صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


مونديال قطر.. رشاوي وتلاعب في التصويت.. تعرف على أشهر أزمات كأس العالم

محمد أنور

الخميس، 13 أكتوبر 2022 - 07:54 م

أيام قليلة تفصلنا عن الحدث الأكبر والأبرز الذي يترقبه عشاق الساحرة المستديرة، انطلاق بطولة نهائيات كأس العالم "مونديال قطر 2022"، في نسختها الـ 22، خلال الفترة من 20 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر المقبلين.

واستكمالاً لمشوار طويل من القصص التي يجسدها التاريخ على مدار 92 عامًا، نسترجع أبرز القصص الغريبة والملهمة والتي كانت وغيرها من الحكايات سببًا في جعل كأس العالم هو البطولة الأضخم والأكثر متابعة بين مختلف البطولات الدولية الأخرى.

وتستعرض "بوابة أخبار اليوم" في السطور التالية أشهر أزمات كأس العالم من خلال قضايا الرشاوي والفساد والتلاعب بنتائج التصويت ..

أثير الكثير من قضايا الرشاوي لأعضاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" خلال السنوات الماضية، ولكن البداية تحديدًا كانت منذ عام 1994، حينها كثرت الاتهامات حول الرشاوي في حقوق بث أكبر البطولات الدولية والقارية، وتكرر الأمر بعد ذلك في نسخة مونديال فرنسا 1998 والنسخ الأربعة التالية.

ومن التاريخ الأسود للاتحاد الدولي "فيفا" عدم القيام بأي خطوات سواء من ناحية العقوبات أو التوعية في قضية مقتل نجم منتخب كولومبيا "إسكوبار".

ولمن لا يعلم فإن إسكوبار أحرز هدفًا ذاتيًا في بطولة كأس العالم 1994، تسبب في خروج كولومبيا من البطولة، ورغم التهديدات بالقتل له ولمدرب المنتخب، لم يتحرك أحد، حتى قُتل اللاعب بالفعل.

وما يعاب على الاتحاد الدولي أنه فشل فشلًا ذريعًا في تأمين لاعب كرة قدم من الطراز العالمي، وبعد ذلك لم يقم بأي خطوات حتى للتكفير عن هذا الخطأ التاريخي.

 

وتعتبر بداية الفساد الحقيقية في الاتحاد الدولي، بوصول سيب بلاتر إلى الرئاسة في 1998، خصوصًا مع ما أثير أنه اكتسب مكانة بارزة في الاتحاد بصورة غير قانونية معتمدًا على الرشاوي وغيرها.

وكان الوصول إلى رئاسة الفيفا احتاج من السويسري دفع الرشاوي، وهذا وفقًا لما كشفه وأكده من خلاله ميشيل زين روفينن، الذي كان الأمين العام للفيفا في فترة من الفترات.

ونشر ميشيل زين الأمين العام السابق للاتحاد الدولي "فيفا" واحدًا من أكثر التقارير شمولية وإدانة لبلاتر ولكافة مسؤولي الاتحاد.

وشمل هذا التقرير الممارسات الخاطئة وسوء الإدارة المالية التي استخدمها بشكل صريح بلاتر ورفاقه المتعددين داخل المنظمة، والمخالفات المالية، وممارسات الحساب المضللة، والتلاعب التنظيمي وغيرها.

وحدثت ثورة ضخمة في عام 2015، بعدما تم القبض على جيفري ويب، وجاك وارنر، وخوسيه ماريا مارين، وإدواردو لي، وغيرهم، فيما يتعلق بالفضائح المختلفة التي طغت على 24 عامًا من تاريخ فساد فيفا.

وتم الإطاحة ببلاتر من رئاسة فيفا منذ ذلك الحين وانتهى دوره إلى الأبد ومنع من ممارسة أي نشاط إداري له علاقة بالساحرة المستديرة.

وكان الفرنسي ميشيل بلاتيني، الأقرب لخلافة بلاتر في رئاسة الفيفا، غير أنه تورط هو الآخر في قضايا فساد ولكن مع الاتحاد الأوروبي أنهت مسيرته الرياضية.

وتحصل أسطورة كرة القدم الفرنسية على 1.3 مليون جنيه استرليني رشوة، وبعد إثبات ذلك أقيل من رئاسة الاتحاد الأوروبي ومُنع من أي نشاط للفيفا لمدة ست سنوات.

ومن ضمن التصريحات المثيرة للجدل التي قالها ميشيل بلاتيني أن فيفا حرص على وضع منتخب فرنسا ومنتخب البرازيل في مسارات مختلفة بشكل أو بآخر خلال مونديال 1998 من أجل السعي لجعلهما يتواجهان في الوصول للمباراة النهائية.

ولم تتوقف المزاعم حول الرشاوي التي تحصل عليها أعضاء من اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي "فيفا" من أجل إسناد تنظيم كأس العالم إلى دول بعينها.

وتشمل هذه المزاعم أمر اختيار جنوب إفريقيا 2010، وكذلك عرض بطولة فرنسا 1998، ومزاعم رشوة أيضًا لاختيار روسيا ونسخ أخرى من المونديال.

وقام الادعاء الأمريكي بتوجيه تهمًا لمسؤولين سابقين في الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، بتلقي رشى أسفرت عن فوز روسيا وقطر بتنظيم بطولتي كأس العالم 2018، و2022.

وتعد هذه الاتهامات ذات أهمية كبيرة في التحقيقات حول مزاعم فساد في كرة القدم داخل الفيفا. 

وبدأت بوادر ما يمكن وصفها بـ"حرب أهلية" تعصف بالاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، على خلفية التناقض الواضح بين مسؤولي لجانه المختلفة، بشأن نسختي بطولتي كأس العالم "روسيا 2018"، و"قطر 2022."

ويعد ذلك الإجراء غير مسبوق، لأنها المرة الأولى التي تُصدِر فيها سلطات قضائية حكومية تهم فساد مرتبطة بهذين الحدثين.

وأثيرت شكوك منذ أعوام، حول شروط منح حق استضافة موندياليي 2018 و2022، لكن هذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها نظام قضائي في دولة ما، أن الأصوات التي رجحت كفة روسيا وقطر شابتها مخالفات.

وضمت لائحة الاتهام التي أصدرها المدعي العام الأمريكي في بروكلين، جون دونوهيو، تفاصيل الفساد الذي شاب عملية التصويت في عام 2010 في زيورخ، وأدى الى منح روسيا استضافة مونديال 2018، وقطر مونديال 2022.

وتزعم وثائق الاتهام أن العديد من الأعضاء السابقين، في اللجنة التنفيذية للفيفا، "عُرض عليهم الحصول على رشى تتعلق بمنح أصواتهم".

أقرا ايضاً|

مونديال قطر| قصة الفضيحة الكبرى «معجزة خيخون».. الإطاحة بالجزائر من مونديال 1982

مونديال قطر| «المانكو» حكاية تحدي.. كتب التاريخ بيد واحدة في كأس العالم

وذكر الادعاء العام الأمريكي إن هناك مزاعم بالتورط في فساد ضد نيكولاس ليوز، الرئيس السابق لاتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم "كونميبول"، وعضو الفيفا السابق البرازيلي ريكاردو تيكسيرا.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد أصدر قرارا يحظر البرازيلي تيكسيرا مدى الحياة من المشاركة في أي نشاط يخص اللعبة، بسبب تلقيه رشى تتعلق بالتسويق، وحقوق البث الإعلامي لبطولات كرة القدم بين عامي 2006، و2012.

واتهم المسؤولَان الاثنان بتلقي المال "في مقابل التصويت لصالح قطر لاستضافة بطولة كأس العالم 2022".

ويقول الادعاء الأمريكي إن رئيس اتحاد "كونكاكاف" السابق الترينيدادي جاك وورنر، الذي شغل منصب نائب رئيس فيفا، تلقى خمسة ملايين دولار أمريكي عبر شركة وهمية، مقابل التصويت لصالح روسيا في سباق تنظيم مونديال 2018.

وفازت روسيا على بريطانيا في المنافسة، على تنظيم أحدث نسخة من كأس العالم في 2018. كما "وُعد" رئيس اتحاد كرة القدم في غواتيمالا، رافاييل سالغيرو، بالحصول على رشوة للتصويت لصالح روسيا.

وقد أقر سالغيرو عام 2016 بأنه مذنب في العديد من تهم الفساد، وتم إيقافه مدى الحياة أيضا من قبل الفيفا. ويبذل وورنر الذي يواجه اتهامات من القضاء الأمريكي، قصارى جهده ليتجنب تسليمه للولايات المتحدة.

وقال وليام سويني، مساعد المدير المسؤول عن مكتب نيويورك الميداني لمكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي"،: "الاستغلال والرشوة في كرة القدم الدولية من الممارسات الراسخة والمعروفة منذ عقود".

لكن في عام 2015 فقط، وبعد مداهمة فندق في زيورخ بالقرب من مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم، أعلنت وزارة العدل الأمريكية أنها بدأت التحقيق مع مسؤولين في كرة القدم والإعلام التلفزيوني حققوا ثروات من خلال مناصبهم.

وقد أثارت هذه الفضيحة أسوأ أزمة في تاريخ الفيفا، والتي أدت في نهاية المطاف إلى تنحي رئيس الاتحاد الدولي للعبة ستيب بلاتر عن منصبه. وإجمالا، وُجهت تهم إلى 42 شخصا، وأدين 26 منهم.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يتهم فيها مسؤولون بالفساد، فيما يتعلق بتنظيم بطولة كأس العالم في قطر، خلال التحقيقات التي يجريها مكتب أف بي آي.

ففي عام 2017، أخبر أليجاندرو بورزاكو، وهو مسؤول تلفزيوني سابق، هيئة محلفين في نيويورك، أن ليوز وتيكسيرا - والآن رئيس اتحاد كرة القدم في الأرجنتين، جوليو غروندونا - تلقوا أموالا مقابل التصويت لصالح قطر، التي تفوقت على الولايات المتحدة في الفوز بتنظيم البطولة.

أقرا ايضاً|

مونديال قطر| قصة الفضيحة الكبرى «معجزة خيخون».. الإطاحة بالجزائر من مونديال 1982

مونديال قطر| «المانكو» حكاية تحدي.. كتب التاريخ بيد واحدة في كأس العالم

مونديال قطر| إيطاليا حامل لقب كأس العالم لمدة 16 عام!

مونديال قطر| ماذا تعرف عن خبز البوليتو.. أغرب حكايات كأس العالم نسخة 1970

وعلى الرغم من سنوات من الشك حول كيفية فوزهما في التصويت، نفت قطر وروسيا دائما ارتكاب أي مخالفات، وتمت تبرأتهما خلال تحقيق أجرته الفيفا في عام 2017.

لكن الاتحاد الدولي للعبة ربما يجد نفسه تحت ضغوط متجددة، لإعادة فتح تحقيق في كيفية الفوز بتلك الأصوات.

واتصلت بي بي سي باللجنة القطرية المنظمة للبطولة المقبلة والفيفا للتعليق على الأمر، ولم تتلق ردا بعد.

وكشفت أحدى الصحف الفرنسية مؤخرًا عن تورط ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان، في فضيحة خطف وابتزاز لأحد رجال الأعمال بسبب تنظيم قطر لكأس العالم 2022.

وكشفت العديد من التقارير أن قطر قد حصلت على شرف تنظيم البطولة بعد تلاعب مع الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” برئاسة جوزيف بلاتر في ذلك الوقت.

ووفقًا لصحيفة “ماركا” الإسبانية، نقلًا عن “ليبراسيون” الفرنسية، فإن الخليفي متورط في فضيحة ابتزاز رجل أعمال فرنسي من أصل جزائري بسبب استضافة قطر للمونديال.

وقالت الصحيفة أن رئيس النادي الباريسي قد تورط في مؤامرة حبس رجل الأعمال الفرنسي بسبب ادعاءه أنه يملك مستندات تدين دولة قطر في قضية استضافة قطر لكأس لعالم.

ففي نفس اليوم الذي أصدر فيه الاتحاد الدولي قراره بتبرئة كل من روسيا وقطر من اتهامات بـ"الفساد"، أحاطت بعملية التصويت على نسختي المونديال، تقدم القاضي الأمريكي، مايكل غارسيا، الذي تولى التحقيق في تلك الاتهامات، بالطعن على قرار الفيفا.

فقد أمضى غارسيا، رئيس غرفة التحقيقات في لجنة أخلاقيات الفيفا، نحو 18 شهراً من التحقيقات بشأن الجدل الذي أثير حول وجود "شبهات فساد" في التصويت الذي انتهى بفوز روسيا بحق تنظيم نسخة بطولة كأس العالم للعام 2018، وقطر لنسخة العام 2022.

وبدعوى عدم إمكانية نشر "تقرير غارسيا" كاملاً، حيث يضم مئات الصفحات، وكذلك لـ"حماية الشهود"، نشر القاضي الألماني هانز يواكيم إيكرت، رئيس الغرفة القضائية بلجنة الأخلاقيات، "بياناً ملخصاً"، يتضمن أهم ما جاء في نتائج التحقيقات.

وبينما خلص البيان الملخص، الذي جاء في 42 صفحة، إلى أن كلاً من قطر ورسيا ليستا مذنبتين بأي وقائع فساد خلال عملية التصويت، فقد اعتبر غارسيا أن النتائج التي تم إعلانها "غير كاملة ومغايرة" للنتائج الواردة في تقريره إلى حد كبير.

كما أكد القاضي الأمريكي، في بيان، أنه يعتزم التقدم باستئناف أمام لجنة الطعون التابعة للفيفا، ضد قرار رئيس الغرفة القضائية، والذي يسمح بالمضي قدماً في إجراءات تنظيم نسختي "روسيا 2018"، و"قطر 2022"، بحسب ما هو مقرر مسبقاً.

وبينما أكد قرار اللجنة القضائية أنه ليست هناك ضرورة لإجراء إعادة تصويت على حق تنظيم المسابقتين، فقد دعت إلى إصلاحات واسعة بعملية الترشيح والاختيار.

أقرا ايضاً|

مونديال قطر 2022| حكم آلي وستاد قابل للتفكيك.. بطولة بطعم التكنولوجيا

مونديال قطر| بطولة استثنائية شتوية في دولة عربية وتقنيات غير اعتيادية

وتابعت اللجنة بالقول إنها رصدت بعض الوقائع المثيرة للجدل حول نزاهة التصويت، ولكنها أكدت أنها جميعها ليست كافية للتأثير على العملية إلى درجة تتطلب إعادة التصويت، مضيفة أنه بالنسبة لها فقد "أغلق الملف الخاص بعمليات التصويت على كأس العالم لعامي 2018 و2022."

وأوصت اللجنة بمجموعة من الإجراءات من أجل إصلاح عمليات التصويت مستقبلاً، بينها حظر سفر كبار المسؤولين في الفيفا مستقبلاً إلى الدول التي تقدمت بعروض لاستضافة كأس العالم.

من جانبه، رحب الاتحاد الدولي بقرار اللجنة القضائية بإغلاق ملفي روسيا وقطر، مؤكداً تطلعه لمواصلة العمل مع البلدين من أجل التحضير للمسابقة، كما أكد الأخذ بعين الاعتبار التوصيات المقدمة لإصلاح عملية التصويت.

أقرا ايضاً|

مونديال قطر 2022| حكم آلي وستاد قابل للتفكيك.. بطولة بطعم التكنولوجيا

مونديال قطر| بطولة استثنائية شتوية في دولة عربية وتقنيات غير اعتيادية

مونديال قطر| إيطاليا حامل لقب كأس العالم لمدة 16 عام!

مونديال قطر| ماذا تعرف عن خبز البوليتو.. أغرب حكايات كأس العالم نسخة 1970

مونديال قطر| قصة الفضيحة الكبرى «معجزة خيخون».. الإطاحة بالجزائر من مونديال 1982

مونديال قطر| «المانكو» حكاية تحدي.. كتب التاريخ بيد واحدة في كأس العالم

مونديال قطر | أبرزهم ميسي .. أساطير لم ترفع كأس العالم

مونديال قطر| أبرز المنتخبات الغائبة عن كأس العالم 2022

مونديال قطر| أبرزها خليفة وأكبرها لوسيل.. 8 ستادات تتزين لكأس العالم

مونديال قطر| لماذا انسحبت الهند من مونديال 1950.. «عايزين يلعبوا حافيين»

مونديال قطر| «تريكولور وفيفرنوفا وجابولاني».. قصة تطور كرة كأس العالم

مونديال قطر| كل ما تريد معرفته عن كأس العالم.. البداية والنهاية

مونديال قطر| بوستر «هيا» و«العنكبوت الأسود».. التاريخ يحكي قصصًا مثيرة في كأس العالم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة