لياو ليتشيانغ سفير الصين بالقاهرة
لياو ليتشيانغ سفير الصين بالقاهرة


الصين ومصر تعملان معًا للمضى قدما بحزم نحو هدف بناء مجتمع مصرى- صينى ذى مستقبل مشترك فى العصر الجديد

الأخبار

الأحد، 09 أكتوبر 2022 - 12:01 ص

بقلم: السفير الصينى بالقاهرة لياو ليتشيانغ
فى الوقت الحاضر، دخل العالم فى فترة جديدة من الاضطرابات والتغييرات، وتشابكت التغيرات الكبيرة التى لم نشهدها منذ قرن من الزمان مع وباء القرن، وأصبحت خطوات الانتعاش الاقتصادى أكثر صعوبة والتحديات الأمنية أكثر بروزًا، كما تواجه قضية التنمية العالمية المزيد من التيارات المعاكسة. يتطلب العصر الجديد أفكارًا جديدة وأعمالًا جديدة. ولطالما كانت دبلوماسية الصين تسترشد بفكر شى جين بينج بشأن الدبلوماسية، التى تحترم عقلية العالم، وتعزز بناء نوع جديد من العلاقات الدولية ومجتمع مصير مشترك للبشرية، وتشجع البناء المشترك عالى الجودة لـ «الحزام والطريق»، وتقترح مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، وتساهم بالقوة الصينية فى تحقيق السلام والتنمية العالميين.


فى عام 2017، اقترح الرئيس شى جين بينج لأول مرة الملامح العامة لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وهى « عالم منفتح وشامل ونظيف وجميل يتمتع بسلام دائم وأمن عام وازدهار مشترك»، كما وأجاب علميًا على تساؤلات «أى نوع من العالم نبنيه وكيف نبنى العالم»؟ ..على الصعيد الدولي، تقوم الصين ببناء مجتمع ثنائى المصير المشترك مع المزيد من الشركاء من دول العالم. على المستوى الإقليمي، توصلت إلى توافق حول بناء مجتمع مصير مشترك بينها وبين الدول المجاورة لها، آسيا والمحيط الهادئ، الصين-آسيان، الصين-الدول العربية، الصين-أفريقيا، والصين-أمريكا اللاتينية.
وعلى الصعيد العالمي، لاقت مبادرة الصين لبناء مجتمع مصير مشترك فى الفضاء الإلكترونى والأمن النووى والمحيطات والصحة وغيرها من المجالات ردود فعل إيجابية. فى مواجهة وباء القرن، نفذت الصين بنشاط مفهوم مجتمع مصير مشترك للبشرية الذى اقترحه الرئيس شى جين بينج ، وقدمت مئات المليارات من مستلزمات الوقاية من الوباء إلى أكثر من 160 دولة ومنظمة دولية، وقدمت 2.2 مليار جرعة من اللقاحات إلى أكثر من 120 دولة ومنظمة دولية، كما أرسلت الصين اكثر من ٣٠ فريقًا من الخبراء الطبيين إلى 34 دولة وشاركت تجربة الوقاية من كوفيد-19 والسيطرة عليه مع أكثر من 180 دولة ومنظمة دولية.


إن الترويج لمفهوم مجتمع مصير مشترك للبشرية يتوافق واتجاه التنمية فى العصر الحالي، ويعكس التطلعات العامة لشعوب جميع البلدان، ويكتسب فهمًا ودعمًا أكثر فأكثر مع مرور الوقت.


بعد تسع سنوات من اقتراح الرئيس شى جين بينج لمبادرة «الحزام والطريق»، وقعت الصين أكثر من 200 وثيقة حول تعاون الحزام والطريق مع 149 دولة و32 منظمة دولية، مما قدم إسهامات مهمة فى تحقيق الترابط والتعاون المتبادل والتنمية المشتركة لجميع البلدان فى العالم.
حتى مايو 2022، سجلت التجارة الصينية مع الدول الواقعة على طول الحزام والطريق حوالى 11.8 تريليون دولار أمريكي، كما وتجاوز الاستثمار المباشر للشركات الصينية فى البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق 140 مليار دولار أمريكي. فى النصف الأول من عام 2022، استثمرت الشركات الصينية 10.03 مليار دولار أمريكى فى استثمارات مباشرة غير مالية فى البلدان الواقعة على طول «الحزام والطريق»، بزيادة سنوية قدرها 4.7٪.


اقترح الرئيس شى جين بينج مبادرة التنمية العالمية فى عام 2021، وأعلن عن 32 إجراء مهما من الصين لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية. ومنذ أن طرح الرئيس الصينى شى جين بينج مبادرة التنمية العالمية، أعربت أكثر من 100 دولة والعديد من المنظمات الدولية عن دعمها للمبادرة، وانضمت أكثر من 60 دولة إلى مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية تحت منصة الأمم المتحدة.


فى أبريل من هذا العام، اقترح الرئيس شى جين بينج مبادرة الأمن العالمى لتعزيز الأمن للجميع فى العالم. والتى تدعو إلى «ست التزامات»، ففى الوقت الذى يلتزم فيه العالم بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاونى والمستدام، ينبغى لنا أن نزيد من تعزيز إنشاء هيكل أمنى متوازن وفعال ومستدام.


كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، وقد وضعت الصين مصر دائمًا فى مكانة مهمة فى علاقات الصين الخارجية. فى السنوات الأخيرة، استمرت الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر فى التطور بعمق تحت القيادة الشخصية للرئيس شى جين بينج والرئيس عبد الفتاح السيسي.


وقد حافظ رئيسا الدولتين على التبادلات الوثيقة. فى فبراير من العام الجاري، قام الرئيس السيسى بزيارة إلى الصين لحضور دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية فى بكين، والتقى خلالها مع الرئيس الصينى شى جين بينج حيث ظهر التوافق المشترك فى الرؤى. وفى شهر يونيو من العام نفسه شارك الرئيس السيسى فى الحوار رفيع المستوى بشأن التنمية العالمية وألقى كلمة أعرب عن تقديره الشديد لمبادرة الصين للتنمية العالمية وأكد أنه يتطلع إلى تعزيز التعاون مع دول البريكس لخلق مستقبل أفضل. وفى يوليو الماضي، بعث الرئيس الصينى شى جين بينج برسالة تهنئة إلى الرئيس السيسى بمناسبة الذكرى الـ 70 لثورة 23 يوليو مؤكدا على أنه يولى أهمية كبيرة لتنمية العلاقات الصينية -المصرية. لطالما دعمت الصين ومصر بعضهما البعض فى القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لكل منهما. فى أغسطس من هذا العام، أكد الرئيس السيسى أن مصر تتمسك بمبدأ الصين الواحدة، الأمر الذى يعكس روح الأخوة بين مصر والصين. كما أطلقت مصر العام الماضى إستراتيجية وطنية لحقوق الإنسان، وهى أول إستراتيجية شاملة طويلة المدى فى مجال حقوق الإنسان فى مصر، وممارسة رئيسية أخرى فى استكشاف مصر لمسار التنمية المستقلة، وتقدر الصين تلك الخطوة تقديراً عالياً.


فى مواجهة الوباء، اخترق التعاون البراغماتى بين الصين ومصر الأمواج والصعاب، كما تحقق الالتحام العميق بين البناء المشترك عالى الجودة لـ «الحزام والطريق» مع «رؤية مصر 2030». مشروعات منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، مشروع القطار الكهربائى ، وأبراج مدينة العلمين، اصبحت رموزًا جديدة للتعاون البراغماتى بين الصين ومصر ، وغيرها من سلاسل المشاريع التى عززت بشكل فعال تنفيذ مبادرات التنمية العالمية فى مصر ، وساهمت فى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى مصر، ودربت عددًا كبيرًا من الكوادر المهنية والفنية من الشباب المصرى . كما يحتل التعاون الصيني-المصرى فى مجال مكافحة الوباء موقع الصدارة، حيث زودت الصين مصر بحوالى 67 مليون جرعة من لقاحات COVID-19 تشمل: المساعدات والإنتاج المشترك. كما وتعمل الصين على تعزيز بناء مشروع مجمع التبريد المميكن لتخزين اللقاحات فى مصر من أجل مساعدة مصر لتصبح مركزًا لإنتاج اللقاحات فى أفريقيا.


يوفر التعاون الفضائى فرصة للبلدين لتوسيع التعاون فى مجالات جديدة. حيث أكد الحوار الذى دار بين الشباب المصرى «حوار تيانقونج» مع طاقم رواد الفضاء الصينى شنتشو-14 على التطلع المشترك فى تعزيز التعاون فى مجال الفضاء بين مصر والصين.
إن التبادلات الشعبية والثقافية بين الصين ومصر مليئة بالأحداث والنقاط المضيئة، حيث قام معهد كونفوشيوس وتعليم اللغة الصينية فى مصر ببناء جسر بين قلوب الشعبين.


لقد بدأت الصين رحلة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة بطريقة شاملة، وسيعقد المؤتمر الوطنى العشرون للحزب الشيوعى الصينى فى 16 أكتوبر. وبتوجيه من فكر شى جين بينج حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصر جديد وفكر شى جين بينج بشأن الدبلوماسية، ستعمل الصين بثبات على تعميق الإصلاح والانفتاح، وتحقيق تنمية اقتصادية عالية الجودة وتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.


لقد أصبحت الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر نموذجا يُحتذى به فى التضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك بين الصين والدول العربية والأفريقية والنامية. لدى الصين ومصر مفاهيم وإستراتيجيات متشابهة، بشأن الدفاع عن مصالحهم الخاصة، والسعى لتحقيق التنمية المشتركة، وتعزيز رفاهية الشعب، وتعزيز الإنصاف والعدالة العالميين. فى ظل الوضع الجديد، أصبحت تنمية الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر تمتلك فرصًا جديدة، وقد حان الوقت للصين ومصر لبناء مجتمع مصير مشترك.
إن الصين مستعدة للعمل مع مصر للمضى قدما بحزم نحو هدف بناء مجتمع صيني-مصرى ذى مستقبل مشترك فى العصر الجديد، وحماية المصالح المشتركة للدول النامية بشكل مشترك وضخ المزيد من الطاقة الإيجابية لتحقيق السلام والتنمية والأمن فى العالم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة