خالد رزق
خالد رزق


مشوار

دعوة للنجاة

خالد رزق

الأحد، 16 أكتوبر 2022 - 06:47 م

ترى ماذا عساه أن يفعل رجل وقد انتبه بعدما اقترب من الستين على حقيقة أنه ورغم كفاح وعمل السنين لم يحقق شيئا يذكر لتأمين عيشه ما بعد التقاعد و لا ليقدمه لعياله الذين أنهوا تعليمهم ولكنهم بقوا فى عهدته و إلى جواره لواقع البطالة المقيت الذى لا يبدو أن هناك للغالبية مخرجا قريبا منه.


صعب و صعب جداً بالتأكيد أن تجد نفسك و فى مرحلة عمرية يفترض أن تكون قد بلغت فيها منتهى طموحاتك المهنية و الذاتية، «لا» تفكر إلا فى كيف تدبر حالك اليوم، و كيف أن اليوم على كل ما فيه من معاناة هو أقل وطأة من غد قادم بالضرورة بعدما تتقاعد ويتقلص دخلك إلى حد تعجز معه عن الوفاء بالتزاماتك من إيجار للسكن وفواتير شهرية و دواء و غير ذلك من حاجات الحياة التى لا تنتهى.


الحال الذى أتحدث عنه هو حال ملايين المصريين من أصحاب الوظائف ذات الدخول الثابتة من الذين لم يمارسوا خلال حياتهم العملية و الوظيفية فساداً و لم ينحرفوا لكونهم شرفاء و لم يتربحوا من وظائفهم ، فالأكيد والذى لا يمكن لمنصف إنكاره عند الحديث عن الموظف المصرى بالأقل خلال الأربعين عاماً الماضية و مهما بلغت مكانته الوظيفية أو قيمة المهنة التى يمتهنها، و مهما ارتقى الكيان الذى يعمل به ، أنه كان شخصاً منهكاً تتنازعه الالتزامات و إلى حد يصعب معه تصور أن يكون قسم من الموظفين نجح و فقط من دخله الشرعى فى ادخار أى مبلغ للزمن و إنما كان أكثر أصحاب الوظائف فى هذه السنين العجاف يدبرون أحوالهم والتزاماتهم الشهرية عن طريق السلف والاقتراض ، وأما الأقل والأسعد حظاً فكانوا يعملون بوظائف تتيح لهم طبيعتها الجمع بينها و بين وظيفة أخرى أو أكثر.


لماذا أكتب اليوم هذا الكلام أهو البكاء على لبن مسكوب؟ ربما نعم هو كذلك ولكن أكتب وقد صرت كما الملايين ضحية ظروف مجتمع وواقع وطن، ناصحاً أجيالا لا أريد لها أن تُخدع كما حالنا ليبتعدوا قدر الإمكان عن الوظائف ذات الدخول الثابتة و الحكومية وما على شاكلتها على وجه الخصوص.. هذه دعوة للنجاة .


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة