سليمان قناوي
سليمان قناوي


سليمان قناوي يكتب: محمود الخطيب

سليمان قناوي

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2022 - 05:31 م

يسكن قلب كل أهلاوى. وفى زمن ماض جميل كان الكابتن محمود الخطيب يسكن أيضا قلوب معظم المصريين، باستثناء من غلبه سواد قلبه وألقى السمع وهو شهيد. فى زمن السبعينات كان مشجعو الكرة أكثر تسامحا وأقل تعصبا، كان الاهلاوية تحترم وتقدر وتحب الكباتن العظام طه بصرى وحسن شحاتة وفاروق جعفر، وكان الزملكاوية تبادل الكباتن العظام محمود الخطيب وعبد العزيز عبد الشافى ومصطفى عبده حبا بحب.

كيف لى أن أذكر مناقب بيبو وقد كان أخلاقا ولطفا وودا وأدبا يمشى على الارض ليعمرها بأن يكون قدوة حسنة لأجيال حالية وسابقة من اللاعبين. أذكر المباراة التى حصل فيها الخطيب على الانذار الوحيد طوال 17 عاما فى الملاعب،جاء خلال مباراة مصر وليبيريا عام 1986 بتصفيات كأس العالم التى انتهت بالتعادل 1/1. لم يلعب بخشونة مع المنافس وكانت كل جريرته أنه وقف أمام حارس مرمى ليبيريا ليعطل هجمة مرتدة على منتخبنا، وبمجرد أن أشهر الحكم الكارت الاصفر،أحنى الخطيب رأسه احتراما للحكم.

كان من الطبيعى بعد هذا السلوك الراقى  أن تختار اللجنة الدولية للعب النظيف بيبوعضوا بها بعد أن خاض 450 مباراة محلية ودولية بإنذار يتيم.واذا كان هناك إجماع على أن د.أحمد زويل هو أيقونة العلم ود.مجدى يعقوب أيقونة الطب ونجيب محفوظ أيقونة الادب، فان محمود الخطيب هو أيقونة كرة القدم. عنه قال الشاعر الكبيرعبد الرحمن الأبنودى «الخطيب شاعر يكتب بقدميه وينظم بهما مع الكرة أحلى الأبيات وأمتع الأداء».

ومع كل هذه الخصال الحميدة يمكنك أيضا الوثوق بنزاهة شخص مثل الخطيب ماليا، خاصة اذا امتحن فى المال وقت عسرته. فحين اعتزل الخطيب اختير مديرا عاما للمنتخب القومى عام 1986، وطلب منه الكابتن سمير زاهر رئيس الاتحاد وقتها تقريرا عن التخطيط لتطوير المنتخب، وسهر بمقر الاتحاد ليضعها، ليعرف فى اليوم التالى أن المسئولين فى الاتحاد يفاوضون الكابتن محمود الجوهرى ليتولى تدريب المنتخب، فأحس بالاهانة وقدم استقالته وأعاد مبلغ 86ألف جنيه هى راتبه عن ستة شهور كان وقتها فى أمس الحاجة اليها.إذ لم تكن مرتبات اللاعبين فى الثمانينات مليونية، بل ألفية،فكيف يتحدث البعض الآن عن ساعات ردت بالفعل وتبرعات أعيدت. ذمم الاتقياء لا تشترى بمال قارون. ندعو الله بالشفاء للكابتن الخطيب وأن يسعده الله بقدر ما أسعد الملايين.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة