جانب من الندوة
جانب من الندوة


أدب الحرب فى الأعلى للثقافة دور المبدعين فى التأريخ لنصر أكتوبر

أخبار الأدب

الأحد، 16 أكتوبر 2022 - 01:55 م

 

شعبان يوسف: الجمع بين الحس الأدبى والمعرفة العسكرية ميز  كتابات الغيطانى عن حرب أكتوبر

اللواء سامح العشرى: تكمن عبقرية نصر أكتوبر فى الانتصار رغم عدم تكافؤ القوة العسكرية
 

أقيمت يوم الأحد الماضى ندوة بعنوان «أدب أكتوبر»، فى المجلس الأعلى للثقافة، شارك فيها كل من الشاعر والناقد شعبان يوسف، والروائى أحمد محمد عبده، واللواء سامح العشرى، واللواء محمود منصور، وأدارها الناقد الدكتور شريف الجيار الذى قال: «إننا نريد فى هذه المناسبة أن نستمع إلى أصوات بذلت جهدًا كبيرًا فى حرب أكتوبر، سواء فى ساحة المعركة، أو ساحة الأدب، فالمبدعون أيضًا لهم دور كبير فى التأريخ لهذه الحرب»، وقد تحدث باستفاضة عن هذا الدور شعبان يوسف الذى يرى أن حرب أكتوبر بدأت منذ مطلع يونيو 1967، وأن أول كتاب يؤرخ لبداية أدب الحرب هو رواية «عودة الأسير» الصادرة فى يوليو 1968، لحسين كامل المحامى، أحد أسرى معتقل عتليت بإسرائيل.

وذكر شعبان يوسف ثلاث روايات مهمة أيضًا، وهى «الأسرى يقيمون المتاريس» لفؤاد حجازى، أحد الذين شاركوا فى حرب 67 وقضى فى معتقل عتليت ثمانية شهور، ورواية «خطوات على الأرض المحبوسة» للرائد محمد حسين يونس إذ يحكى فى عمله بأسلوب روائى فريد تجربة الأسر، متجاوزًا ذلك إلى تسجيل شهادته حول واحدة من أكثر اللحظات مأساوية فى تاريخنا المعاصر.

و«مذكرات جندى مصرى فى جبهة قناة السويس» لأحمد حجى، التى تحكى مشاهد مؤثرة لحياة الجنود تحت القصف والموت، وكذلك الفلاحين البسطاء الذين رفضوا ترك قراهم وشاركوا الجنود فى الحرب، وهذا العمل بالتحديد منعته الرقابة من الصدور ولم ينشر إلا عام 86 لأن العسكرية المصرية كانت حريصة على عدم نشر بعض أسرار الحرب، فى حين أن حجى استشهد على الجبهة عام 72.


وأكد شعبان يوسف على أن الذين شاركوا فى الحرب هم من استطاعوا أن يكتبوا عنها بدقة، مثل جمال الغيطانى الذى كان مراسلًا عسكريًا لجريدة الأخبار، وتم التعامل معه باعتباره رتبة عسكرية وعلى قوة الجيش، وميزة الغيطانى أنه استطاع أن يجمع بين حسه الأدبى ومعرفته العسكرية.

وهو ما اتضح جليًا فى كتابه «المصريون والحرب.. من صدمة يونيو إلى يقظة أكتوبر». وهناك أيضًا حسن محسب صاحب رواية «المصير» الصادرة فى ديسمبر 73 ، وكانت جزءاً من ثلاثية «وراء الشمس.. والعطش». وهناك مجيد طوبيا الذى كتب «أبناء الصمت»، ويوسف القعيد، وقاسم مسعد عليوة، ومحمود عرفات، ومحسن الخياط، وغيرهم ممن كتبوا فى أدب الحرب.


كما أشار شعبان يوسف إلى أن أدب الرسائل يُعد أحد أهم ألوان أدب الحرب، وهو يمثل ما كتبه الجنود المقاتلين من رسائل أو مذكرات، مثل ما كتبه الشاعر جمال القصاص، أو المقاتل فى الجيش المصرى جمال عبد العزيز القصاص، الذى كان يرسل الرسائل والقصائد من على الجبهة لنشرها فى الأهرام.


 فيما قال الروائى أحمد محمد عبده إن الحرب تنتهى ويبقى أدب الحرب، وأوضح أن تجربة المحارب ربما تكون أشمل التجارب على المستوى الإنسانى؛ فهى تحمل فى طياتها أبعاداً كثيرة متداخلة تارة ومتناقضة تارة أخرى، مثل: الأنا والآخر، التضحية والخوف، الغلظة ورهافة الإحساس، الحرص والبذل، رؤية الموت وقيمة الحياة، وكذلك طغيان المعانى الكونية للأشياء مثل: صورة الأم على شعاع الشمس، صورة المقاتل لقطعة اللحم فى بطن زوجته.

وهو يتخيل مشهد ولادة طفله ويأمل فى رؤيته، وصورة المحبوبة على خلفية ضوء شمعة فى أحد أركان المجأ، وفى مختتم حديثه أوضح أنه تناول فى روايته «ثعالب فى الدفرسوار» فترة الثغرة التى حدثت أثناء

حرب أكتوبر 73، وهى تروى قصة حقيقية حكاها له رجل لم يكن مجندًا ولكنه تم أسره، وبالرغم من أنها تعتبر رواية تدور حول الأسر، إلا أنها تمس جوانب وأبعاد عدة مثل فكرة جلد الذات وغيرها من جوانب إنسانية متعددة التفاصيل.


أكد اللواء سامح العشرى أحد أبطال أكتوبر،  على أن حرب أكتوبر واحدة من أهم الحروب ليس فقط إقليميًا بل على الصعيد العالمى كذلك، «وتكمن عبقرية نصر أكتوبر فى فكرة الانتصار برغم عدم تكافؤ القوة العسكرية، سواء من ناحية التسليح أو الدعم المقدم من أكبر منتجى الأسلحة فى العالم.

وبالرغم من هذه المعوقات الجمة إلا أننا حققنا الانتصار بأقل الإمكانيات العسكرية آنذاك، مما كان يرجح كفة العدو بشكل كبير؛ حيث أن تسليح الجيش المصرى كان يُعد بدائيًا بالمقارنة بتسليح العدو، وكأنها مواجهة بين شخصين يحمل أحدهما عصا والآخر لديه سلاح نارى». 


كما أوضح أنه تم منح العدو دعمًا عسكريًا هائلًا فيما يخص التسليح بمختلف أنواعه ومستوياته، بداية من التسليح بأحدث أنواع الطائرات والمدفعية الحديثة والدبابات المتطورة، التى تتميز بقدرتها الكبيرة على المناورة والهجوم، وفى المقابل كان تسليح الجيش المصرى يتصف بكونه دفاعيًا بدرجة كبيرة، «إلا أننا أثبتنا للجميع قدرتنا وعزيمتنا التى أدت إلى تحقيق نصر أكتوبر المجيد بتوفيق الله قبل أى شىء».


وفى الختام تحدث اللواء محمود منصور، أحد أبطال حرب أكتوبر،  والذى قال إنه كان يأمل أن يصبح مخرجًا كبيرًا، فالتحق بمعهد السينما، إلا أن نكسة 67 غيرت مجرى حياته فالتحق بالكلية الحربية وتخصص فى سلاح الصاعقة


وأشاد منصور بما حققه المقاتل المصرى من إنجازات عسكرية أبهرت العالم أجمع؛ «حيث شهد انتصار أكتوبر المجيد بطولات أسطورية عديدة، تحققت بسواعد رجال لم تكن لديهم إلا أقل الإمكانيات العسكرية ووسط أصعب الظروف القتالية، لذا فإنه من الطبيعى أن تبقى هذه البطولات خالدة فى صفحات التاريخ، كما أثبت الجندى المصرى للعالم وتميزه وقدرته وعزيمته على الانتصار».

 

كما تحدث عن تفاصيل استعداد الجنود فى سلاح الصاعقة للحرب، وبرامج التدريب التى خطط لها بكل دقة بواسطة قواتنا المسلحة، كما كان الجنود والضباط يسعون آنذاك لقراءة عدة كتب تدور حول الحروب حتى يكونوا مسلحين أيضًا بالمعرفة. 

اقرأ ايضا | قائد سرية في «أكتوبر 73»: حرب الاستنزاف كانت مفتاح النصر| فيديو

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة