عمرو الخياط
عمرو الخياط


نقطة فوق حرف ساخن

شهداء الواحات.. فتية آمنوا بربهم

عمرو الخياط

الجمعة، 14 أكتوبر 2022 - 06:17 م

خمس سنوات مرت على حادث الواحات.. ذلك الحادث الذى كان ومازال عالقاً فى الاذهان.. كانوا فتية يقاتلون فى سبيل الله.. فأتاهم النصر من عنده بعد ان أوهم الضالين الذين يقاتلنهم انهم انتصروا.. استشهد من هؤلاء الفتية من استشهد فى سبيل الله والحق.. وعاش منهم من عاش.. ليكونوا شاهدين على قول الله تعالى.. «لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ». 

هذا اليوم تحرك هؤلاء الفتية المدافعون عن الحق نحو احد المواقع التى لاتبتعد كثيراً عن العاصمة.. راحوا دفاعاً عن بلدهم.. إيمانهم راسخ.. قوتهم فى عقيدتهم.. لم يودعوا اهلهم واصدقاءهم.. بل كانوا يتسابقون للمشاركة لزهق الباطل أو نيل الشهادة فى سبيل الله.. ايمان عظيم بالرسالة التى يؤدونوها.. لم يكن احد منهم طامعاً فى منصب أو جاه.. أو مال.. وانما كانت رغبتهم فى الدفاع عن بلدهم وشعبهم الذين آمنوهم تلك الأمانة فكانوا اهلاً لها.. وعلى قدر المسئولية.

جميع هؤلاء الفتية المختارة كان داخلهم سلام داخلى لا يعلمه الا من اقترب منهم او عرفهم عن قرب.. متصالحين مع أنفسهم.. مقتنعين برسالتهم.. القرآن دستورهم.. يعلمون انهم فى طريقهم للذود عن شعب كانت تحاك ضده مؤامرة كبيرة.. وبصلتهم الثأر ممن استباح دماء المصريين وحاول بث الرعب فيهم.. وخلخلة قوتهم وتماسكهم.

فى الواحات كانت المعركة التى استمرت بين فئة ضالة وبين من آمن بربه ورسله.. بين من ضل الطريق وبين من آمن بقول الله تعالى» وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لَّا تَشْعُرُونَ» فكانوا اسوداً على من تصور لحظة انه الاقوى وانه حقق مراده.. فكان الرعب على وجوههم بالرغم من لحظة الانتصار التى عاشوها قليلاً ليأتى النصر بعد ساعات قليلة على الفئة الضالة لأن جندنا هم الغالبون وهم المنصرون.

من يعلم بتفاصيل المعركة يعلم جيداً طاقة العزيمة الجبارة وحجم الصلابة فى رجالنا.. كانوا فى تحد عظيم من أجل الذود عن الوطن.. ومنع هؤلاء الضالين الإرهاربيين.. من تنفيذ مخططاتهم ضد أبناء الشعب المصرى.. من يعرف هؤلاء الرجال.. يعرف جيداً معنى الفداء والتضحية.. ويدرك أن مصر مليئة بالرجال الذين لايهابون الموت.. ولديهم الإصرار والقوة على التضحية بالغالى والنفيس من أجل مصر.

«وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ» تلك هى آيات الله سبحانه وتعالى عن هؤلاء الذين آمنوا بالله.. وبرسله.. وبرسالتهم ضد من يبث الضلال.. ويبتغى الخراب.. فكانوا دائما هم الأغلبية ولهم النصر والغلبة فى النهاية.. فهم مؤمنون بأنهم فى طريق الحق المبين ومن آمن بذلك فإن الله هو معينهم وناصرهم وحاميهم ومن يبتغ الخراب والضلال فقد ضلوا الطريق.. «وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ».

ستظل معركة الواحات والنصر المبين الذى تحقق فيها برجال آمنوا بالنصر.. وكانت غايتهم الشهادة فى سبيل الحق..عالقة فى أذهاننا.. فقد سطرت هذه المعركة سطوراً جديدة فى كتاب التاريخ عن بطولات رجال مصر الذين نستمد منهم الطاقة ونتعلم من عزيمتهم الصبر والجلد الذى لابد أن نتحلى به فى هذا الوقت.

الرجال الذين كتبوا لنا الحياة.. بعد أن طافت ظلال الخوف والدمار فى مخيلة البعض منا..تذكروا تلك الأيام.. وتذكروا معها بطولات رجال الجيش والشرطة الذين فدوا مصر بأرواحهم..وقدموا مثالاً للتضحيات فاق تصور من كانوا يقاتلونهم فى سبيل الحق المبين ومن أجل أن نحيا كراماً.. مطمئنين على مستقبل قادم وحياة كريمة فى وطن يستحق ذلك.. إنهم رجال خلدهم التاريخ.. وخلدتهم بطولاتهم ..فأتاهم الله الثواب سواء كان فى الدنيا ..وحسن ثواب الآخرة..« وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ».
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة