الأحد، 09 أكتوبر 2022 - 08:47 م

فريضة على كل المخلصين من أبناء هذا الوطن العريق النبيل أن يأخذوا بأيدى الصاعدين من أجيالنا الناشئة ويصحبوهم إلى قلب الملحمة ليعانقوا نبضها الحى، ويتواصلوا مع روحها الخالدة، علينا أن نمنح تلك المهمة الجليلة الكثير من الجهد والوقت والمال، حيث نروى للملايين من أجيالنا الشابة وقائع ملحمة القرن العشرين الأبرز دون جدال، ونحكى لهم بلا تقصير او إخفاء أو ملل، كيف استطاع أبطال القوات المسلحة المصرية وأشقاؤهم من أبناء الجيش السورى تحقيق المستحيل، وعبور، المحال وإحراز الانتصارات الباهرة المذهلة التى لم تعرف عقود القرن الماضى شبيهاً لها على شتى ميادين الحروب،

فعلى كل صعيد منحتنا معركة أكتوبر العظيم تذكارات باهرة وصفحات فخار مذهلة لنكتشف -مع قليل من التأمل- أن تفاصيل تلك الملحمة الهائلة تهدى إلى الأجيال وثيقة لا تقبل النقض أو التشكيك أن أمتنا العريقة أعظم كثيرًا من تصور البعض، وأكبر حقيقة من اعتقاد المتربصين والمرجفين، وقد منحتنا الملحمة الفذة تأكيدًا دامغًا على أن الإرادة المصرية فولاذية لا يمكن كسرها، فحين سرى صراخ الكرامة فى شرايين الملايين وعروق الحشود المتعطشة إلى قطرات الخلاص ولحظة محو العار اندفعت أمواج التضحيات وتدفقت أنهار البطولات، وآيات البسالة والشجاعة، لقد بدا المشهد مصريًا عربيًا خالصًا،

صفع وجه العالم المتغطرس الذى تواطأ مع العدوان على محاصرتنا نفسيًا ومعنويًا، ونثر أشواك الإحباط فى كافة طرقنا ولكن إرادة العبور وروح أكتوبر الخالدة نجحت فى اجتياز محيطات هز الثقة والتشكيك فى الذات والقدرات، وما أحوجنا اليوم إلى تلك الروح وهذه الإرادة، فنحن نخوض الآن معركة لا تقل ضراوة عن حروب تحرير الأرض، وهى صياغة الوعى وتحرير الأدمغة التى تركتها بعض العهود السابقة للأسف نهباً مستباحاً لسموم المغرضين وتشكيك المرجفين، حيث نبذنا أجيالنا كاملة بالعراء عزلاً من الوعى، فأضحى الملايين صيداً سهلاً لفحيح العولمة البغيض ورياح اقتلاع الجذور، ما أحوجنا أن نجلس دوماً إلى أبنائنا وأحفادنا، ونروى لهم كيف حطمنا أسطورة العدو الذى لا يُقهر، وعبرنا الهزيمة، واجتزنا مختلف الموانع الحقيقية والمجازية بإرادة فولاذية يمكنها اليوم أن تحقق الانتصارات المذهلة على تدابير الأشرار ومخططات الطامعين تماماً كما حدث بالأمس المجيد فى أكتوبر 1973.