الإثنين، 17 أكتوبر 2022 - 05:34 م

على استحياء.. عاد البريطانيون يتساءلون: هل كان الخروج من الاتحاد الأوروبى خطأ؟ وهل يمكن التراجع عنه؟
ويأتى التساؤل وبريطانيا تعيش واحدة من أسوأ أزمات الحكم التى مرت عليها حديثا، ورئيسة الوزراء التى عينت قبل ستة أسابيع فقط تبدو فى حكم المستقيلة أو المقالة«!!» ونواب حزب الحافظين يجمعون التوقيعات للمطالبة برحيل زعيمة حزبهم التى اختاروها قبل أسابيع«!!» والقرارات الاقتصادية تصدر ليتم التراجع عنها«!!» والأسواق المالية فى حالة اضطراب يدفع الجنيه الاسترلينى ثمنها الفادح يوميا!!

الأزمة فى جزء منها انعكاس للأزمة الشاملة التى تضرب الاقتصاد العالمى كله بعد أزمة «كورونا» وكارثة حرب أوكرانيا، ومشاكل الركود التجارى وتراجع الإنتاج وارتفاع الأسعار وخاصة فى الوقود والسلع الغذائية.

وكان الكثيرون يأملون أن يكون وضع بريطانيا أفضل بسبب إنتاجها البترولى وسوقها المالى الكبير.. لكن يبدو أن المشاكل التى تسبب فيها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى من خلال عملية «البريكست»، أضعفت كثيرا قدرة بريطانيا على تجاوز التحديات التى جاءت مع «كورونا» وتضاعفت مع الحرب!!

بشكل أو بآخر سيتم حل مشكلة القيادة السياسية، وسيختار حزب المحافظين من يخلف «ليزترايس»، فى رئاسة الحكومة، وسيبدأ العمل لمواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وستبقى الاسئلة حول ما إذا كان الوضع سيكون أفضل لو كانت بريطانيا مازالت جزءا من الاتحاد الأوروبي؟! وستبقى المخاوف من تأثير الأزمة الحالية على مستقبل بريطانيا.

اقتصاديا.. يخشى الكثيرون من فقدان الثقة فى «لندن» كعاصمة عالمية للمال، خاصة أن الأزمة الحالية تأتى بعد «البريكست»، وما تبعه من توجه أوروبا لأن يكون لها مركزها المالى الذى تحاول «باريس»، أن تستحوذ عليه لتكون البديل الأوروبى عن لندن.

وسياسيا. فإن الخلل فى القيادة «بعد جونسون وليزترايس» يأتى فى وقت يزايد فيه التأييد للانفصاليين فى سكتلندا وأيرلندا الشمالية، وهو ما يضع وحدة بريطانيا على المحك ويعيد التساؤل: هل كان «البريكست»، خطأ؟ وهل تكون العودة لأوروبا هى الحل؟!