محمد بركات
محمد بركات


محمد بركات يكتب: العالم.. ونصر أكتوبر (٣/٢)

محمد بركات

الأربعاء، 12 أكتوبر 2022 - 05:16 م

فى ملحمة نصر أكتوبر كانت كل الدراسات والبحوث العسكرية فى العالم تؤكد أن اجتياز قناة السويس واجتياح خط بارليف المنيع هو أمر مستحيل عمليا، فى ظل التجهيزات الهندسية الصلبة والدفاعات القوية، التى أقامتها إسرائيل لبناء هذا الخط، والتى جعلت من التفكير فى العبور إلى الضفة الشرقية للقناة ومحاولة الوصول إلى سيناء مغامرة عسكرية جسورة ولكنها محفوفة بالمخاطر، ونجاحها يحتاج إلى معجزة تدخل فى نطاق المستحيل.

وكانت كل النظريات العسكرية تؤكد أن خط بارليف المنيع، يحتاج إلى قنبلة ذرية لتدميره وإزالته، وهو ما لا تملكه مصر،..، ولذلك فإن عليها أن تستسلم للأمر الواقع فى ظلام الهزيمة، وأن تحاول إقناع العالم أو استجداء القوى الكبرى وأمريكا بالذات، للضغط على إسرائيل كى تقبل الانسحاب من الأراضى المصرية والعربية المحتلة عام ١٩٦٧، وهو ما لن تقبل به إسرائيل.

وفى هذا الإطار كانت المفارقة كبيرة والهوة واسعة بين رؤية العالم للصورة فى المنطقة وتوقعاته لمستقبل مصر المظلم، وبين حقيقة الأوضاع فى مصر وإصرار شعبها وقادتها وجيشها على ركوب الصعب وعدم الاستسلام للواقع، بل فعل المستحيل لتغيير الواقع وأخذ زمام المبادرة بأيديهم.

من هنا كان ذهول العالم كله شديدا، عندما نهض المصريون ونفضوا غبار الهزيمة، وانطلقوا لتحقيق النصر وتحرير الأرض واسترداد الكرامة ،..، وهو ما فرض على مراكز البحوث والدراسات العسكرية فى العالم كله، وضع حرب أكتوبر محل التحليل والدراسة.
من أجل ذلك كله سيظل نصر أكتوبر العظيم نجما مضيئا فى سماء مصر . «وللحديث بقية»


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة