الجمعة، 14 أكتوبر 2022 - 11:43 ص

كتب: حمدين بدوى

احتضنت محافظة كفر الشيخ عددًا من المشروعات القومية الجديدة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يحرص دائمًا على مقدرات الشعب، وهذه المشروعات العملاقه منها ما تم الانتهاء منه وأصبح حقيقة على أرض الواقع، مثل: "مزرعة غليون السمكية، وشركة كهرباء البرلس العملاقة، ومتحف كفر الشيخ"، أما مصنع الرمال السوداء فقد شمل مصنعا لاستخلاص العناصر المشعة من الرمال السوداء بمدينتي البرلس وبلطيم.

وبدأت المحافظة بالتعاون مع الشركة المصرية للرمال السوداء في تدشين مصنعين: الأول في محلة منيسى على مساحة 80 فدانًا ويتم استخدام تكنولوجيا استرالية لفصل المعادن من الرمال.. والمصنع الثانى في منطقة البرلس على مساحة 30 فدانا وتستخدم تكنولوجيا صينية، مما يوفر العديد من فرص العمل لأبناء المحافظة ويسهم فى الحد من البطالة والهجرة غير الشرعية للشباب وزيادة الدخل القومى للبلاد بمليارات الدولارات، وهو ما مثل بداية تحقيق حلم جديد لأبناء كفرالشيخ بل مصر كلها.

في البداية قال محمد عبد الحميد شناوي عمران محلل سياسي إن مصر واحدة من أهم الدول التي تتوافر بها الرمال السوداء، حيث كشف آخر مسح جوي قامت به هيئة المواد النووية المصرية عن امتلاك مصر لما يقرب من 11 موقعًا على السواحل الشمالية تنتشر بها الرمال السوداء بتركيزات مرتفعة، بدءًا من رشيد حتى العريش بطول ساحل 400 كيلو متر، حيث تمتلك مصر كنوزًا ضخمة من الثروات المعدنية التي ظلت طوال العقود الماضية، لا تستغل الاستغلال الأمثل، ومن أهم هذه الكنوز، الرمال السوداء، والتي أسيء استغلالها فى أعمال البناء.

وأشار الدكتور محمد خضر أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة كفر الشيخ والحاصل على جائزة الدولة، في العلوم الجيولوجية 2016، ونوط الامتياز من رئيس الجمهورية 2017، إلى أن الدراسات والأبحاث حول "الرمال السوداء" بدأت بمصر منذ 60 عاما تقريبا من عدة جهات مختلفة مثل الشركة العامة للرمال السوداء وهيئة المساحة الجيولوجية وهيئه المواد النووية.

وأكد أن الرمال السوداء أتت من منابع نهر النيل، وليست رواسب من البحر المتوسط كما كان يظن البعض، لأنها لو كانت رواسب من مياه البحر المتوسط، لوجدت على طول ساحله في مرسى مطروح، والسلوم وغيرها وسواحل الدول المطلة عليه، وهذا ليس صحيحا، حيث لا توجد رمال سوداء بها، وأن الرمال السوداء تنتج من تفتت الصخور النارية  والمتحولة في هضبة إثيوبيا، وبعض جبال البحر الأحمر، في صحراء مصر الشرقية والتى تكونت بواسطة فيضانات نهر النيل منذ آلاف  السنين، وتم ترسيبها على طول ساحل البحر المتوسط، في 11 موقعا، من مدينه رفح شرقا، وحتى خليج أبوقير غربا، لأكثر من 500 كيلومتر طولا، ولكنها تتركز حول مصبات نهر النيل القديمة، والحديثة، وخاصة فرعى رشيد ودمياط.

وانطلاقا من دور جامعة كفر الشيخ برئاسة الدكتورعبد الرازق الدسوقي للدراسات في دعم دور البحث العلمي يواصل الفريق البحثي "الجيولوجيا التطبيقية" بالجامعة برئاسة الدكتور محمد زكى خضر والذي يضم علماء من اليابان وأعضاء من هيئة الطاقة النووية، وأساتذة فى تخصصات عده، مؤكدا أن دور البحث العلمى والجامعات الآن، هو استكشاف أماكن جديدة للرمال السوداء، بتقنية الاستشعار عن بعد، والدراسات الجيوكيميائية والمعدنية.

 وأشار إلى أن الرمال السوداء تضم أهم المصادر الأساسية لكثير من المعادن ذات الأهمية الاقتصادية مثل المونازيت واليورانيوم المشع والزركون ومعادن أخرى كثيرة تدخل فى صناعات كثيرة ومهمة مثل صناعة الصواريخ والطائرات وهياكل السيارات والسيراميك والبويات ومواد الإشعاع النووى، بالإضافة إلى المواد الخام التى تستخدم فى الصناعات الحديثة.

وأكد اللواء جمال نور الدين محافظ كفر الشيخ، ‏أن مصنع الرمال السوداء تم تنفيذه بتكنولوجيا صينية ويهدف لاستخراج 6 معادن ثمينة من الرمال السوداء المنتشرة بطول الساحل الشمالي.

‏وتدخل المعادن المستخرجة في صناعة الصواريخ والطائرات والمفاعلات النووية والسيراميك والبويات، وإنه تم إنشاء مصنع فصل الرمال السوداء بالبرلس، على مساحة 80 فدانا، باستثمارات مشتركة بين محافظة كفر الشيخ، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، وهيئة المواد النووية، ويوفر المشروع أكثر من 5000 فرصة عمل جديدة لأبناء المحافظة، ‪ وهو ما مثل بداية تحقيق حلم الجيولوجيين وخبراء الاقتصاد لاستغلال الاحتياطى الكبير للرمال السوداء واستخراج المعادن الثمينة التى تحتويها وتدخل فى صناعات عديدة، وما لذلك من فوائد كبيرة فى دعم الاقتصاد القومى وتحقيق التنمية الشاملة.

اقرأ أيضا.. في تصنيف التايمز.. جامعة كفر الشيخ الثانية محليًا والـ500 عالميًا