صالح الصالحي
صالح الصالحي


صالح الصالحي يكتب: التعليم حسب الدخل

صالح الصالحي

الأربعاء، 19 أكتوبر 2022 - 05:44 م

مازالت التعددية فى أنظمة التعليم فى مصر تثير جدلاً واسعاً، ليس فقط فى تكلفته الفعلية التى يتكبدها ولى الأمر، بل أيضاً فى درجات التعقيد فى المناهج وأنظمة الامتحان.. فالتعددية فى الأنظمة الموجودة تهدد مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة المجتمعية.. وأصبح كل مَن يملك أموالاً أكثر لديه القدرة على تعليم أسهل فهو مَن يستطيع بأمواله الهروب من نظام التعليم الرسمى (المعقد) ويفر لأنظمة أخرى أجازتها وزارة التربية والتعليم، ليصبح الضحية هو من لا يملك أموالاً تساعده على الدخول إلى الجامعة بأبسط الطرق وأسهلها.

ولا ينكر أحد أن الرغبة فى التعليم وتحمل ضغوطه المادية والمعنوية هى الوصول للجامعة بأى شكل من الأشكال حتى ولو كانت فى تخصصات تعانى البطالة.. فالشهادة فى حد ذاتها هى الرغبة الملحة للجميع وهذا من حقهم طبعاً.. وفى ضوء هذه الرغبة الملحة تنشأ الأنظمة وتعد الامتحانات فى أشكال مختلفة وفقاً للعرض والطلب وكل حسب قدرته المادية التى تؤهله من الاجتياز.. حتى الآن نحن لم نتحدث عن الجودة.. فالجودة لها مجال آخر.. فنحن نتحدث عن الماراثون والتنافس ومَن يحصل على شقانا لنحقق أحلامنا فى أبنائنا فى المرحلة قبل الجامعية التى عليك أيضاً أن تدخر أموالاً أو تتخذ أى سبيل لاستكمال التعليم الجامعى المميز أو بنظام الساعات المعتمدة الذى اعتمدته الحكومة لكى تكمل حلم ابنك فى الحصول على شهادة مميزة باللغات الأجنبية التى أصبحت تجتاح كل الجامعات المصرية فى استثمار لبيع الخدمة التعليمية للقادرين من الطلاب دون أدنى تقدير للمتفوقين الذين كانوا سابقاً يحصلون على منحة تفوق، فالمتفوق صاحب الدرجات الأعلى هو مَن يلتحق بهذه الخدمة مع تكبد نفقاتها.

الحديث حتى الآن لم ينته فمنذ عدة أيام طالعنا تصريحاً لرئيس الوزراء حول حرص الحكومة فى التوسع لتطبيق نماذج تعليمية تقدم تعليماً متميزاً لشريحة متوسطى الدخل.. والمتمثلة فى المدارس اليابانية ومدارس النيل.. مؤكداً أنه النموذج الذى لاقى استحساناً وقبولاً لدى أولياء الأمور.

وأوجه تساؤلاً للسيد رئيس الوزراء كيف تقدم الخدمة التعليمية وفقاً لدخل الأسرة؟! وهل هذا من العدالة والمساواة؟! .
وإذا كان الهدف أن يدفع القادر ثمن الخدمة التعليمية، فلماذا لا تعمم البرامج التعليمية التى وصفتها بالجودة العالية فى جميع المدارس ليحصل الجميع عليها القادر وغير القادر لعل هذا الأمر يحل مشكلة التعليم المزمنة التى مازالت تدور فى فلك عفريت واحد هو الثانوية العامة منهجاً وامتحاناً والتى جعلتنا دائماً فى نقطة الصفر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة