عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

لماذا أحبه؟

عمرو الديب

الأحد، 16 أكتوبر 2022 - 08:08 م

تعانقتا كأنهما توءمتان من رحم واحدة والتقتا، وكأنهما شقيقتان فرقت بينهما الأيام ثم جاء الالتئام ودفء الانسجام، حيث بدا عناق ذكرى المولد النبوى الشريف وذكرى انتصار الأبطال فى ملحمة أكتوبر المجيدة رسالة وجهها القدر إلى هؤلاء الحاقدين على هذا البلد الكريم، وحلفائهم من الموتورين الذين لايطمئنون، إلا إذا ورطوا أعرق البلاد فى الأزمات والمحن، ومع قليل من التأمل سندرك كم هو حكيم ذلك القدر الذى قرن بين المناسبتين فى هذا العام بالذات، حيث انهمرت على بلادنا الحبيبة أعاصير المغرضين،

وتكاثرت عواصف الطامعين، وتدابير المتآمرين وصبيانهم من الأشرار الموتورين، فهذه ذكرى انتصارات الأبطال الذين وصفهم خاتم النبيين الرسول الكريم   بأنهم خير أجناد الأرض هكذا على الإطلاق رغم أنف الخوارج الجدد، وهذه هى مصر التى ذكرها خالقها العظيم فى تنزيله الأخير خمس مرات صريحة، وقرن بينها وبين أغلى نعمة وهى الشعور بالأمن والأمان، وذلك الاقتران القدرى بين الذكريين أثار غيظ بعض المتطرفين الذين حاولوا أن يطمسوا ملامح هذا الاقتران، ولكن هيهات فقد أطلت علينا شمس ذلك الإنسان الذى أحببته كما لم أحب أحدا، أو شيئا على الإطلاق فى عمرى إلى يومنا هذا، ولم لا وقد عاش حياته الأرضية القصيرة نسبيا مرهف الحس.

رقيق القلب رغم الأعباء الجسام التى اضطلعت بها مسيرته الشاقة، وكثرت أحماله وعذاباته فلم يزده ذلك إلا حنوا على الإنسانية بأكملها، نعم أحب محمدا  لأنه لم يكن يوما فظا أوغليظ القلب كهؤلاء الخوارج الجدد الذين ما وجدوا طريقا إلى إراقة الدماء واغتيال النفوس، إلا سلكوه مسرعين فرحين، نعم أحب محمدا لأنه منح عمره الأرضى القصير لرسالته، وما يؤمن به، وعاش من أجل مبادئه، وليس من أجل جاه يحرزه أو نفوذ يناله أو دنيا يصيبها، كما يفعل خوارج اليوم الذين يتحرقون شوقا إلى السلطة والتحكم فى رقاب البشر، وقد عاش محمد النبى  نصيرا للنماء والبناء وعدوا للفوضى والهدم والخراب، وهو القائل- وحيا عن ربه- :»إن قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها»، فما بال خوارج اليوم مغرمين بالدمار ومفتونين بالهدم والخراب!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة