جلال عارف
جلال عارف


جلال عارف يكتب: أمريكا وروسيا.. التفاوض أو الكارثة!

جلال عارف

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2022 - 06:58 م

كل تأخير فى التوصل لحل يوقف القتال فى أوكرانيا يقرب العالم من حافة الخطر. فى البداية كان هناك حرص على عدم توسيع نطاق الحرب وإدراك لخطورة الصدام المباشر بين روسيا وحلف الناتو بقيادة أمريكا. وفرض هذا قواعد اشتباك التزم بها الطرفان لحد بعيد.. لم تعلن روسيا الحرب رسمياً وركزت هجماتها على الأهداف العسكرية، وعلى الجانب الآخر اقتصرت إمدادات السلاح من أمريكا والحلفاء لأوكرانيا على الأسلحة الدفاعية. وأعطى ذلك فرصة للتفاوض حول حل سياسى يوقف القتال، وكان الحل فى وقت ما قريباً ومتاحاً، لكن إرادة الحرب انتصرت لتضع العالم كله بعد ٢٠٠ يوم من بداية المأساة على حافة صدام لن ينجو منه أحد.

استمرار الحرب وغياب أى أفق للحل من خلال التفاوض يجعل التصعيد يفرض نفسه على كل الأطراف. المشهد الأخير ينذر بأن الطريق على وشك أن يفتح أمام الصدام الأكبر بين روسيا والغرب إذا لم يدرك الطرفان أن الوقت المتاح لتجنب الكارثة لم يعد يتسع للعب بالنار فوق حقول ألغام كثيرة سوف تنفجر فى وجوه الجميع.

من نسف الجسر الروسى كان يدرك تماماً أن روسيا لن تسكت وسترد بعنف. وقد جاء القصف الصاروخى للعاصمة كييف ومدن أخرى لينقل الحرب الى مرحلة هى الاخطر حتى الآن. وليكون الرد الغربى المعلق -حتى الآن- مزيداً من السلاح المتطور لأوكرانيا ومزيداً من العقوبات على روسيا.. ولا حديث عن أى جهد لإيقاف المأساة حتى فى اجتماعات الامم المتحدة بالأمس التى لم تشهد إلا تبادل الاتهامات وغياب أى بحث حقيقى عن سبيل للخروج من الأزمة التى تهدد العالم كله.

جيد أن تعلن كل الاطراف أنها لا تريد حرباً عالمية ثالثة، لكن ما يجرى على الأرض يدفع فى الطريق الخطأ. فرصة الحل تضيق لكنها موجودة إذا أدركت روسيا وأمريكا أنه لا بديل عن التفاوض ولا مجال لحرب تدمر الجميع.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة