يوسف وهبي
يوسف وهبي


اعترافات بخط يوسف وهبي.. حين أبكته كلمات أمه

نسمة علاء

الإثنين، 17 أكتوبر 2022 - 01:54 م

فرقة رمسيس المسرحية هي طليعة الفرق المسرحية المصرية التي أثرت المسرح المصري في بدايات القرن العشرين، قدمت الفرقة روائع المسرحيات العالمية للجمهور المصري والأجنبي المقيم في القاهرة وقتها، بالإضافة لمسرحيات محلية كتبها فنانو الفرقة.

 

وقال يوسف وهبي عن تأسيس فرقة رمسيس: عندما وصلت من الخارج إلى مصر وجدت أن المسرح قد انهار أمام لون جديد استعراضي كان يؤديه «نجيب الريحاني» تحت اسم شخصية «كشكش بيك».

 

واستكمل وهبي قائلاً: وصبرت نفسي أن المسرح قد مات تقريبًا وأن ما قام به الأساتذة الرواد قد ضاع عباء، ولا أنسى أبدًا أنني وجدت شخصية هامة رثة الثياب في شارع عماد الدين ولما تمعنت في ملامحه عرفت أنه الأستاذ «عزيز عيد»، ولما قلت له ما الذي حدث يا أستاذ عزيز؟، قال لي: قل للجمهور أنا عاوز أشتري صندوق خشب وعلبة بوية عشان أمسح جزم لأن الفن الجدي لم يعد موجودا، ووصلت إلى هذه الحالة من الحرمان والألم والعوز.

 

وأضاف وهبي: لما شفت عزيز في هذه الحالة وكنت ورثت عن أبي مالا وكنت مصممًا أول ما آخذ شهادة المعهد العالي للتمثيل في ميلانو أن أستقر في الخارج، لكن هذا الأمر آلمني وأخذت عزيز وسافرنا، وفي مقاهي باريس قررنا تكوين فرقة رمسيس من فلول فناني الدراما الذي كانوا يقاسون نفس الحاجة، وأردت أن تكون الفرقة جامعة أولئك الذين خدموا المسرح الجدي أمثال: «حسين رياض، ومنسي فهمي، وزينب صدقي».

 

ونشرت جريدة الأخبار بتاريخ 21 أكتوبر 1982، اعترافات كتبها «وهبي» بخط يده كتب فيها خواطره قبل يومين فقط من ليلة الافتتاح الأولى لفرقة رمسيس الذي أنشأها 10 مارس 1923، وكان الافتتاح بمسرحية (المجنون).

 

وفي السطور التالية جزء من هذه الاعترافات:

 

- 8 مارس عام 1923

 

لم يبق سوى يومين كي نقف أمام الجمهور على خشبة مسرح رمسيس وسوف يصدر حكمه لنا أو علينا، فإن رجحت كفتنا قوت ثقتنا في المستقبل.

 

بدأ الأرق وجفاني النعاس وتملكتني الرهبة..

 

- 9 مارس 1923

 

زرت في اليوم التالي بصحبة والدتي قبر أبي تيمنًا واستبشارًا، ووقفت خاشعًا أقرأ الفاتحة وأطلب منه الصفح والعون، وما أن انتهيت حتى قالت لي والدتي: اطمئن يا يوسف لقد صفح عنك والدك قبل أن يلفظ النفس الأخير، لقد تمتم بصوت خافت: يوسف.. يوسف فين؟ هاتولي يوسف!

 

فأجبته: يوسف؟ يوسف بره..

 

فأردف قائلا: قولي له يسامحني، أنا ظلمته، بلغني إن يوسف أخد شهادة كبيرة، قولي له: مبروك..

 

وقبل أن أجيبه أسلم الروح

 

وما أن سمعت هذا التصريح مع أمي حتى أجهشت في البكاء

 

- 10 مارس 1923

 

حرص الفنانون والفنانات على الحضور إلى المسرح قبل السادسة وتم رفع الستار في الثامنة مساء والدقيقة 45 بالثانية، وجاءت الساعة الرهيبة الفاصلة لمستقبلي المسرحي عندما سمعت مدير المسرح يهمس في أذني: أستعد..

 

تذكرت وقتها نصيحة أستاذي الإيطالي: «اقنع نفسك أن ليس هناك جمهور يراقب، وأنس أنك على المسرح فتقضي على عوامل الرهبة والأرتباك»، دخلت المسرح ولم يقابلني الجمهور بالتصفيق فلم يعرفونني فقد غير الماكياج معالمي، وكان المشهد يصور تعاسة المجنون وشقائه في غرامه وصدمته العاطفية، وما أن انتهيت من أدائه حتى اهتزت جدران مسرح رمسيس من دوي الأكف وهتاف الجمهور الذي كان يشبه العاصفة لمدة 5 دقائق: برافو.. برافو.

 

ورفع الستار وانتهى الفصل الأخير، وما أن انتهت المسرحية حتى هب الجمهور واقفا وظل يهتف ويصفق ويهلل ورفعت الستاره للتحية أكثر من عشرين مرة.

 

لم يسكرني النجاح الكبير فهكذا كانت حياتي، عمل متصل وجهد وكفاح، أحداث ومفاجأت، حياة عريضة تتسع لألف عام!.

 

يوسف وهبي                                     

 

يوسف عبدالله هديب وهبي قطب الشهير باسم يوسف وهبي ولد في 17 يوليو 1898 في مدينة الفيوم على شاطيء بحر يوسف وسمي تيمنًا باسمه، وتمر اليوم الذكرى الـ40 على وفاته؛ حيث توفي في 17 أكتوبر 1982 عن عمر 84 عامًا بعد دخوله لمستشفى المقاولون العرب إثر إصابته بكسر في عظام الحوض نتيجة سقوطه في الحمام، وتوفي أثناء العلاج إثر إصابته بسكتة قلبية مفاجئة.

 

 المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة