التراث اليهودى فى متحف المخطوطات بمكتبة الاسكندرية
التراث اليهودى فى متحف المخطوطات بمكتبة الاسكندرية


18 ألف كتاب نادر.. وخرائط ومخطوطات أصلية تحوى كنوز المعرفة بـ «مكتبة الإسكندرية»

أمنية حسني كُريم

السبت، 15 أكتوبر 2022 - 02:52 م

يضم المتحف مخطوطة للإنجيل مكتوبة بالخط الكوفى يليها 3 نماذج مزخرفة لمخطوطات القرآن الكريم

ومن معمل الترميم نتحرك لنشاهد قسم الكتب النادرة ومتحف المخطوطات لنتابع رحلة المكتبة فى الحفاظ على التراث.
تصحبنا شيرين محمود رئيس قسم الكتب النادرة والمجموعات فى جولة داخل أروقة المكتبة شديدة الهدوء والتنظيم.يظهرعلى بعض الأرفف صورة شخصيات شهيرة هى صاحبة الإهداء يتم عرضها تحت مسمى مجموعة خاصة. تشير شيرين إلى أن إجمالى المجموعات الخاصة تصل إلى 56 مجموعة بها 140 ألف كتاب أبرزهم السلطان قابوس والذى قدم 1350 كتابًا فى علم المصريات بلغات متعددة.

ومجموعة الرئيس السادات والتى أهدتها قرينته جيهان السادات وتضم 313 كتابًا و22 دورية متنوعة، والدكتور بطرس غالى والذى كان من ضمن إهداءته نسخة كاملة من الطبعة الثانية من كتاب «وصف مصر» والمطبوعة بفرنسا بين عامى 1821 و1830،وهناك مجموعات للدكتور صوفى أبو طالب والدكتور أحمد زويل والدكتور فاروق الباز.


ولايسمح للزائر بالتقاط الكتب بنفسه حفاظًا عليها.توضح شيرين:لدينا ثلاثة أنواع من المقتنيات فى الكتب النادرة وهى أوائل المطبوعات والكتب القديمة، والطبعات الحجرية، والفاكسميلى أى صور طبق الأصل، ويصل إجمالى الكتب النادرة لدينا إلى أكثر من 18 ألف كتاب، يرجع تاريخ أقدمها إلى عام 1482،كما لدينا ٤١٢٨خريطة نادرة وهذا غير الخرائط الموجودة بقسم الخرائط بالمكتبة العامة، كما تحوى المكتبة على عدد هائل من الدوريات يصل عددها ٦١١٤٢ دورية إضافة إلى المقتنيات الشخصية والأوراق الخاصة بكبار المؤلفين ومجموعة من الوثائق المهمة والطوابع والعملات.


تكشف شيرين أن معظم مقتنيات المكتبة هى عبارة عن إهداءات يتم فحصها من قبل لجنة متخصصة قبل وضعها فى قسم الكتب النادرة تبعًا لعدد من المعايير وأولها هو قدم تاريخ الكتاب. مثل الكتب التى طُبعت قبل عام 1501، والكتب الإنجليزية التى طُبعت قبل عام 1641، والكتب التى طبعت فى الأمريكتين قبل 1801، والكتب العربية التى طُبعت فى أوائل القرن التاسع عشر.


وثانى المعايير هو قلة النسخ المتاحة؛ فالطبعات المحدودة تزيد من قيمة الكتاب. مع النظر أيضًا موضوع الكتاب وأهميته فى مجاله، ويضفى «المنع من النشر» بريقًا أيضًا، بما أن نُسَخًا قليلة ترى النور. كما ننظر إلى حالة الكتاب إذا كان مكتملاً أم ناقصًا، ومظهره الخارجى مثل جودة غلافه وخُلُوه من علامات سوء الاستخدام أو القطع.

وكذلك نبحث عن الطبعات الأولى؛ ونعنى بها أول ظهور للنص أمام القراء وخاصة فى الكتب الأدبية، خاصةً الأعمال الأدبية الكبرى، وأول تسجيل لاكتشاف علمى أو اختراع ما،والطبعات المحدودة رغم أن هذا ليس معيارا قاطعا ولكن يؤخذ فى الاعتبار.


وأيًضًا أول استخدام لتقنية جديدة فى الطباعة، وكذلك التجليد الفنى والتصميم المبتكر، والنسخ الموقعة من المؤلف أو من صاحب الكتاب إذا كان شخصيةً مهمة، أو وجود حواشى وتعليقات بخط شخصية مهمة.


أبرز المطبوعات
تشير شيرين محمود إلى أبرز المعروضات والتى يمكن تقسيمها عبر التسلسل الزمنى قائلة: لدينا مجموعة قيمة من أندر الطبعات التى يرجع تاريخ نشر أقدمها إلى القرن الخامس عشرهو «حكم ومواعظ ماركوس مارتياليس مع شروح دوميتيوس كالدرينوس» والذى طُبع فى فينيسيا عام 1482. وهو عبارة عن مجموعة من القصائد القصيرة الساخرة، والتى يزيد عددها على الألف والخمسمائة للشاعر الهجائى اللاتينى ماركوس فاليريوس مارتياليس، ويحمل فى حواشيه تعليقات من دوميتيوس كالدرينوس على تلك القصائد.


كما يبرز «كتاب فى السماء والعالم» للعالم الألمانى والفيلسوف القديس ألبرت الكبير(1200 – 1280)، الذى صدر سنة 1495، ويناقش مبحث الوجود (الأنطولوجيا) من زاوية علم الطبيعيات، ودور الفيزياء فى الكون والخلق. وقد طُبع الكتاب باللغة اللاتينية، فى فرانكفورت، عام 1600م.


كما تتضمن الكتب النادرة مطبوعات من القرن السادس عشر وأبرزها كتاب «أشهر جُزُر العالم»الصادر فى فينيسيا عام 1576، لمؤلفه تومازو بوركاشى (1530م – 1585م)،والذى يضم وصفًا دقيقًا لأشهر جزر العالم. بالكتاب صور توضيحية وخرائط لتلك الجزر، رسمها النحات الشهير بورو جيرولامو (1520م – 1604م).

وكذلك كتاب «هجرة الشعوب» للمؤرخ النمساوى ولفجانج لازيوس (1514م – 1565م) الذى كان يعمل طبيبًا خاصًّا للإمبراطور فرديناند الأول. ويتناول الكتاب تاريخ القبائل الجرمانية، ويُلقى الضوء على هجرة هذه القبائل وغزوها للإمبراطورية الرومانية، وتاريخ الشعوب الجرمانية ما بين القرنين الثالث والثامن الميلاديين. وقد طبع الكتاب باللغة اللاتينية.


وتتابع:من مطبوعات القرن السابع عشر يأتى كتاب «مذكرات جديدة عن رحلة إلى مصر فى 1672 و1673» و الصادر عن مطبعة اتيان ميشاليه فى باريس عام 1677 لمؤلفه فانسلب الذى كان كُلـِّف برحلة إلى مصر ويتحدث عن مدينة الإسكندرية منذ إنشائها.


وفى نفس الحقبة الزمنية ينتمى الجزء الثانى من كتاب «البحث عن الحقيقة» الصادر فى باريس سنة 1678، للفيلسوف الفرنسى الكبير نيكولا مالبرانش (1715 – 1638) أحد تلامذة ديكارت الكبار، وضمن مطبوعات القرن الثامن عشركتاب «خطب ديموستين» صدر عن مطبعة جاكوب طونسون بلندن عام 1702م،وهناك كتاب «القاموس التاريخى والنقدي» الصادر فى روتردام عام 1720، لواحد من أعظم فلاسفة القرن الثامن عشر، بيير بال.


متحف المخطوطات
ونتحرك لجولتنا التالية لمتحف المخطوطات والذى تستشعر بمجرد أن تخطو بداخله أنك خارج إطار الزمان والمكان يساعد على ذلك إخراجه المتحف المميز، فالإضاءة خافتة للحد الذى يظهر وكأن المكان شبه مظلم، فى حين تبرز إضاءة الكشافات من داخل زجاج عرض المقتنيات النادرة لتبدو وكأنها يشع منها نور المعرفة القديمة.


ويستعرض المتحف نماذج من المخطوطات والكتب النادرة التى تعبر عن تطور الفكر والثقافةعبر مختلف العصور والحضارات، بدءًا من مصر القديمة، مرورا بالتراث اليهودى والمسيحي، ووصولا إلى التراث العربى الإسلامي.


ففى جانب الحضارة المصرية تظهر نسخ طبق الأصل من البرديات المصرية القديمة مثل بردية كتاب الموتى أو الخروج إلى النهار المكتوبة بالهيروغليفية، وكذلك نسخة من بردية يعتقد أنها قد تكون تتحدث عن مكتبة الإسكندرية القديمة المحفوظة بمتحف البرديات بالمكتبة الوطنية النمساوية.

وفى الجزء الخاص بالتراث اليهودى تُعرض لفافات من التوراة كتبت باللغة العبرية يرجع تاريخها للقرن الثامن عشر، ونسخة من توراة مطبوعة فى مدينة فيرارا الإيطالية سنة 1553م، وفى قسم خص التراث المسيحى يضم المتحف نسخة طبق الأصل من الكتاب المقدس المحفوظ بالفاتيكان، والذى يرجع تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي، كما يُعرض أيضا مخطوط للإنجيل مكتوب باللغة العربية يرجع إلى القرن السابع عشر.


وفى الجزء الخاص بالتراث الإسلامى تضىء قطعتان ضخمتان من كسوة الكعبة الشريفة، يبلغ طول الواحدة منهما ستة أمتار، ويرجع تاريخهما إلى عام 1936 م حيث أهداهما الملك عبد العزيز آل سعود قد أهداهما لرائد الاقتصاد المصرى طلعت باشا حرب.


 يُعرض جانب من المخطوطات الإسلامية، وتتمثل فى مجموعة من المصاحف الشريفة التى يرجع تاريخها إلى القرن العاشر الهجري ومخطوطة «المدونة فى فقه المالكية» وهى من أهم معروضات المتحف وتتكون من أربعة أجزاء مكتوبة على الرَّقِّ، وهى من أمهات الكتب فى الفقه المالكي، برواية سحنون بن سعيد التنوخي، كتبت بخط مغربى فى تواريخ مختلفة، بداية من سنة499هـ إلى سنة530هـ.


ويظهر جزء من «كتاب مسالك الأبصار فى ممالك الأمصار» وهى مخطوطة نفيسة مزدانة بالصور والرسوم النباتية وتعد من أهم الموسوعات الكبرى فى التراث العربي، وألفها ابن فضل الله العمرى. يرجع تاريخها إلى القرن العاشر الهجرى – السادس عشر الميلادى.


 وكتاب «سنن ابن ماجه» وهو من أهم كتب الحديث النبوي، وتنقسم المخطوطة إلى مجلدين، كلاهما مزخرف ومُذهب بعناية، وتلفت الأنظار مخطوطة «تخميس الكواكب الدرية فى مدح خير البرية» للبوصيرى. وهى من أشهر قصائد المديح النبوي. ملونة الأسطر، مُذَهَّبة، مكتوبة بخط الثلث، بشكل مميز يرجع تاريخها إلى القرن العاشر الهجرى تقديرًا.


كما يضم المتحف مجموعة من الجداريات الرائعة من بينهامخطوطة للإنجيل باللغة العربية فى مدخل المتحف، مكتوبة بالخط الكوفي، ويرجع تاريخ نسخها لسنة 482 هـ. يليها ثلاثة نماذج مزخرفة لمخطوطات للقرآن الكريم
ويعرض فى نهاية المعرض قسم خاصة مجموعة من الكتب المنمنمة صغيرة الحجم ، مطبوعة فى موسكو، مهداة إلى مكتبة الإسكندرية من متحف موسكو وتضم 123 مجلدً.. كما يتيح المتحف للزائر التعرف على نوادر المخطوطات من خلال الإصدارات الرقمية بطريقة التصفّح التخيلي.

اقرأ أيضا | أبرز مكونات مكتبة الإسكندرية

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة