بوابة أخبار اليوم

الأحد، 16 أكتوبر 2022 - 09:59 م

 21أبريل 1974

أول عيد  (شم النسيم )فى السويس بعد نصر 6أكتوبر 1973 وتوقفه  6 سنوات بعد هزيمة 5 يونيو  1967

وبعد 78 يوما من فك الحصار الإسرائيلى للمدينة 100 يوم (23-10-1973 ——2-2-1974)

 ما  تزال منطقة عسكرية بتصاريح من مكتب الحاكم العسكرى  بمبنى محافظة السويس  المؤقت _ رابعة العدوية - مدينةنصر -القاهرة

و أتوبيس شرق الدلتا-ميدان أحمد حلمى -شبرا

أبى ببيتنا خلال الاستنزاف وأكتوبر إلا أجازاته وأيام الحصار

كابوس لو أمضيته وحيدا فى القاهرة رغم مباهجها

فاجأنى عصر أمس (الأحد )ومحاضرة أستاذنا جلال الحمامصي ضيوفا بكلية (سياسة وأقتصاد )مدرج واحد بالدور الارضى

نتشرب منه الصحافة وخبر فى الاهرام ننقد كمحترفين وبالكاد نستوعب كيف يكتب الخبر

ووسط غرورى الطافح  طغت الفكرة

سأذهب للسويس ! وبقلق التصريح والمواصلات 

لو انتظرت المحاضرة فاتنى أتوبيس الخامسة  الأخير  

كتبت ورقة أستأذن ولحقته ••

أجلس بثقة جوار الشباك ••

الملكى الوحيد بين الأفارولات  الكاكية••  

نشطت خلاياى رصدى ( رملايه ••رملايه )

التذكرة 45 قرشا قدمتها  للمحصل وعيناى على الطريق  أعطانيها بظل ابتسامة وبعده فرد شرطة عسكريةً للتصاريح قدمت التذكرة منهمكا ••وبسمة سماحة النصر  ويتكرر الموقف بنقاط تفتيش الكيلو 4 ونصف وسيدى التكرورى ومدخل المدينة

أترصد علامة الكيلو 101  وخيمة أول مباحثات عسكرية مصرية أسرائيلية لإنسحابهم  من ثغرة الدفرسوار  ثم كل سيناء بتحكيم طابا 1984

••

إتصلت من سويتش الكلية بعمل أبى أتأكد من أنه ليس فى أجازته (جرجا 800 كم )

أو  أحاول دخول بيتنا أو المبيت فى حماه أقضى يومى وأعود  فى المساء

•••

هدوء وظلام  فى شارع الجيش وميدان ترعة المغربى  وشارعى سوهاج وأسيوط  وسلالمنا  للدور الثالث  بابنا  مفتوح ووابور الجاز نمرة 10 ينبض بضوء يونس  المكان

اتنحنح أجيب سؤال قلق ابى  ••محمد?!

مستقرا على منضدتنا الخشبية و راديو ترانزستور  للأخبار  والقران ••وزبدية طعام ساخنه وأكواب وبراد شاى  و نقود أعطانيها  

- هوه فيه ايه ?!

ضحكت أطمئنه وأحكى تفاصيلى يبرق فى عينه أعجاب يغلفه سعيدا بتعليقه الذهبى

-ده مخ أنجليز !!

 ••

فى الصباح جاء صديقه  • سألنى 

-فى الشفل

- النهارده أجازة 

- أتفضل  أشرب شاى يا عم عبده

نظر مليا قلت أنا محمد

تهلل  فرحا وأحتضننى شابا فلم يرنى منذ 7 سنوات التهجير وطفولة الابتدائية

••

فى المنور ماسورة لضعف ضخ المياه (ما تجريش فى العالى )ودش طراوة الربيع

أخرج للشوارع  الهادئة والبيوت المغلقة ••أشكر  ترحيب سيارات البترول والجيش والمحافظه لتوصيلى  (من سلوكيات الحرب)

••

على أقدامى من عند مطافى المثلث وأول (طريق المعاهدة للإسماعيلية)

أمامي مخزن القطارات بممراته المتعددة  أرتفع من يمينه خط قضبان بفلنكاته الخشبية فى قوس لنهاية الجراج قالوا صاروخ معادى

يمين شارع الجيش بإتجاه  المدينة تتراص الدبابات الاسرائيلية( السنتوريون)  مدمرة ومحترقة  حتى ميدان الإسعاف وقسم الاربعين

••

فى مرمى شرفات الدور الثانى  (فجر 23 أكتوبر 73) يلتقطون صور تذكارية لأحتلال المدينة الهاربة وباغتهم أبطالنا  وتعقبوهم  فى الحوارى و البيوت تفوح جثثهم فى زمن الحصار

منها  3 دبابات  أمام محل الجعار للأسماك يصادفنى نقيب الموقع كان كامنا خلف سور السكة الحديد أكتشف جواره صبى ببيجامه يحتمى به فساله تعرف تتشعلق بالدبابة وترفع غطاءها وتسقط قنبلة يدوية وشرح له شد مفتاح تأمينها وعجزت  الدبابات وأجهز عليها جنودنا

على  دوران قضيبى فطار شحن بترول الزيتيات  أشتبك جنزير دبابة قائد الكتيبة  التى دمرها  أبراهيم سليمان بقذيفة (أر بى جى ) لجأ  أفرادها لقسم الاربعين أمامهم  وقاوموا حتى الغروب حتى تم قصف مدفعى على جانبى السكة الحديد يهربوا هرولة على فلنكات الزيتيات لتمركزهم الرئيسى

واجهة المبنى نقرات طلقات نارية ••ودبابة على خندق بين سينما رويال ونون ••قالوا ضابط يهودى يمنى أستسلم بعدما أصاب بعدد طلقاته  •¥لم يقربوه يدخل هاربا  مخزن كيروسين فأشعلو ه

 

••

شارع النمسا  ومبانيه القديمة نهايته مبنى  مديرية الامن الاصفر العتيق

••

طريق بورتوفيق و أقتحامنا له  يوليو 1968 فى أجازة  المدارس والصيف نعاند تصديق وصول العدو للقناة  ولو بعد عام   

يساره الان حفر رمال مدفعيتنا التى عبرت سيناء

••أحد تمثالي  تمساحى مدخل القناة  محطما وساتر ترابى على المياه  صعدته مع شاب صادفنى نهبط الجانب الاخر والبحر الاحمر فى جذر كل ساعتين  تظهر صخوره نتقدم عليها يوقفنا العمق و وتحذير  عقيد علىالساتر 

 

- عندك الغام دوس عائدا  على موقع قدمك

- يأمر جنوده  غاضبا

-  -ضعوا  ساتر لمنع الناس مش ناقصين

- ••

 

لم أجد أشجار الورد الاحمر المتشابكه الظليله فى شارع القناة القديم ولا أمام فيلات قناة السويس  بتماثيلها المعدنية المرصرصة تدور على محور أرفعها  فى فسحة يوم العيد اجدها مدلاه ثانى يوم 

••

بسيارة الصحة الى معبر الجناين

طراوة هواء النصر تطربنى وعربات عسكرية ضخمة  ببهجة جنود أجازات  (7شهور حرب و3 أشهر من إنسحاب الدفرسوار )

قبل شهرين صادفت  قطار السويس على رصيف محطة الليمون بأوائل إجازاتهم عقب  الحصار ومكبرات ترحيب  وقفزهم  يقبلون الارض وبهجة تبكى من الفرح

منتصف المعبر يردنى فرد شرطه عسكرية لتصريح أمنى ولم يفلح رجائى ••مجرد رؤية براح سيناء

•••

أترجل الى الهويس وشوارع حى السويس و

سيدى الغريب و السلمانية تجذبني نغمات  عجوز  على الناصية يعزف على السمسمية يتجمع جنود يصفقون ينسجم ينجلى يمزق  بأصابعه أوتارها

••

 

أو اصل مبنى المحافظة ومدرسة السويس الاعدادية مبناها بالدبش ••اخر حد قواتنا فى السويس المحاصرة فبعد عرض أسفلت الطريق أقام جنود العدو ( طلبة جامعيين) فى مساكن الملاحه ••

أتابع عربات جيب لقوات الطوارىء الدولية بجنسياتهم من جنوب شرق أسيا

أصل النادى الاجتماعى الحد الامامى لقواتهم المقيمة فى استراحة الزيتيات  ••مزدحم  بشكائر رمل دفاعية وكتل خرسانة مسلحه مدعمة بقضبان حديد متاريس دفاع  برسم نجمة داوود

••

ضجر  بوق عربة نصف نقل لقطاع البترول  وسائقها

-جاى معانا ولا نمشي!!

أفيق للغسق وظلام زاحف فى منطقة غير عامره ولحجم الارهاق والجوع والعطش

••

و يدق صاج بابه ينبهني وصوله  لمنطقة ترعة المغربى فى قلب الكتلة السكنية لحى الاربعين  وبيتنا

••

أبى فى جلسته وطعامه والشاى وقلق وغضب يترقب توضيحى  لم اك أفقه بمخاطر السويس الغام وشراك خداعية وتهور  عربات الجيش و

 وحيوانات وزواحف وفئران توحشت قالوا زرعت  القوات الاسرائيليةسلالتها المهجنه أثناء الثغرة (أستنزفنا خمسة سنوات لمكافحتها )

••

 رويت له يومى سعيدا وتمددت على الكنبه فوجدتني فى الضحى وهو فى الشغل