كرم جبر
كرم جبر


كرم جبر يكتب: فى تفسير أحوال المنطقة

كرم جبر

الجمعة، 07 أكتوبر 2022 - 10:30 م

الانتصارات وحدها لا تصنع التاريخ بل أيضا المؤامرات، ومن لا يستوعب أحداث الماضى، لا يكتسب العبر والدروس فى الحاضر، ويمضى إلى المستقبل معصوب العينين.. إلى المجهول.
ورغم ان المؤمن "لا يلدغ من الجحر مرتين"، إلا أن البعض يدمن اللدغ مرات ومرات ولا يستيقظ إلا بعد فوات الأوان.
هذه مقدمة نظرية تفسر ما تعانى منه المنطقة من آلام واوجاع : 

- أحداث 11 سبتمبر 2001، جعلت الولايات المتحدة توجه كل إمكانياتها العسكرية تجاه منطقة الشرق الأوسط، بحثا عمن أطلقت عليهم "الشياطين الجدد"، وكان فى صدارتهم الجماعات الإرهابية، التى دمرت برجى التجارة فى نيويورك، وألحقت الالم بأكبر دولة فى العالم.

ادركت أمريكا أن الخطر الذى يتهددها ليس فى الصين وكوريا الشمالية، وهى تخطط لمواجهتهم ببرنامج حرب النحوم، وإنما فى "هؤلاء الأشرار" الذين خرجوا من الكهوف وتجرأوا عليها، والذين كانوا حلفاءها بالأمس وتحالفوا معها ضد الغزو السوفيتى لأفغانستان.

غزت أمريكا أفغانستان للقضاء على القاعدة وبناء دولة حديثة خالية من الإرهاب، وخرجت منها بعد 20 سنة والقاعدة أكثر قوة، وأفغانستان أكثر تخلفاً وفقراً، فلم تؤسس فيها ديمقراطية ولم تتركها فى حالها، ثم جاء الدور على العراق، ودخل صدام حسين المصيدة بقدميه.

- غزو العراق للكويت لا تزال نتائجه السلبية حتى الآن، واسوأها شق الصف العربى وطعنة فى القلب، ولم تعد إسرائيل وحدها هى التى تهدد الأمن القومى العربى، بل جاء التهديد من العرب للعرب.

وترتب على الغزو المأساة الكبرى التى يعيشها العرب الآن، وأكثرها بشاعة حرب تدمير العراق، واستنزاف ثروات المنطقة فى حروب لا تزال مستمرة وإشعال الحروب الدينية فى المنطقة، ثم الكعكة السامة بمذاق الربيع العربى.

قبل الغزو لم يكن التضامن العربى فى أحسن حال، ولكن لم تكن المنطقة مستباحة للجيوش الأجنبية مثلما يحدث الآن، وجاء الغزو بكوارث ونكبات، واعاد عجلة التاريخ الى زمن الاستعمار والغزوات واستباحة الدول والشعوب.

- حرب الأيام الستة 1967 واحتلال إسرائيل لسيناء وقطاع غزة والجولان والضفة الغربية لنهر الأردن، وكان الحلم العربى قبلها هو تحرير فلسطين المغتصبة، وطرد إسرائيل وإلقاءها فى البحر.

بعد الحرب تراجع الحلم العربى إلى مجرد انسحاب إسرائيل من الأراضى العربية، ونجحت مصر فى استرداد سيناء ولكن لا تزال الجولان محتلة، ودخلت القضية الفلسطينية ثلاجة التجميد.
تحررت سيناء فى حرب أكتوبر المجيدة التى أعادت الكرامة والكبرياء، ونجحت مصر فى المعركة الدبلوماسية بحجم نجاحها فى المعارك الحربية، ولم يستثمر العرب النصر لتحقيق التقدم على كافة الجبهات، ورفضوا الانضمام لمفاوضات السلام الشاقة التى قادها الزعيم أنور السادات، وبعد مرور هذا الزمن الطويل يشعرون بالأسف والندم، لانهم اضاعوا فرصة لن تعود ابدا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة