فرج حمودة
فرج حمودة


قضية ورأى

قيمة الضبط والربط الشديد فى معركة أكتوبر

الأخبار

السبت، 15 أكتوبر 2022 - 08:04 م

فرج حمودة

حينما ينحنى أحدنا ليلتقط شيئا من الأرض ويظهر أسفل ظهره فهذا يعنى أن قميصه قصير أو أن ارتفاع وسط بنطلونه عن نقطة التقاء فخذيه صغيرة (مسقط بنطلونه) - من هنا بدا الفريق الشاذلى - رحمه الله - وأمر بوجود ترزى فى كل وحدة لعمل وصلة لكل (سترة) جندى أو ضابط حتى ولو بلون مختلف.. من هذه التفصيلة الصغيرة بدأ الضبط والربط مرورا برباط الحذاء (سبعات تمانيات) إلى قرص الألومنيوم به بيانات كل فرد فى القوات المسلحة يعلق فى رقبته ويثبت مثله فى حزام الوسط (القايش) وكل يوم هناك إضافة لحياة الجندى على مدار الـ 24 ساعة.. كل شيء أصبح بتعليمات محددة موصفة بمنتهى الدقة.


لولاها ما استطعت أن تقود مئات الآلاف ليتحركوا فى ثوان، كل فى مكانه يعلم مهمته تفصيلا وتدرب عليها فى كل الظروف القاسية بعرق غزير دون تبرم، وكان شعار هذه الفترة العرق فى التدريب يوفر الدم فى المعركة.


ولا أبالغ حين أذكر أن تناول كل حركة بالتفصيل طبع الجدية الشديدة على التنفيذ ومازال الكثير منها معمولا به حتى اليوم مثل خريطة ركوب أى عربة من يجلس فى كل مقعد حسب الأقدمية.. وبالتالى عرف ترتيب الركوب وكيفيته لتقليل وقت الركوب والنزول.. وهكذا.
أما المتابعة لتنفيذ كل هذه التفاصيل فهى مسئولية كل المستويات وفى كل الأوقات على مدار الـ 24  ساعة والتفتيشات المفاجئة والحازمة دون تهاون.. استعدادا للحظة لم نكن نعرفها كضباط أصاغر وقتها.. لكن مسئولية الضابط الصغير لا تقف عند نفسه بل هو مسئول عن كل من هم أقل منه رتبة ضباطا أو صفا أو جنودا وعن نفسه كمثال وقدوة لهم.


ليتنا نرتدى الآن قميص الضبط والربط هذا فى كل نواحى حياتنا فى هذه الظروف فنحن فى حاجة إلى تدريب أنفسنا على الالتزام والمتابعة الجادة الدقيقة.. الضبط والربط.


من هنا نبدأ
إن من يجاهر بالمعصية لهو أكثر الناس شرا ويجب اجتثاثه وجذوره قبل فروعه من تربة الوطن. أنا لا أتعصب لرأيى فأنا لست خبيرا اقتصاديا ولا أستاذا فى علم الاجتماع ولكنى أكتب عن خبرة حياتية معظمها كضابط مهندس فى القوات المسلحة وبعدها فى مواقع قيادية واستشارية فى منشآت ومؤسسات عامة وتجاوزت السبعين من العمر.


تخيلوا معى لو أن كل من بيده سلطة الضبطية القضائية أو تطبيق أو تنفيذ القانون يؤدى عمله على الوجه الأكمل بما يرضى الله وضميره والقانون.. مفتاح الإصلاح يبدأ من أمانة وصلاح أهل الضبط وتنفيذ القانون، تخيلوا معى أن من يتم ضبطه من أهل الضبطية أو تنفيذ القانون متخاذلا لرشوة أو أى صلة أو أى منفعة شخصية يفصل من عمله الهام هذا، كيف سيتصرف من تسول له نفسه بسرقة أو فساد أو أن أى مخالفة من أى نوع.


كل دول العالم فيها فساد بدرجات متفاوتة لكن دول العالم الأكثر حزما فى تطبيق القانون - وعلى الجميع - هى الأكثر تقدما والأسرع نموا والأفضل هدوءا واستقرارا.. من هنا نبدأ لتحيا مصر.
● مهندس استشارى


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة