صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


مساجد القليوبية والبحيرة.. خلية نحل لتوعية المواطنين بوسطية الإسلام

اللواء الإسلامي

الجمعة، 14 أكتوبر 2022 - 01:14 م

تحقيق: عامر نفادى

بعد أن حقق المصريون انتصاراً عظيماً في حرب أكتوبر، عام 1973، تلك الحرب التي سيظل التاريخ يسطرها بحروف من نور، لم تقف بطولات هذا الشعب الأبى عند هذه الحرب الخالدة، وإنما استطاع ببسالة أبنائه وجسارة جيشه المغوار أن ينتصر على الإرهاب الذى أعقب ثورة 30 يونيو، وحاول النيل من مقدرات البلاد، وتفكيك نسيجه الواحد. حيث اشتبك أبناء هذا الشعب الباسل فى معركة أخرى لا تقل أهمية عما خاضوه من حروب الدبابات والطائرات، وانتصروا فيها، إنها حرب الوعي الفكري التي شنتها وزارة الأوقاف على مستوى الجمهورية، لكشف زيف الجماعات المتطرفة، ليظهر أبناء مصر فيها بأساً كبيراً من خلال الالتفاف حول علماء وزارة الأوقاف ومساندتهم فى معركتهم ضد الإرهاب، ومشاركتهم الفعالة فى البرامج والأنشطة التى استحدثتها الوزارة لرفع الوعى لدى الموطنين، والقضاء على الأفكار المتطرفة.

مساجد الجمهورية بمجرد الإعلان عن بدء الأنشطة فيها، تحولت إلى خلية نحل بمشاركة جميع الأعمار فيها من رجال ونساء وشباب ونشء، ليعلنوها للإرهاب صراحة أننا شعب واحد، وديننا واحد، ومرجعيتنا وسطية أزهرنا الشريف.

«اللواء الإسلامى» قامت بجولة داخل محافظة القليوبية، والبحيرة، والتقت بعدد من علماء وزارة الأوقاف للتعرف على الدور المهم الذى لعبته الوزارة فى توعية المواطنين بأمور دينهم، وبيان وسطية الإسلام السمحة.

القيلوبية

قال الشيخ عبدالرحمن شريف عبد الرحمن، إمام مسجد الإيمان بالله بتمده، التابع لمديرية أوقاف القليوبية، إن وزارة الأوقاف قد أحسنت بإقامة مثل هذه البرامج التى كان الناس فى حاجه إليها، فى ظل الظروف التى كانت تحاول الجماعات المتطرفة استقطاب الشباب والنشء إلى صفوفهم، وتسميم عقولهم بهدف إثارة الفتن والاضطرابات فى المجتمع، مشيرا إلى أن ما أدخل السرور على قلبه مدى الإقبال على المشاركة فى البرامج التى أقيمت داخل مسجده، وما لمسه من وعى لدى المواطنين وحب وامتنان كبير لعلماء وزارة الأوقاف الذين يثقون فى علمهم الوسطى الذى تربوا عليه داخل مؤسسة الأزهر الشريف.

ولفت إلى أن الأهالى طالبوا بضرورة إقامة مثل هذه الدروس على مدار العام وهو الأمر الذى استجابت له الوزارة بعد أن رأت بعين أبنائها حجم الإقبال والمشاركة والنتائج الإيجابية التى لم تكن تخطر على بال أحد.

وأشار إلى أهم الأنشطة التى شهدها مسجدها ولاقت تفاعلاً كبيراً مثل البرنامج الصيفى للطفل والذى يهدف إلى تحفيظ النشء القرآن الكريم فى سن مبكرة وتعليمهم مبادئ الدين، وكذلك الدروس المنهجية فى تفسير القرآن الكريم، ومقرأة الجمهور لتصحيح القراءة وتعليم أحكام التجويد، والمقرأة النموذجية.

تفاعل الجمهور

«ما شهدناه هذا العام من تفاعل بين الجمهور والبرامج التى استحدثتها الوزارة لم يخطر على بال أحد»، هكذا تحدث الشيخ احمد فتحي، إمام مسجد عثمان بن عفان بميت راضي، بالقليوبية، معبرا عن خالص شكره وامتنانه لوزير الأوقاف على ما يبذله من جهد فى سبيل رفعة دين الله، واهتمام بحفظ كتاب الله وتعليم أحكامه، مؤكدا أن ما تقوم به وزارة الأوقاف من رعاية لبيوت الله، وتطوير للخطاب الديني، والعمل على رفعة الإمام، ووضعه فى مكانته التى يستحقها، لم يحدث من قبل.

وأشار إلى أن بيوت الله تشهد فى الوقت الحاضر طفرة لم تحدث من قبل، أسهمت فى عودة المسجد لدوره الدعوى والثقافى والتنويري، وهو الأمر الذى انعكس بالإيجاب على الإمام، الذى وصل إلى مكانته التى كان يستحقها من قبل.

وأضاف الشيخ عمار محمد رضا، إمام مسجد خالد بن الوليد بشبرا الخيمة أول، أنه وقع عليه الاختيار للمشاركة فى الأنشطة والبرامج التى استحدثتها الوزارة، والتى اشترط للمشاركة فيها أن يكون الإمام من الأئمة المتميزين، لافتا إلى أنه حاصل على تمهيدى ماجستير، وتم تكريمه فى الكثير من المسابقات، مبيناً أن ذلك أهله للمشاركة فى برامج الوزارة التى يرى أنها كانت فاتحة خير عليه وعلى المجتمع بعد أن أثبتت على أرض الواقع المأمول من وراء تنفيذها، مشيرا إلى أن مشاركة الجمهور فيها وإقبالهم المتزيد كان خير دليل على نجاح التجربة.

وأكد أن المجتمع فى الوقت الراهن وما تشهده الساحة من فتن وابتلاءات فى حاجة ماسة إلى مزيد من هذه البرامج التى ترفع نسبة الوعى لدى المواطنين، وتوضح لهم تعاليم دينهم الحنيف، وتعزز فى نفوسهم حب الوطن وضرورة المحافظة عليه.

وأشار إلى أنه خلال البرنامج الصيفى للأطفال، قام بشرح كتاب الآداب مع سيدنا رسول الله، وباب الوضوء، وباب الصلاة فى الفقه الشافعي، إضافة إلى شرح بعض أحكام التجويد، وآداب طالب العلم وآداب المسجد، وآداب التعامل مع الوالدين.

نجاح التجربة

وقال الشيخ فريد متولى ابراهيم، إمام مسجد عبدالفتاح قمر ببنها، إنه شعر بسعادة كبير عندما وقع الاختيار على مسجده لتنفيذ عدد من البرامج والأنشطة التى قررت الوزارة تعميمها على مستوى الجمهورية، بهدف رفع الوعى الدينى لدى الموطنين، والقضاء على الأفكار الهدامة التى كانت تروج لها الجماعات المتطرفة، لافتا إلى أن التجربة أثبتت نجاحاً مبهراً على أرض الواقع، بعد أن أسهمت فى زيادة حفظة القرآن الكريم، وتعلم الأحكام بشكل سليم ومتقن.

وأشار إلى أن الأهالى اقبلوا على اللحاق بالبرامج فور الإعلان عنها، معللا ذلك لثقة المواطنين فى علماء وزارة الأوقاف، الذين يكنون لهم احتراماً كبيراً كونهم ابناء مؤسسة الأزهر الشريف.

البحيرة

أشار الشيخ أحمد عوض محمد عبدالجواد، إمام مسجد الربعمائة، التابع لإدارة أوقاف أبوحمص أول، بالبحيرة، إلى أن النشاط الصيفى للطفل هذا العام أسهم فى تعليم الأطفال الكثير من الآداب والأخلاق حيث تعلموا آداب المساجد وحرمتها وكيفية المحافظة عليها والجلوس فيها، كما تعلموا آداب الاستئذان، مؤكداً أن هذا البرنامج نجح فى خلق روح التعاون بين الأطفال، وأسهم فى زيادة الألفة والمحبة بينهم، كما ساعد بشكل كبير فى إتاحة الفرصة لهم فى حفظ القرآن الكريم وإتقان تلاوته وتعلم القراءة والكتابة، والتعرف على سيرة النبى من مولده مرورا بغزواته حتى وفاته صلى الله علية وسلم.

وأضاف الشيخ عوض أن موضوعات مجلة الفردوس التى يتعلمها الأطفال داخل النشاط الصيفى ساعدت على إثرائهم بالروح الجميلة فى التعاون ونبذ الأنانية ومعرفة قيمة السلام والأمن والأمان، مؤكدا أن النشاط كان لهم فرصة عظيمة لمعرفة معانى الكلمات القرآنية وتفسير آيات جزء عم، وتعلم الوضوء والصلاة وغير ذلك.

إقبال شديد

وأشار إلى أنه فى بادئ الأمر لم يكن يتوقع حجم الإقبال الكبير من الأهالى والأطفال للمشاركة فى البرنامج، مؤكدا أن هذا النشاط أعاد اللحمة بين المواطنين والمسجد، وجعل بيوت الله منارة لنهل المعرفة وتحصيل علوم القرآن وهو الأمر الذى لم تشهده وزارة الأوقاف من قبل، لافتا إلى أن الوزارة تعيش عصرها الذهبى فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، مقدما لهم خالص الشكر على كل ما يبذلونه من جهد فى سبيل الأرتقاء بالأئمة وإعادة الهيبة لبيوت الله، ودعمهم لكل الأنشطة التى تخدم كتاب الله، وتسهم فى زيادة حفظة القرآن الكريم.

بناء الوعى

وأكد الشيخ عبدالعاطى فرج عبدالعاطي، المسئول عن النشاط الصيفى داخل مسجد العويضة الكبير، التابع لإدارة أوقاف دمنهور غرب، أن النشاط الصيفى هو مبادرة رائعة تثقيفية لبناء وعى الطفل بناء كاملاً وسليماً، للمساهمة فى بناء الوعى الدينى والوطنى والقيمى لدى أبنائنا وبناتنا، وإيماناً بحق الطفل فى الرعاية التامة والنشأة الكريمة، موضحا أن حق الطفل لايقف عند حدود البناء الجسمانى فقط، وإنما لابد من رعايته والعناية به ذهنيا وتثقيفيا لكى ينشأ نشأة صالحة تمكنه من الإندماج داخل المجتمع ونبذ كل ما هو مخالف لتعاليم الإسلام وبذلك يكون مواطنا صالحا يبنى ولا يهدم.

وأشار إلى أن النشاط الصيفى داخل مسجد العويصة الكبير، بدأ على أرض الواقع منذ أن تم الإعلان عن تفعيله، وشارك فيه حوالى 15 طالبا وطالبة، إلى أن وصل العدد إلى ما يزيد على 80 طالبا.

وتابع قائلا: «عملنا خلال النشاط الصيفى على زيادة الثقافة الدينية للأطفال متمثلة فى حفظ آيات القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، ولم نقتصر على الجانب الدينى فقط وإنما شمل البرنامج الجوانب الحياتية للطفل اجتماعياً، وتاريخياً، وأدبياً، ونفسياً، وعلمياً، وخيالياً، لبناء طفل متكامل قادر على الفهم والتفاعل والتأثير والمشاركة فى القضايا المجتمعية والوطنية».

إصدارات الأوقاف

وأشار إلى أنه اعتمد داخل البرنامج على المواد والكتب والقصص التى طرحها وزير الأوقاف، مؤكدا أن إصدارات وزارة الأوقاف باتت ثرية جدا بكل المعلومات والقضايا التى يبحث عنها المسلم وطالب العلم فى آن واحد، داعيا الجمهور إلى ضرورة اقتنائها ومحاولة الاستفادة من حصيلتها التى وضعها كوكبة من علماء الأزهر الشريف، والأوقاف، مشيرا إلى أنه استفاد من هذا الكنز الكبير بحد وصفه، ووجد فيه ما كان يبذل جهداً كبيراً للوصول إليه بين أمهات الكتب، مقدما الشكر للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وللدكتور محمد أبوحطب مدير أوقاف البحيرة والشيخ محمد رجب وكيل المديرية على ما يقدمونه من جهد ودعم للأنشطة القائمة داخل مديرية أوقاف البحيرة.

وقال الشيخ خالد حسن الشاعر، إمام مسجد الفردوس: منذ فترة غير بعيدة تعرض أطفالنا لعملية اختطاف، أو استقطاب على أيدى من لا يحسنون صنعا، ومع كل أسف تمت هذه العملية فى أحب بقاع الأرض إلى الله عز وجل، وهى المساجد».

وتابع أنه من آثار هذا الاختطاف كنا نسمع طفلا صغيرا لا يزال يتقلب فى مراحل التعليم الأساسي، وهو يجادل أبويه، وأقاربه، ورفاقه فى مسائل لا يقتحم أبوابها إلا جِهبِذ حريف؛ فكنا نسمع حدثا صغيرا يحدثنا عن الحاكمية، والتكفير، والخلافة، وغير ذلك مما ورطوا أطفالنا فيه وهم فى مهد تلقيهم الدراسي، وما فعلوا ذلك إلا لعلمهم خطورة هذه المرحلة العمرية فى حياة الطفل، وأن ما يوضع فى عقل الطفل فى هذه السن يظل عالقا ولا يتغير بسهولة، مضيفا أن الأحداث السياسية جاءت وتعاقبت لتكشف لنا حقيقة هؤلاء المختطفين، وتفضح مخططاتهم، فتنخلع قلوب الآباء والأمهات، والأولياء، والأوصياء من بشاعة ما كان يحدث لعقول أطفالهم، فمنعوهم المساجد خوفا عليهم.

مبيناً أن وزارة الوقاف نجحت فى إحكام السيطرة على المساجد لتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، وما إن استتب لها الأمر حتى نزل البلاء وأغلقت المساجد بسبب جائحة كورونا، ثم منَّ الله علينا وفتحت المساجد، وأعيدت النشاطات لسابق عهدها، وزيد عليها نشاط هو درتها وأهمها على الإطلاق بلا منازع، وهو الموسوم بالبرنامج الصيفى للأطفال الذى من خلال مناهجه ابتعدنا بهم عن تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين الذين كادوا أن يوردوا أطفالنا موارد الهلاك، وتم وضع الطفل على الطريق الصحيح، والمنهج الوسطى القويم فى العقيدة، والشريعة، والأخلاق.

شكراً وزير الأوقاف

وتقدم الشيخ محمد إبراهيم محمد خضر، إمام مسجد السد العالى بدمنهور، بخالص الشكر ووافر التقدير للدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، لما يبذله من جهد فى خدمة بيوت الله، إرضاء لروادها، وطمعا فيما هو أبلغ وأعظم من رضا الله تبارك وتعالى.

وأشار إلى أن تجربة النشاط الصيفى للأطفال هذا العام وهو عامها الأول كانت كفيلة بأن تبرهن على ثقة الجمهور وأولياء الأمور فى وزارة الأوقاف وقياداتها وأئمتها والقائمين على أمر الدعوة فيها بما يجعلهم يأمنون على أولادهم فى تعلم القرآن الكريم ومدارسة أصول الدين فى بيئة خصبة منهجها الوسطية وبأسلوب سهل ميسر دون إفراط أو تفريط أو غلو أو تقصير، ناهيك عن الآداب العامة التى كانوا يهمسون بها فى أذن الأطفال والتى تتعلق بالعبادات والمعاملات، وما كانوا يتلمسونه فيهم من أدب جم والتزام مطلق لما هو موروث فى ذاكرتهم عن المسجد وشيخه.

وأضاف أن هذه القيادة الفكرية والريادة المعرفية فى عهد الدكتور محمد مختار جمعة، تذكرنا بما كان عليه المسجد سابقا وبما ينبغى أن يكون عليه لاحقا إذ لا يقتصر دور المسجد على أداء الصلوات فحسب بل كان جامعة للمعرفة ودارا للعبادة وملتقى للقلوب المتناحرة والنفوس المتهاجرة وهو قد بدا فى الأفق يسطع نجمه من جديد لتربية النشء على منهج القرآن والسنة بوسطية أئمة الأوقاف أبناء الأزهر الشريف متمثلا فى ذلك قول القائل:

لا يصنع الأبطال إلا فى مساجدنا الفساح............. في ظل القرآن في روضة الأحاديث الصحاح.

شعب بغير عقيدة ورق يذريه الرياح................. من خان حى على الصلاة يخون حى على الكفاح.

أقرأ أيضا: الأزهري: تكفير من يصلي بمساجد بها قبور فكر إخواني| فيديو

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة