سبلايز المدارس
سبلايز المدارس


تستنزف جيوب أولياء الأمور ولا يعرفون مصيرها.. يا مدارس أين تذهب «السبلايـز»؟

آخر ساعة

الجمعة، 07 أكتوبر 2022 - 09:58 م

كتب: أحمد جمال

شغلت الطلبات المدرسية أو ما يُعرف بـ«سبلايز المدارس»، حيزاً واسعاً من النقاشات والجدل بين أولياء الأمور والطلاب وإدارات المدارس خلال الأسابيع الماضية، بعد أن تضاعفت أسعار الأدوات والمستلزمات التى تطلبها المدارس من الطلاب بصورة كبيرة، والأكثر من ذلك أن الكثير منها مبالغ فيه ويبقى لدى أولياء الأمور قناعة بأن أبناءهم لن يستخدموا كل هذه المستلزمات على مدار العام الدراسي، كما أن بعضها يمكن الاستغناء عنه أو استبداله بأدوات مكتبية أخرى أقل سعرًا!

يطرح الكثير من أولياء الأمور تساؤلات مشروعة حول مصير «السبلايز» إذا ما استخدمها الطلاب بشكل كامل أثناء العام الدراسي، أبرزها: لماذا لا تعود إليهم مرة أخرى لتوفيرها أو استخدامها فى الأعوام المقبلة، وهل بالفعل هناك جدوى من شراء المطهرات والأدوية الإسعافية، والقطن والمناديل والخرز وغيرها من الأدوات الغريبة؟! ولماذا يقوم أولياء الأمور بشراء هذه الأدوات إذا كانوا بالأساس يدفعون عشرات الآلاف من الجنيهات سنويًا، وما المانع فى أن تتحملها المدرسة المسئولة عن العملية التعليمية؟!

المؤكد أن «السبلايز» أصبحت تستنزف جيوب أولياء الأمور، ومنهم يوسف محمد، الذى اضطر لشراء مستلزمات دراسية بلغت قيمتها ستة آلاف جنيه لابنيه التوأم، تضمنت أنواعاً باهظة الثمن من الأقلام و(الأساتيك)، وأنواع مختلفة من الورق المستخدم فى الأنشطة والتى وجد صعوبة فى الوصول إليها مع ارتفاع أسعار وتراجع معدلات استيرادها من الخارج، إلى جانب أدوات النظافة والمطهرات الشخصية وكذلك زمزمية المياه وعلبة حفظ الطعام «اللانش بوكس».

توقف يوسف أمام الأدوات المطلوبة المبالغ فى عددها، فالمدرسة طلبت 20 قلمًا بأنواع مختلفة وأربع «برايات» وخمس «أساتيك» بأنواع مختلفة، وكميات كبيرة من الصلصال الطبى باهظ الثمن، ما دفعه لسؤال المدرسة عن إمكانية الاحتفاظ ببعض هذه المستلزمات بالمنزل وتسليمها للطلاب حال الاحتياج إليها، غير أن مدرسته الموجودة فى منطقة التجمع الخامس، رفضت ذلك!
ولى الأمر أوضح لنا أن المطلوبات المدرسية تشكل ربع ثمن المصروفات الدراسية تقريبًا، ما يعنى أنه أضحى بحاجة لتوفير قيمة القسط الأول من المصروفات إلى جانب مقابل خدمة «الباص» مضافاً إليهما قيمة الأدوات الدراسية، وهذا يشكِّل عبئا يصعب تحمله مع زيادة أسعار السلع الأخرى ذات الارتباط المباشر بالعملية الدراسية.

اقرأ أيضًا| «حياة كريمة» توزع المستلزمات المدرسية ضمن مبادرة «راجعين نتعلم» بالإسماعيلية

معلمون: ما يتبقى يقدم هدايا للطلاب وعهدة بمخازن المدارس

وتوجهت «آخرساعة» إلى عدد من المعلمين ومسئولى الشئون الإدارية بالمدارس الخاصة والدولية للتعرف إلى كيفية التعامل مع المستلزمات المدرسية حال عدم استخدامها على مدار العام الدراسي، وتؤكد أميرة محمود، معلمة بإحدى المدارس الخاصة بمدينة السادس من أكتوبر، أن الأصل هو أن تعيد المدرسة الأدوات غير المستخدمة إلى الطلاب فى نهاية العام الدراسي، لكن هذا لا يحدث فى أغلب المدارس.

وتشير إلى أن بعض المدارس تقدم ما تبقى من أدوات كهدايا للطلاب فى مراحل تعليمية أخرى أو تحتفظ بها داخل مخازنها حال الحاجة إليها فى العام الدراسى المقبل، لكن فى تلك الحالة قد تتعرض الأدوات للتلف أو السرقة وغالبًا لا يستفيد منها الطلاب مرة أخرى.

بحسب مسئول الشئون الإدارية بإحدى المدارس الخاصة بالتجمع الخامس ـ طلب عدم ذكر اسمه - فإن ما يتبقى من «السبلايز» يظل بالمدرسة لاستخدامه فى أنشطة أخرى لمراحل لا تتطلب أن يتواجد فيها الأدوات داخل المدرسة كمال الحال بالنسبة للصفوف الثلاث الأولى ورياض الأطفال، مشيراً إلى أن المدرسة تسمح بأن تبقى الأدوات مع الطلاب بدءاً من الصف الرابع الابتدائي.
ويؤكد المصدر أن بعض المدارس التى لديها أقسام لصعوبات التعلم دائمًا تشهد وقائع سرقة لتلك الأدوات لأن الإدارات المدرسية تطلب «سبلايز» مبالغاً فيها من الطلاب بشكل كبير ويتخوفون من إضاعتها، بالتالى فى الأغلب تتبقى أدوات كثيرة لا تجد من يستخدمها، وأن عدم إدراك الطلاب وقدرتهم على الحفاظ على أدواتهم دائمًا يكون بابًا للسرقة.

ميرفت عويس: المدارس الخاصة تطلب مستلزمات مبالغاً فيها

وتقول ميرفت عويس، معلمة بإحدى المدارس الدولية، إن بعض الأدوات الدراسية المطلوبة لا يستفيد منه الطلاب لكن الأغلب يتم استخدامه بالأنشطة التعليمية والترفيهية على مدار العام الدراسي، مشيرة إلى أن «السبلايز» تختلف من مادة إلى أخرى فمثلاً فى الدراسات الاجتماعية لا يكون مطلوباً من الطلاب «الكوبى بوك» أو «الكشاكيل» لكن المهم أن يتوفر لديهم مجلدات الخرائط و«الفايلات» التى يحتفظوا بها طيلة العام الدراسي.

وتضيف: «إن المتعلقات الشخصية للطلاب مثل الكحول والمناديل والمطهرات دائما ما يتم طلبها من طلاب مراحل رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية وبالفعل يحتاجها الطلاب كأدوات شخصية لهم طيلة العام»، لكن هناك بعض المدارس ترى نظافة الفصل وتطهيره جزءاً أساسيًا من مهمتها ولا تثقل أولياء الأمور بها، والوضع يختلف بين إدارة مدرسة وأخرى.

وتشير إلى أن ما يتبقى من «سبلايز» يتم الاحتفاظ به فى مخازن المدرسة وإتاحته حال احتاجه أحد المعلمين أو الطلاب، والجزء الأكبر من المدارس يتصف بالأمانة ويحرص على أن يتم الاستفادة منها فى مواضع مختلفة.

لكنها عادت وأكدت أن الطلبات المبالغ فيها وعدم معرفة أولياء الأمور بمصيرها جزء لا ينفصل عن حالة التعليم الخاص بوجه عام والذى يغيب عنه الردع والتقويم من جانب وزارة التربية والتعليم، وبالتالى فإن كل مدرسة تتصرف بحسب أهوائها وتقوم بزيادة المطلوبات الدراسية وفقًا لما يقرره المعلمون، هو ما يتطلب قدرًا من الانضباط فى الوقت الحالى مع الزيادة المطردة فى المصروفات المدرسية وكذلك الصعوبات التى يواجهها أولياء الأمور عمومًا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة