الأربعاء، 19 أكتوبر 2022 - 05:41 م

من دواعى سرورى مشاركتى فى اجتماعات الاتحاد العام للصحفيين العرب ضمن نخبة من نقباء الصحفيين وكبار الكتاب والمفكرين العرب، فى حوارات وجلسات حول عدد من القضايا المهمة منها كيفية مواجهة الآثار شديدة السلبية على الصحافة العربية والعالمية، وأيضا مواجهة الأكاذيب والشائعات التى تحيط بالوطن العربى.

من المؤكد أن الصحافة الورقية لا تزال تُعانى أزمة طاحنة على مستوى العالم كله، والأزمة مضاعفة فى منطقتنا التى ما زالت تشكو من معدلات متدنية من الإقبال على القراءة، وجاءت أزمة فيروس كورونا لتزيد من هذه الضغوط والمعاناة، وتراجع الإيرادات وعجز العديد من الصحف عن دفع رواتب العاملين بها جراء ضعف التوزيع وقلة الإعلانات.
ودفعت الجائحة العديد من الصحف للجوء إلى الإصدار الإليكترونى لتبقى متواصلة مع جمهورها، ورغم تأثر الصحافة الورقية، قامت مواقع الصحف بدور كبير فى تبنى قضايا مجتمعاتها وهو ما يتطلب ضرورة العمل والتفكير عن حلول مشتركة لمشكلات الصحافة للحفاظ على دورها التنويرى بالمجتمع.

ولا شك أن الثورة التكنولوجية أحدثت تأثيرات سلبية على الإعلام التقليدى وأجبرت العديد من كبريات الصحف فى العالم إلى التوقف عن الإصدار الورقى والاعتماد على مواقعها الإليكترونية، وهو ما أدى بطبعه إلى فقدان آلاف الوظائف، ويمكن القول إن الثورة التكنولوجية جاءت بأقدام ثقيلة وداست على الإعلام بوسائله التقليدية وخلقت أنواعاً أخرى من الإعلام.

وأدت الثورة التكنولوجية إلى تحول الشركات الدولية الكبرى الى ما يشبه الكيانات المتوحشة، وأصبحت العملية مثل عملية نقل الدماء فى الاتجاه العكسى، تقوم بمص دماء الإعلام التقليدى، وتحقق مليارات الدولارات فى الإعلان وخلافه، وفى نفس الوقت لا تعطى المؤسسات الصحفية التى تستفيد من عملها أى قدر من الأرباح.

مواجهة الشركات الرقمية الكبرى كان ضمن أبرز توصيات اجتماع وزراء الإعلام العرب فى دورته الـ 52 التى تشرفت برئاسة دورتها الحالية، لوضع استراتيجية موحدة للتعامل مع جميع شركات الإعلام الدولية، بتقديم تصور متكامل حول التجارب الدولية فى التعامل مع هذه الشركات خلال الفترة المقبلة، وهو ما سيعود بالنفع على مؤسسات الإعلام العربية وفى مقدمتها المؤسسات الصحفية.

نحن مطالبون بمواصلة العمل الجماعى لمسايرة التطور التكنولوجى، ولكن فى نفس الوقت علينا إدراك أهمية الإعلام الرقمى نظراً لتعدد مصادره وتطوره السريع، وما يوفره من معلومات غزيرة، واتخاذه من البعض كمنصة ورأس حربة لبث الشائعات والأخبار المزيفة التى تستهدف الدول العربية.

الفرصة مواتية لوضع الآليات والخطط المناسبة لمواجهة الأخبار الزائفة والشائعات على وسائل التواصل الاجتماعى والتى تهدف للتأثير على استقرار الدول العربية.
على الإعلام يقاس مواكبة الظروف والأحداث التى يمر بها الوطن وتمر بها المنطقة من خلال رسالة إعلامية متوازنة، واعية تمتاز بالحكمة واليقظة وتنطلق من احتياجات المجتمع ومتطلبات المرحلة.