جلال عبده هاشم مع بعض بقايا وشظايا الحرب
جلال عبده هاشم مع بعض بقايا وشظايا الحرب


تمثالا الصمود والنصر من قذائف الحرب.. قصة إبداع بأيادي «جلال عبده هاشم»| صور

شيماء مصطفى كمال

الأحد، 09 أكتوبر 2022 - 03:35 م

جلال عبده هاشم، مواطن مصرى، من أهل مدينة الإسماعيلية، شارك فى المقاومة الشعبية، وصار قائدا للمقاومة الشعبية فى هيئة قناة السويس، وهو مقر عمله، كان يقاوم الإنجليز، وعاش أحداثا كثيرة، وعاصر أصعب الفترات فى تاريخ مصر الحديث، منذ حرب النكسة عام 1967، وحرب الاستنزاف، جلال عبده هاشم، كان له دور كبير «المقاومة الشعبية»، وكان شاهد عيان على العديد من الأحداث التى مرت بها مدينة الإسماعيلية وأهلها الفدائيين، منذ أيام الاحتلال الإنجليزى وحرب النكسة وحرب الاستنزاف وحتى حرب أكتوبر المجيدة..

 

وعُرف بالفنان الذى قام بعمل تمثالى الصمود والنصر، من شظايا وبقايا القذائف التى تعرضت لها مدينة الإسماعيلية، تمثال الصمود يعبر عن صمود الإسماعيلاوية فى وجه العدوان، استطاع من خلال جمع 4500 شظية من شظايا حرب النكسة تشييد تمثال الصمود، جمع الشظايا منذ عام 1967 وحتى 1973، أما تمثال النصر فتم تشييده بعد نصر أكتوبر المجيد، وصارا التمثالين من أشهر معالم الإسماعيلية.

 

تحدث الفنان الفدائى وأحد رموز المقاومة الشعبية بالإسماعيلية جلال عبد هاشم مع «بوابة أخبار اليوم»، وعاد بذاكرته لسنوات طويلة ليحكى لنا أيام الحرب وما عاشه المصريون فى الأوقات الصعبة، وعن تمثالى الصمود والنصر اللذان يذينان مدينة الإسماعيلية الباسلة، ويعبران عن حكاية شعب خاض حرب صعبة حتى انتصر على العدو الإسرائيلى..


قال جلال عبده هاشم إن فكرة عمل تمثال الصمود جاءت لما تعرضت له مدينة الإسماعيلية أثناء حرب النكسة عام 1967 وحرب الاستنزاف، وتهجير المواطنين بمدن القنال، وبالفعل قمت بتجميع شظايا وبقايا القنابل، وكان تمثال الصمود فريد من نوعه، قائلا: "كنت أول من قام بعمل التمثال بهذه الآلية".

 

وأضاف هاشم قائلا: "الأحداث التى عاشها المصريون أثناء نكسة 1967 وحرب الاستنزاف كانت تتطلب توثيق تلك الأحداث، لذلك قررت عمل شئ يخلد به، وبالفعل فى يوم 30 أبريل 1968 بعثت رسالة للمسئولين والفنانين التشكيليلن اطلب منهم عمل تمثال يمثل كفاح كل بيت فى الإسماعيلية ضد الاحتلال، على أن يقدم كل بيت شظية من شظايا الرصاص الإسرائيلى التى أطلقت عليه، ولكن كان طلبى قابله الصمت، وكان بعض أهالى الإسماعيلية يجتمعون فى معرض الموبيليا الخاص بوالدى بين القنابل والصواريخ وحطام الطائرات والشظايا، وكان منهم حسن الأسود رئيس المجلس المحلى فى الإسماعيلية الذى بادر بإعطائى أول شظية اسرائيلية بحجم عقلة الإصبع، وبعدها تفاعل الأهالى فى جمع واحضار بقايا الحرب والشظايا من بيوتهم المهدمة".

"بعدها ذهبت لصديق لديه ورشة لحام كهرباء أخبرته بالفكرة، فرحب بها وصنعا معا أول تمثالا صغيرا كتجربة للفكرة، ولكنه فشل، وبعد ذلك تم اعادة التجربة مرة أخرى، مستعنين برجل من المدنيين كان مشهور بإسم "هكوماندوز" لأنه كان يرتدى دائما ملابس عسكرية ومعه سلاح كالفدائيين وكان يقف "كمانيكان"، أثناء عمل التمثال، واستغرق عمل تمثال الصمود شهرين من العمل، وذلك من خلال تنظيف الشظايا والبقايا من الدماء"، هكذا قال هاشم عن كيفية الانتهاء من تمثال الصمود.

 

أما عن تمثال النصر، فكان أمنية أخرى لهاشم الفنان الذى استطاع بالفعل من تشييد تمثال النصر من شظايا طائرة اسرائيلية محطمة، عقب نصر أكتوبر فى 1973، حيث نشر هاشم فى جريدة الجمهورية فى العدد "6547"، بتاريخ الإثنين 29 نوفمبر 1971، مقال بعنوان: "أمنيتى أن أقيم تمثالا للنصر من حطام طائرة اسرئيلية"،  كتب فيه: "وافقت هيئة المعارض الدولية على عرض تمثال الصمود للفنان الاسماعيليى جلال عبده هاشم فى جميع المعارض العالمية التى تسترك فيها مصر..أول معرض يقام فيه التمثال، هو معرض طرابلس الدولى فى فبراير القادم..

التمثال طوله 265 سم، ووزنه 300 كيلو، ومصنوع من شظايا القنابل وحطام الطائرات الإسرائيلية المتساقطة فى الاسماعيلية..

 

فكرة التمثال بدأت بنداء نشره جلال هاشم فى جريدة الجمهورية يوم 30 أبريل 1968 يهيب فيه بالفنانين اقامة تمثال من شظايا القنابل.. ولكن أحدا لم يستجب للنداء.. فأقامه بنفسه..

 

يقول جلال هاشم/ أن أمنيته أن يقيم تمثالا للنصر طوله عشرة أمتار من حطام الاسرائيلين فى سيناء.  


 

اقرأ أيضا: حرب أكتوبر إرادة وطن..الفريق «فؤاد عزيز غالي» قائد الفرقة الثامنة عشر مشاة |فيديو 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة