الأربعاء، 12 أكتوبر 2022 - 05:50 م

التصعيد المستمر من أطراف الحرب الأوكرانية لا يخفى القلق الشديد من ترك كرة النار تتدحرج لتحرق الجميع. والحديث المتكرر عن استمرار الحرب وحشد السلاح والعقوبات المتتالية لا يمكن أن يتجاهل أن المعاناة طالت الجميع، ولا أن يغض الطرف عن تحذيرات المؤسسات الدولية من تراجع اقتصادى واحتجاجات اجتماعية وأزمات فى الغذاء والطاقة لم تعد مقصورة على فقراء العالم وحدهم.

تصريحات الرئيس الأمريكى بايدن بالأمس تحمل جديداً. قال إنه "ليست لديه نية" للقاء الرئيس الروسى بوتين فى قمة العشرين التى تعقد بأندونيسيا فى منتصف الشهر المقبل. لكنه لم يغلق الباب بل أشار إلى أن الأمر "مرهون بالظروف".. وفى تفسير هذه "الظروف" لم يذكر شروطاً صعبة بل اكتفى بأنه إذا جاء بوتين وقال إنه يريد الحديث عن إطلاق سراح لاعبة كرة السلة الأمريكية المحتجزة فى روسيا فسوف ألتقيه!!

من ناحية أخرى وصف بايدن الرئيس الروسى بأنه شخص عقلانى لكنه أساء التقدير بشكل كبير.. وهو ما يختلف تماماً عن حديثه السابق عن "بوتين مجرم الحرب الذى يجب أن يرحل"!! وبالإضافة إلى ذلك خفف بايدن من لهجته بشأن الخطر النووى مؤكداً أنه لا يعتقد أن بوتين سوف يستخدم سلاحاً نووياً تكتيكياً فى حرب أوكرانيا وهو تقدير يختلف عن تقديرها السابق قبل أيام حين حذر من "حرب تعنى نهاية العالم"!

هذه كلها إشارات إلى أن الأبواب المغلقة يمكن أن تفتح، وأن هناك إدراكا بأن التصعيد قد بلغ حداً لم يعد يحتمل المزيد، وأن أعباء الحرب تثقل كاهل الجميع. وأن أوروبا تتململ وزعماءها الكبار يتحدثون علناً عن فواتير الغاز التى يدفعونها للشركات الأمريكية بعد أن كانوا يبنون رفاهية بلادهم اعتماداً على الغاز الروسى الرخيص. وأن الركود الاقتصادى سيضرب الجميع وسيطال أمريكا كما اعترف بايدن نفسه!
فى كل الأحوال.. جيد أن نتحدث عن "العقلانية" بدلاً من الحديث عن "حرب نهاية العالم"!!