عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


عبدالقادر شهيب يكتب: ٦ دقائق و١٢ ثانية!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 13 أكتوبر 2022 - 05:59 م

الاحتفاء الكبير بالأهداف الثلاثة التى سجلها محمد صلاح فى مباراة ليفربول مع رينجرز أمر مفهوم.. فهو سجل هذه الأهداف بعد صوم طال عن التسجيل مع فريقه هذا الموسم مما عرضه لهجوم وتشكيك فى قدراته من قبل البعض، وسجلها بعد أن كان يجلس معظم وقت المبارة على دكة الاحتياطى، كما أنه سجلها فى غضون بضع دقائق قليلة جدا، بالإضافة إلى أنه بتسجيلها صار الهداف الأول للأندية الإنجليزية فى دورى أبطال أوربا.. لكن وسط هذا الاحتفاء الكبير بصلاح يبرز أمر جدير بأن يلفت الانتباه وهو الاختلاف سواء على مواقع التواصل الاجتماعى أو المواقع الإخبارية والتليفزيونية على مساحة الفترة الزمنية التى سجل فيها محمد صلاح أهدافه الثلاثة فى المباراة.. فهناك من حددها بسبع دقائق، وهناك من حددها بست دقائق، وهناك أيضا من حددها بخمس دقائق فقط !.. وحدث ذلك رغم أن المباراة كانت مذاعة تليفزيونيا وتخضع لمتابعة المحللين الرياضيين الذين يسجلون كل شاردة فيها!

ولعل هذا يُبين كيف تختفى الدقة فى التناول الإعلامى للأحداث التى نعيشها.. فما حدث فى تناول أهداف محمد صلاح والوقت الذى أحرزت فيه يحدث فى تناول أحداث غبر رياضية، سياسية واقتصادية واجتماعية، بل وعسكرية ايضا.. والمثال الصارخ هنا هى تلك الحرب التى تجرى على أرض أوكرانيا منذ شهر فبراير الماضى.. فإن ثمة تباينا واختلافا شديدا حول خسائر كل من روسيا وأوكرانيا العسكرية بين الإعلام الغربى والإعلام الروسى، ولذلك تتوارى الحقيقة وبالتالى يضيع الفهم!

وهذا قد يكون سببه نقص فى المهارة وانخفاض فى المهنية وتسرع فى نشر الأخبار دون مراعاة للدقة، وقد يكون أيضا متعمدا لتضليل الناس حتى لا يروا حقيقة ما يدور حولهم.. وهو ما يحدث عادة إما بتجاهل نشر الحقيقة وترويج الأكاذيب، وهذا ما نتعرض له بشكل ممنهج من خلال فضائيات الإخوان، وإما بنشر جزء من الحقيقة وحجب بقية تلك الحقيقة، وتجزئة الحقيقة كما يقول الفلاسفة تشويه لها، وهذا ما تفعله معنا أجهزة إعلام غربية وأمريكية لتحقيق أهداف سياسية.. أما الحرص على قول الحقيقة كاملة غير منقوصة فقد صار أمرا نادرا، ولم تفعله بالنسبة لهاتريك صلاح سوى وسيلةَ إعلام واحدة فقط قالت إن لاعبنا الموهوب سجل أهدافه الثلاثة فى ٦ دقائق و١٢ ثانية!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة