسبح ربها ثلاثا وثلاثين. وتحمده ثلاثا وثلاثين، وتكبره أربعا وثلاثين إذا أتت مضجعها للنوم، ويخبرها أن ذلك خير لها من خادم».

إنه إذن والد يتصرف وفقا لنظرية تربوية محكمة ومبادئ مقننة لا تنتقصها فى حين من الأحيان عواطف الأبوة، ولا تهزها مشاعر منفردة.

صلى الله عليه وسلم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة