الأربعاء، 12 أكتوبر 2022 - 01:50 م

دينا جلال

  ”جريمة ضد الإنسانية” هكذا وصف أحد مسئولي الشرطة جريمة قتل وقعت أحداثها بشكل صادم في بهو فندق فاخر في نيويورك تحول إلى ساحة دماء حين فوجئ الجميع بسقوط رجل أمريكي بعد تلقيه رصاصات طائشة اخترقت صدره في لحظات، وأنهت زيارته السنوية لابنه بالجامعة بشكل مأساوي بعد تبادل افراد عصابة طلقات الرصاص دون اكتراث إلى سقوط ضحايا أبرياء.

 لم يكن الحادث فريدًا من نوعه أو حتى قليل الحدوث وإنما تشهد مدينة نيويورك حوادث إطلاق نار واعتداءات عشوائية بصورة متكررة تدفع سكان المدينة إلى الصدمة والحزن ثم سرعان ما يتحولون إلى حالة من الغضب؛ لانتقاد دور حاكمة نيويورك كاثي هوشول بسبب تفاقم الجريمة في شوارع مدينتها والتزامها بحالة صمت امام الحادث الاخير وغيره، ويشير ضابط الشرطة السابق دارين بوشر في برنامج “أمريكا ريبورتس” إلى حاجة سكان المدينة للنظر إلى الحادث باعتباره جريمة ضد الإنسانية، وليس مجرد حادث أو جريمة عادية نحو شخص، فهو مواطن بريء كان في زيارة إلى ابنه فى الجامعة لم يتمتع خلالها بالامن والحماية وتسببت تلك الانتقادات في دعوة المعارضين للحاكمة الحالية إلى التصويت للمرشح المناسب في الانتخابات القادمة لمنصب الحاكم حيث أنها  ليس لديها إجابات واضحة لمحاربة الجريمة مثلما اشار موقع «فوكس نيوز» في تقريره عن الحادث.

خطة تفجير

وقع الحادث في بهو فندق فاخر بنيويورك بعد منح كلية ماريست كوليدج فرصة للآباء لزيارة ابنائهم وقضاء العطلة السنوية برفقتهم في الفندق، وفي السابعة صباحا تحول المشهد العائلي إلى ساحة تبادل إطلاق النار بين شخصين مجهولين وانتهى المشهد بسقوط بول كوتز، 53 عامًا، اب  لثلاثة ابناء ورجل اعمال يمتلك شركة للمحاسبة وأصيب برصاصات طائشة اخترقت صدره وجسده وهو إلى جانب زوجته ناتالي كوتز، وانتقل سريعًا إلى اقرب مستشفى لتعلن الشرطة وفاته في الحال.

لم تجد الشرطة وسيلة لتهدئة الامور سوى إلقاء  القبض على رجلين مشردين وهما ديفين تايلور، 26 عاما ، وروي جونسون، 35 عاما، وهما مشتبه بهما وكلاهما بلا مأوى ولديهما ارتباط وثيق بأفراد العصابة ممن تبادلوا اطلاق النار، وخلال عملية التفتيش كشفت الشرطة عن أمر اكثر خطورة  في إحدى غرف الفندق؛ حين عثر المحققون على بنادق آلية ومعدات لصنع القنابل البدائية بالإضافة إلى تعليمات حول كيفية صنع قنبلة بمادة مشتعلة خطيرة لإصابة اهداف بعيدة المدى وصدمتها عند الانفجار بهدف تفجير الفندق بعد تبادل إطلاق النار بين أفرادها.

حوادث متفرقة

تشهد مدينة نيويورك موجة مخيفة من العنف والحوادث العشوائية وخاصة خلال العام الجاري؛ حيث سجل عشرات الضحايا الأبرياء، آخرهم امرأة تعرضت للضرب بوحشية داخل محطة مترو أنفاق في كوينز، وكذلك تعرضت فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا من بروكلين للقتل برصاصة طائشة لمهاجر مكسيكي، وفي هجوم آخر اكثر مأساوية قام شخص مختل عقليا بمحاولة الاعتداء على ضابطة سابقة تدعى جاردنر اندرسون وعمرها 92 سنة وارتطمت رأسها بالرصيف ثم طعنها 20 مرة دون سبب وهو الحادث الذي تسبب في حالة من الذعر لدى سكان نيويورك ليصبح حديثًا للاعلام على مدار الفترة الماضية، أما في الأسبوع الماضي فقط  ظهر مقطع فيديو صادم لرجل بلا مأوى يستهدف أمًا لطفلين صغيرين في محطة مترو أنفاق هوارد بيتش بجوار مطار جون كنيدي، وتعرضت الضحية للكم والركل بشكل متكرر، وكادت تفقد بصرها في إحدى عينيها بسبب الضرب بعشوائية.

ارقام صادمة

كشف المنتقدون للشرطة والمسئولين في نيويورك؛ ان شرطة المدينة لا تحتفظ بإحصاء الهجمات العشوائية أو غير المبررة التي يرتكبها المختلون أو المرضى العقليون وكذلك اصحاب السوابق الجنائية أو أي شخص آخر، كما كشف المسئولون عن زيادة واضحة في عدد مكالمات الاستغاثة 911 بزيادة قدرها 8 ٪ عن نفس الفترة العام الماضي، وفي العام الذي أبلغت فيه شرطة نيويورك عن انخفاض ما يقرب من 12٪ في جرائم القتل، تُظهر أحدث أرقام شرطة نيويورك؛ أن الجرائم الكبرى لا تزال مرتفعة بنسبة 36 ٪ حتى الآن خلال هذا العام بالاضافة إلى زيادة عمليات السطو بنسبة 37٪ وزيادة بنسبة 43٪ في السرقات الكبرى حيث أعرب سكان نيويورك عن مخاوفهم بشأن الوضع المستمر.

أقرأ أيضأ : شاهد| حادث الهجوم على حضانة أطفال بتايلاند