الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022 - 06:28 م

- اللواء مجدى الطويل: تعظيم القيمة المضافة للعناصر المستخرجة بدلاَ من تسويقها مواد خام

ثروة جديدة من ثروات مصر كانت مهدرة طوال عقود ماضية، آن الآوان أن يتم استغلالها، حلم طال انتظاره لسنوات طويلة .. إلى أن جاء الرئيس عبد الفتاح السيسى وأعطى إشارة البدء فى مشروع استغلال الرمال السوداء ..

والرمال السوداء هى رمال شاطئية ثقيلة سوداء اللون، تترسب عند مصبات الأنهار وتحتوى على نسبة من المعادن الاقتصادية مثل «إلمنيت ، زيركون ، جارنت ، روتايل ، ماجنتيت»، بالإضافة إلى المونازيت الذى يحتوى على المواد المشعة وبالتالى فهى غير صديقة للبيئة.

وتكونت الرمال السوداء من الترسيبات والتآكلات الصخرية والأمواج هى أهم العوامل المسببة للترسيبات ، وسبب الترسيبات المعدنية الرئيسى هو تآكل الصخور الشاطئية، والترسيبات تتحرك من فم النهر لتكون معادن رملية وصخرية على الشواطئ، وإذا كانت التأثيرات الموجية شديدة تحركت الترسيبات بطول الشواطئ بدلا من الانحسار فى الدلتا فقط.

"الأخبار" قامت بجولة فى مشروع الرمال السوداء بمنطقة البرلس، بعد اكتمال مراحل الإنشاء وبدء الإنتاج، حيث قامت هيئة المواد النووية بإجراء دراسة استكشافية شاملة لمناطق تواجد الرمال السوداء على طول ساحلى البحرين المتوسط والأحمر.

ونظراً للقيمة الاقتصادية للرمال السوداء وحرص الدولة على الحفاظ على ثرواتها التعدينية فقد تم الاتفاق مع شركة مينرال ميتنولوجى الإسترالية بإعداد دراسة جدوى بشأن استغلال وتعدين الرمال السوداء بمنطقة البرلس وخلصت الدراسة إلى أن المشروع ذوجدوى اقتصادية عالية.

خلال تصريحات لـ «الأخبار» قال اللواء مجدى الطويل رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للرمال السوداء بالبرلس، إن قرار إنشاء الشركة صدر بقرار رئيس مجلس الوزراء فى سبتمبر 2014، بإنشاء الشركة المصرية للرمال السوداء كشركة مساهمة مصرية وقد قامت فكرة إنشاء الشركة على استخلاص المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء سواء من سطح الأرض أو من المياه وفصلها وتسويق منتجاتها محلياً وعالمياً ..

وأضاف أن من مهام الشركة تعظيم القيمة المضافة لخامات المعادن المستخلصة من الرمال السوداء وتحويلها إلى منتجات جاهزة للعمليات الصناعية المختلفة بدلاَ من تسويقها كمواد خام مما يسهم فى دفع عجلة الاقتصاد المصرى.

وأشار اللواء الطويل أن مصر لديها 11 منطقة فى الساحل الشمالى وساحل البحر الأحمر وبحيرة ناصر يتواجد فيه احتياطى كبير من الرمال السوداء بنسبة تركيز عالية تصل إلى 3.7 إلى 4%، وهى نسب عالية بالنسبة لمواقع احتياطيات عالمية فى دول أخرى، فمصر تمتلك احتياطيات تبلغ 5 مليارات متر مكعب من الرمال السوداء تكفى للإنتاج طوال 200 عام.

وأوضح اللواء الطويل أن أهم المعادن المستخلصة من الرمال السوداء هى عناصر الإلمانيت ، والزيركون ، والجارنت ، والروتايل ، والمونازيت، والماجنتايت، وتستخدم المعادن المستخلصة من الرمال السوداء فى العديد من الصناعات حيث خام الإلمنيت والذى من المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية له 298 ألف طن فى العام يستخدم فى إنتاج التيتانيوم الإسفنجى وفلز التيتانيوم وسبائكه ( الصواريخ والغواصات والطائرات ) ، وثانى أكسيد التيتانيوم ( البويات ، البلاستيك ، الورق ، الجلود ) ، أما خام الزيركون والذى من المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية له 25 ألف طن فى العام يدخل فى صناعة السيراميك ، الأدوات الصحية والزجاج ، تبطين الأفران ، قلوب المفاعلات النووية ، صناعة الحراريات.

وأضاف أن خام الجارنت والذى من المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية له 12 ألف طن فى العام يدخل فى صناعة الحديد الإسفنجى ، تغليف أنابيب البترول ، الخرسانات الثقيلة، وخام الروتايل والذى من المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية له 11 ألف طن فى العام يدخل فى صناعة فلز التيتانيوم ، الأصباغ ، البويات، الورق والمواد الغذائية ، أسياخ اللحام، أما خام المونازيت والذى من المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية له 145 طنا فى العام يستخدم فى إنتاج العناصر الأرضية النادرة المستخدمة فى الصناعات عالية التقنية ومصدر ثانوى للحصول على المعادن المشعة (الثوريوم واليورانيوم).

وقد تأسست الشركة المصرية للرمال السوداء كإحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية 15 فبراير عام 2016، برأس مال مُصدر قدره 500 مليون جنيه، تمت زيادته ليصبح 4 مليارات جنيه بنسب مشاركة كالآتى : جهاز مشروعات الخدمة الوطنية 61%، هيئة المواد النووية 15%، بنك الاستثمار القومى 12%، محافظة كفر الشيخ 10% ، الشركة المصرية للثروة التعدينية 2%.

وأشار اللواء مجدى الطويل، أنه تم تأسيس الشركة المصرية الصينية للرمال السوداء وذلك لسرعة تغطية معظم مناطق الرمال وخاصة منطقة غليون بما يسمح بالحصول على أعلى عائد اقتصادى، وعدم تعطيل خطة التنمية بالدولة .

وأضاف أن جهاز مشروعات الخدمة الوطنية أسهم مع الشركة المصرية للرمال السوداء فى تأسيس الشركة المصرية الصينية للرمال السوداء بتاريخ 18 يوليو 2018 برأس مال مصدر 24 مليون دولار بنسب مشاركة كالآتى : جهاز مشروعات الخدمة الوطنية 83.5%، الشركة المصرية للرمال السوداء 12.5%، الشركة الصينية المصرية للتعدين وتصنيع المعادن 4% .

وأوضح أنه تم توقيع اتفاقية التزام بين جمهورية مصر العربية وهيئة المواد النووية والشركة المصرية للرمال السوداء للبحث عن واستغلال المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء فى جميع أنحاء جمهورية مصر العربية، حيث صدق الرئيس عبد الفتاح السيسى على القانون رقم (8) لسنة 2019 بتاريخ 2019/2/20 وتم نشره بالجريدة الرسمية بالعدد رقم ( 7ب ) بتاريخ 2019/3/20بشأن إتفاقية الإلتزام والذى تنص المادة الثالثة منه على منح الشركة المصرية للرمال السوداء إلتزاماً مقصوراً عليها بالبحث عن واستكشاف وتعدين وتركيز المعادن الاقتصادية من ركاز الرمال السوداء واستغلالها فى جميع ربوع جمهورية مصر العربية.

وأشار رئيس الشركة المصرية للرمال السوداء، أن منطقة البرلس فقط تحتوى على 238 مليون متر مكعب يستمر إنتاجها لمدة أكثر من 20 عاما.. وأوضح أنه تم إنشاء مصنعى الفصل والتركيز بمنطقة البرلس، وتم توريد المعدات وتنفيذ الاعمال الانشائية، وتم الإنتهاء من تنفيذ الأعمال الإنشائية وتنسيق الموقع بنسبة 100%، وتم توريد وتركيب كافة معدات مجمع مصانع الفصل والتركيز بنسبة 100%.

وبلغت نسبة تنفيذ إختبار تشغيل المعدات كالآتي: مصنع التركيز 100 %، الكراكة ( تحيا مصر ) : 100%، مجمع مصانع الفصل 100 %.. وقد وفر المشروع 5 آلاف فرصة عمل بمنطقة البرلس وحدها.

أما موقع الشركة منطقة رشيد فتم الإنتهاء من جميع الأعمال الإنشائية للمرحلة الأولى بنسبة 100%، وتم توريد وتركيب جميع معدات المرحلة الأولى بنسبة 100%، وجارٍ أعمال الاختبارات والتشغيل التجريبى للمصنع، وجارٍ إنتاج ركاز المعادن الاقتصادية بواسطة عدد (7) وحدات تركيز بالموقع
وتقدر الطاقة الإنتاجية بـ 14 ألف طن/عام من ركاز المعادن الاقتصادية بنظام العمل بوردية واحدة.

وأضاف أنه يجرى العمل فى موقع الشركة بمنطقة دمياط، بواسطة عدد (2) وحدة استخلاص ركاز معادن اقتصادية بميناء دمياط بجوار أحواض التكديس، وتقدر الطاقة الإنتاجية بـ 1200 طن/عام من ركاز المعادن الاقتصادية المختلفة بنظام العمل بوردية واحدة.

وفى موقع الشركة منطقة بحيرة المنزلة ، يجرى العمل بواسطة  (4) وحدات استخلاص ركاز معادن اقتصادية بالموقع والطاقة الإنتاجية تقدر بـ ( 2400 ) طن/عام من ركاز المعادن الاقتصادية بنظام العمل بوردية واحدة.

أما الموقف التنفيذى لمشروع استخلاص المعادن الاقتصادية للشركة المصرية الصينية للرمال السوداء بموقع التنجيم بغليون فقد تم تجهيز  (4) وحدات استخلاص ركاز المعادن بموقع التنجيم ببركة غليون وجارٍ الإنتاج الفعلى لركاز المعادن ونقله إلى موقع مصنع الفصل.

وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع فصل المعادن الاقتصادية ( 18 ) ألف طن/عام من المعادن الاقتصادية بنظام العمل بوردية واحدة.

اقرأ أيضاً | الرمال السوداء.. كفر الشيخ تعوم على بحر «ذهب أسود»