بين القصور والفتيات والمقاهي.. ما قصة حي الحلمية؟‬
بين القصور والفتيات والمقاهي.. ما قصة حي الحلمية؟‬


بين القصور والفتيات والمقاهي.. ما قصة حي الحلمية؟‬

صافي المعايرجي

الأحد، 09 أكتوبر 2022 - 12:25 م

‬مسلسل ليالي الحلمية كان علامة من علامات الدراما المصرية الذي استمر أجزائه من نهاية الثمانينيات إلي منتصف التسعينيات، وحي "الحلمية" مكان له تاريخ وبصمة ورائحة شهداتها شوارعه وحواريه.

والحديث عن حي الحلمية في غاية الصعوبة، والدخول إلى هذا الحي مرهون بالمرور عبر ثلاثة أحياء الخليفة والدرب الأحمر والسيدة زينب، ومبانيه عبارة عن قصور فخمة وعمارات ابهة ومنازل متواضعة، وكان ساكنوه من بقايا أولاد الباشوات ثم مروراً بالمثقفين ورجال السياسة وانتهاء بأحفاد خدم وحشم البهوات.

حي الحلمية يمتزج فيه الهدوء بالضجيج في آن واحد، وقديما كان أهل الحي يشعرون بالظلم لاستبعاد اسم الحي من كافة المعالم اليومية، وفرحوا عندما اختار المؤلف أسامة أنور عكاشة اسم حيهم في مسلسله ليالي الحلمية ليعرف الناس أن هناك حلمية أخرى غير "حلمية الزيتون".

وسعت مجلة صباح الخير في عام 1990 لمعرفة قصة حي الحلمية وكيف تحولت من حي راقي إلى حي شعبي وأصبح بقايا من بقايا القصور، وتم نشرها بتاريخ 31 مايو من نفس العام.

حلمية القصور

انشئت "سرايات الحلمية" في بداية القرن العشرين ولجأ إليها رجال الصف الثاني من الحكام وأقاربهم الذين ينحدرون من اصول مصرية بقصد الاندماج بسلك الحكم وجاء معهم بعض المثقفين والأطباء والمحامين.

وأول من أنشأ سراي بالحلمية هو السلطان حلمي ثم توالت السرايات مثل سري باشا ومصطفى سري وتوفيق نسيم وغيرهم، ولكل السرايا اسماء شوارع تشير إلى أول سرای انشئت، وبالمنطقة الحلمية أيضاً ثلاثة قصور تبقى منهم قصران والثالث تم هدمه، وأهمهم قصر "الفقراء الروحية" بشارع على باشا مبارك، والثاني تحول إلى قسم الدرب الأحمر.


أما السرايات تحولت إلي مناطق سكنية ثم سراى احمد باشا يكن حينها تم هدمها أنشىء بدلا منها منطقة سكنية كاملة معروفة باسم "اليكنية".

وبين الحرب العالمية الأولى والثانية بدأت هجرة بعض الباشوات وهجروا قصورهم ثم تحولت إلى فيلات وعمارات كبيرة يمتلكها تجار المناطق المجاورة وخاصة الدرب الأحمر، ومع وفود طلاب الأزهر لقرب المنطقة من الجامع الأزهر بدأ بناء البيوت الصغيرة بين الحارات، وتحولت القصور الواقعة في منطقة الشيخ السادات إلى ملاجئ للأيتام وبيوت للعجزة، كما تحول الكثير  منها إلى مدارس وبدأت الحلمية تتغير ملامح.

حلمية الثورة

ومع بداية ثورة يوليو 1952 انتهى تميز حي الحلمية بسبب أنتهاء أهمية دور قصر عابدين الذي تحول إلى مجرد مزار بعد الثورة، وبعد سنوات قليلة تغير شكل الحلمية تماماً، فتم تقسيمها إلى جزءين، الحلمية الجديدة وهي حي الحلمية القديم مضافاً إليه بعض التقسيمات والمبانى والشوارع الجديدة، الحلمية القديمة التي ضم جزء من شارع محمد على وهو لا يمت إلى الحي بأية صلة.

وما احزن أهالي الحلمية في ذلك الوقت هو اختفاء الاسم، فحينها تم تقسيم القاهرة وزعت الحلمية على ثلاث مناطق وهم الخليفة والدرب الأحمر والسيدة زينب، وتم واستبعدت الحلمية تماماً فلا يوجد قسم شرطة يحمل اسمها ولا حتى مكاتب الصحة.

وكانت أهم ما تميز الحي الحلمية هى المحكمة الشرعية التي كان يعتبرها أهالي الحلمية أنها أهم ما في المنطقة وكان يطغى عليها الطابع الديني، إلا أنه تم هدمها وتم بناء مساكن شعبية مكانها المعروفة باسم "مساكن أرض المحكمة الشعبية"، وبهذه الأرض تم الهجوم على الشجر  وتم إحراق ألف نخلة في حريق شهير  ويقال عنه أنه مدبر وتحولت إلى أرض خراب حتى تم بناء هذه المساكن.

حلمية المدارس 


والقصور وسرايات الحلمية ساعدت في إنشاء مدارس كثيرة حتى أطلق عليها حلمية المدارس، وكثرة المدارس في الحلمية رفعت نسب التعليم، وفي الستينيات حصلت الحلمية على أعلى نسبة تعليم في مصر، وأصبحت ملجأ المناطق المجاورة في التعليم، كما كانت أسبق الأحياء في مصر في تعليم البنات ومن بينهن "مفيدة عبد الرحمن" التي كانت من اشهر بنات الحلمية قديما، وكانت البنات يخرجن ليشاهدن هذه الفتاة التي تذهب إلى المدرسة كل صباح باليشمك والبرقع الأبيض.


بنات الحلمية

ولبنات الحلمية شهرة واسعة فهناك مقولة استمرت حتى منتصف السبعينيات تقول "أن البنت التي تنشأ في الحلمية بنت صالحة للزواج"، مثلما جاء في نص الحوار الذي دار بين فاتن حمامة ورشدي أباظة في فيلم "أريد حلا " حينما اعترضت على سلوكياته قال لها: "انسى أفكار الحلمية".

حلمية المقاهي

وكان حي الحلمية خالي من المقاهي، وإذا أراد الأهالي الذهاب إلى المقاهي ذهبوا إلى شارع محمد على، فشارع محمد على هو شارع المقاهي بالنسبة لأهالي الحلمية، واشهر هذه المقاهي في ذلك الوقت مقهى عكاشة، ويحكى عن هذا المقهى أن صاحب المقهى قرر أن يحولها إلى محل موبيليا فذهب أحد الرواد يدعى مصطفى الخولي للإبلاغ في قسم الشرطة عن صاحب المقهى ورغبته في تحويله إلى متجر موبيليا وهو الأمر الذي يعنى حرمانهم من ممارسة حياتهم اليومية، ثم أصبح في التسعينيات لدي الحي الحلمية ثلاث مقاهي فقط.

أشهر الحكايات

ومن أشهر ما يحكيه أهالي الحلمية، حكاية بيت حسين فهمي، وهو ليس الفنان، هو رجل ذو شارب ضخم لا يفيق من الخمر لديه ٤ ذكور و 9 بنات البنات، وكانت مصدر رزقه يزوج كل واحدة بخمسة جنيهات يقبضها عند كتابة عقد الزواج ويسلمه ابنته بشنطة ملابسها ويذهب ليشرب الخمر وهكذا مع بقية بناته التسع وهي حكاية شهيرة وأكدها أكثر من راو  وأحداثها دارت في ثلاثينيات.

كما ظهر من هذا الحي العديد من الفنانين العمالقة منهم محمود المليجي ومفيدة عبد الرحمن ومحمود شكوكو.

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا|كله في السر.. كواليس زواج فاتن حمامة وعز الدين ذو الفقار

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة