إيمان راشد
إيمان راشد


حديث وشجون

قاسية هى الحياة

إيمان راشد

الأحد، 16 أكتوبر 2022 - 07:01 م

مؤمنة جدا بقضاء الله وقدره وبأن الدائم هو الله وكلنا إلى زوال ولكننى بشر ولست من الملائكة.. أتألم وأحزن ولكن لم أكن أعلم أن حزنى سيكون بهذه القسوة على قلبى ولا أتحمله..


الأسبوع الماضى تلقيت أسوأ خبر ممكن أن أسمعه، خبر تكرر عدة مرات فى حياتى، ولم يتبق لى إلا شقيقتى ليلى بارك الله فى عمرها وكأن الله يختبر صبرى، وفاة يليها وفاة، أبى وأمى ثم أشقائى راشد ومرفت وأخيرا محمد الغالى الطيب، كان يسأل عنى ويهاتفنى دائما وتطول الأحاديث بيننا فى شتى أمور الحياة يسأل عن أبنائى وأحفادى ويشيد بمقالاتى، دائم القلق على صحتى وأحوالى وكنت أرفق به وأهون عليه حتى لا يكون موتى صدمة له..


لم أكن أدرى أن الصدمة والفاجعة ستكون لى وأستغفر الله العظيم ولكن كنت أتمنى أن أسبقه وأسبق كل أحبابى ولكن قدر الله وما شاء فعل.
اعذرونى إن كنت أتحدث عن أمر يخصنى وحدى ولكنى أكثر من حزينة فأشقائى أقسم بالله إحساسى بهم أنهم  أولادى الذين لم أنجبهم، فقد توفى والداى وتركانا جميعا أطفالا ولم أكن قد بلغت الخامسة عشر فأصبحت أنا الأم والأب أرعاهم، أوصل كل منهم إلى مدرسته وأجرى مسرعة للحاق بمدرستى وأعود لأجمعهم مرة أخرى أجلس معهم لإنهاء واجباتهم  وواجباتى المدرسية واطمئن بعد أن يخلدوا الى النوم فأطهى طعام الغد وأنام وهكذا... كبروا وتزوجوا وأنجبوا وكنت أفرح لفرحهم وأحزن لأى مكروه يصيبهم وأدعو الله أن يبارك فى أعمارهم ولكنهم تركونى أعانى وحشة الحزن وحدى.


والأسبوع الماضى ١٠ أكتوبر كنت أنتظر مرور يومين لأسمع صوت حبيبى محمد كعادته أول من يهنئنى بعيد ميلادى ضاحكا يسألنى هو مين أكبر يا حبيبتى أنا ولا إنتى..
هذه المرة رن جرس الموبايل ليأتينى صوت أحمد ابنه صارخا بابا مات يا عمتو.. لم أصدق أو لم أرد أن أصدق..
ويوم مولدى كنت أتلقى العزاء فى حبيبى الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ويلحقنى به فى مستقر رحمته.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة