أحمد الإمام
عصير القلم
مهمة لا تصلح للموظفين
الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022 - 02:02 م
..أفزعني بشدة التقرير الذي أصدرته منظمة السياحة العالمية عن أكثر الدول استقبالا للسائحين خلال عام 2022 ، وشاهدت من خلال التقرير تأخر ترتيب مصر في قائمة الدول الاكثر جذبًا للسائحين على مستوى العالم على الرغم من امتلاكها كل العناصر الجاذبة التي تجعلها قبلة السائحين من مختلف الجنسيات بداية من آثار فرعونية تمثل ثلث الآثار الموجودة في العالم أجمع.
وتمتلك مصر سواحل خلابة تمتد إلى مئات الكيلو مترات على البحرين الابيض والاحمر تجعلها هدفًا رئيسيًا لعشاق الترفيه والغطس وغيرها من الرياضات المائية.
تمتلك مصر مناخا معتدلا على مدار السنة مما يجعلها ملاذًا دافئًا في الشتاء لسكان الدول القطبية الهاربين من الثلج والصقيع ، ويجعلها أيضًا قبلة للسياحة العلاجية التي تعتمد على رمال الصحراء في الواحات وسفاجا وغيرها في علاج العديد من الامراض الجلدية مثل البهاق والصدفية.
وتعد مصر ايضا قبلة مباشرة للسياحة الدينية المتمثلة في مزارات لجميع الديانات السماوية مثل جبل التجلي وعيون موسى وسانت كاترين ومسار العائلة المقدسة وجامع عمرو بن العاص اقدم مساجد افريقيا.
كل هذه العوامل التي ذكرتها والتي كانت كفيلة بوضع مصر على رأس قائمة الدول الاكثر استقبالا للسياح على مستوى العالم لم تكن شفيعة لأم الدنيا التي جاءت في ترتيب متأخر للغاية في عدد السائحين الاجانب الوافدين إليها خلال 2022 وهو أمر لايليق بامكانات مصر وقيمتها وثقلها ويؤكد بوضوح أن القائمين على التنشيط السياحي في مصر دون المستوى، بمعنى أن السلعة ثمينة ومرغوبة ولكن البائع لا يجيد تسويق بضاعته الرائجة.
بالعودة إلى التقرير سنجد أن مصر احتلت المرتبة 52 عالميًا بإجمالي 5 ملايين و258 ألف سائح وبفارق شاسع عن فرنسا التي احتلت رأس القائمة بإجمالي 82 مليون و700 ألف سائح.
ولو حاولنا المقارنة بين ما تمتلكه مصر من مزارات ووجهات سياحية وما تمتلكه فرنسا سنجد أن الكفة تميل إلى مصر بوضوح بما تمتلكه من آثار وشواطئ ومتاحف وغيرها في حين لاتمتلك فرنسا سوى مزارات تعد على اصابع اليد الواحدة مثل برج ايفيل ومتحف اللوفر وقوس النصر والشانزليزيه وشواطئ الريفيرا ، ولكنهم يجيدون استخدام ادواتهم المحدودة والتسويق لبضاعتهم بشكل جذاب واحترافي.
وسبقت مصر في قائمة الدول الأكثر استقبالا للسائحين خلال العام عشرات الدول التي أذهلني تواجدها أصلا ضمن القائمة وإذا بها تسبق دولة عريقة بقيمة وحجم مصر في عدد السياح الوافدين إليها مثل بولندا والبرتغال والمجر وبلغاريا وفيتنام ومكاو التي لا أعرف مكانها على الخريطة!
هل تصدق أن كل هؤلاء تقدموا على مصر في عدد السياح الوافدين اليهم خلال عام 2022 ؟
هل تصدق أن مصر جاءت في المرتبة السادسة عربيًا في عدد السائحين الوافدين اليها بينما احتلت السعودية المركز الاول عربيًا بإجمالي 18 مليون سائح .
ربما تجد من يقول أن معظمهم حجاج ومعتمرين توافدوا على المملكة لأداء فريضة الحج والعمرة ولا يمكن اعتبارهم سياح بالمعنى الدارج.
سأفترض هذا ولكن ماذا عن دولة الامارات التي جاءت في المرتبة الثانية بإجمالي 14 مليون سائح ثم المغرب التي تلتها في المرتبة الثالثة بإجمالي 10 ملايين سائح.
وللعجب العجاب احتلت سوريا رغم كل ما تعانيه من حروب مازالت مشتعلة في اطرافها الشمالية المرتبة الرابعة بإجمالي 8 ملايين سائح!
وجاء في المرتبة الخامسة عربيًا دولة تونس بإجمالي 5 ملايين و724 ألف سائح.
والسؤال هنا .. هل تمتلك الدول الخمس مجتمعة نصف ما تمتلكه مصر من مزارت سياحية ودينية وترفيهية وعلاجية؟!
الاجابة بالطبع لا ولكنهم يمتلكون عناصر ماهرة ومدربة تجيد تسويق امكاناتهم على قلتها، في حين لا نمتلك نحن سوى حفنة موظفين عاجزين عن استثمار كنوزنا رغم كثرتها.
يجب التعاقد فورا مع شركة محترفة للدعاية تكون قادرة على تسويق كنوزنا واستثمار كل إمكانياتنا لاحتلال المكانة اللائقة بمصر ضمن الوجهات السياحية العالمية بعد أن سبقتنا دول لا تمتلك شيئًا على الاطلاق.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة