صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


أخطرها حرب الجيل الخامس.. أنماط المعارك على مر العصور 

سامح فواز

الأربعاء، 19 أكتوبر 2022 - 08:31 م

على مر العصور كان للحروب دور حاسم لا يمكن إنكاره في التحولات الكبرى في تاريخ الأمم، لطالما كان صعود وركود وسقوط الحضارات والإمبراطوريات مدفوعة بالحروب، فمنذ العصور القديمة وحتى اليوم، شهدت المعارك التي شكلت تاريخ العالم خمسة أجيال من التغيير.

ميز المحللون الأمنيون والخبراء العسكريون في ثمانينيات القرن العشرين التحولات التاريخية في النموذج الفكري في المعارك والأمن باعتبارها تحولات بين العصور القديمة أو الأجيال، وقد وصفت عدة طرق أجيال الحروب التي تخللتها هذه التحولات. 

أخطرها الجيل الخامس

تعتبر حروب الجيل الخامس أخطر نمط من أنماط المعارك حتى يومنا هذا، حيث تهدد بشكل خطير آمال السلام العالمي في القرن الحادي والعشرين والنضال من أجل عالم مستدام.

تحاول الدول في حروب الجيل الخامس أن تهزم بعضها البعض من خلال العمليات الرقمية بدلاً من الصراعات العسكرية، حيث تتنشر الهجمات الإلكترونية والتلاعبات بينما تصيب الهندسة الاجتماعية والمعلومات المضللة الإنترنت.

في هذه الفترة من حرب الجيل الخامس، تخوض البلدان حروب "المعلومات والإدراك"، إنها فترة تخوض فيها البلدان حروبًا تجارية ومالية واقتصادية ورقمية وقائمة على مصادر الطاقة ضد بعضها البعض. 

في هذا الجيل من الحروب يتم استخدام عمليات مركبة تتحالف فيها تقنيات حرب اللاعنف والميليشيات المسلحة والاختراق السياسي وانماط من العنف المجتمعى، بالإضافة إلى المراحل المتقدمة من حروب الجيل الخامس وهي صناعة تكتلات صراعية على سبيل المثال صناعة حروب داخلية سياسية واقتصادية اجتماعية من داخل الدولة المستهدفة، واستنزاف هذه الدولة التي تعانى من صراعات داخلية بمواجهة تهديدات خارجية عنيفة.

حرب الجيل الخامس صورة متطورة من الجيل الرابع

وأشار المفكر الاستراتيجي اللواء الدكتور سمير فرج، في تصريحات خاصة لبوابة أخبار اليوم، إلى أن حروب الجيل الخامس تعد الصورة المتطورة لحروب الجيل الرابع التي تعتمد في إحدى أليتها على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، مؤكدا أن كل دول الإقليم مستهدفة بصورة أو بأخري بهذا النمط من الحروب، وبالأخص مصر لأنها تمتلك أقوى جيش في المنطقة .

التوعية أهم سلاح

وشدد فرج على أن أهم السبل لمواجهة هذا النوع من الحروب هو التوعية التي تبدأ من البيت و الجامع والكنيسة، وتقع مسؤليتها الأكبر على عاتق الأعلام الواعِ والناضج، فهو اداة الدول في مكافحة الأكاذيب والتضليل وبث السموم في المجتمع .

"مزيج" الحرب الروسية الأوكرانية

وفيما يخص الحرب الروسية الأوكرانية، أشار اللواء سمير فرج إلى أن هذه المعركة تعد مزيج بين ثلاثة أجيال متتالية من الحروب، وهي الثالث والرابع والخامس، موضحا أن الجيل الثالث تم من خلال إستخدام الاسلحة التقليدية مثل المدافع والدبابات، والرابع تم عن طريق استخدام المرتزقة والتأثير في عزيمة وهمة الشعبين ومدى ثقتهم بقيادتهم، أما الجيل الخامس فكان عن طريق حرب وسائل التواصل الأجتماعي المختلفة والتصريحات الشديدة من قادة طرفي الصراع ضد الأخر، والتلويح بالتصعيد والأنتصارات الكاذبة .

حروب الجيل الأول

وتاريخيا يشير مصطلح حرب الجيل الأول، إلى الحروب التي كانت تندلع في الفترات القديمة التي خاضت قتالًا بالسيوف، والدروع. 

في هذه النزاعات ، يحمل كل طرف رمز دولته أو قبيلته على علمه وزيه العسكري،تم استخدام أسلحة مثل السيوف والرماح بينما تم ترتيب الجنود في تشكيلات كتائب وخطوط وأعمدة.

حروب النار والبارود

تتميز حرب الجيل الثاني بشكل رئيسي بـ "النار والبارود"، تتبع هذه الفترة الفترة القديمة وهي فترة تقدمت فيها تكتيكات الحرب، يتم تنفيذ هذه الأساليب الجديدة في المعركة بينما يتم إدخال البارود والبنادق والأسلحة النارية على المعارك.

الحروب الحديثة

تصنف حروب الجيل الثالث على أنها بداية "الحرب الحديثة"، في حالة ما إذا تم تصنيف حروب الجيل الثاني على أنها "حرب حديثة مبكرة"، كانت الحربين العالمية الأولى والثانية هي أكثر الأمثلة التي لا جدال فيها على حروب الجيل الثالث.

يمكن تعريف هذه الفترة من الحرب الحديثة على أنها الفترة التي يتم فيها إدخال القوات الجوية والأسلحة بعيدة المدى وتبدأ الحروب في الانتقال من الخطوط الأمامية إلى عمق أكبر في المناطق، حيث يعيش المدنيون.

وشهدت هذه الفترة تحولًا من الحروب التقليدية على جبهتين إلى صراعات تأثر فيها المدنيون أيضًا من أجل إضعاف معنويات الطرف الآخر.

حاولت الدول المتحاربة سحق الروح المعنوية للمدنيين الآخرين من أجل نزع فتيل القوة الحربية لدولة ما، مثل ما كانت يفعل وزير الدعاية النازية جوزيف جوبلز.

إنها أيضًا فترة تجاوزت فيها وحشية الحرب خطوط المواجهة وقصفت المناطق السكنية بشراسة.

الجيل الرابع

كانت حرب الجيل الرابع مرحلة جديدة شهدتها حرب الخليج وتفكك يوغوسلافيا السابقة في التسعينيات.

كانت تلك الفترة التي فاق فيها عدد الضحايا المدنيين عدد جنود الخطوط الأمامية، واكتسبت تكتيكات "حرب العصابات" أهمية أكبر ، حتى أن الجماعات شبه العسكرية المرتزقة والمنظمات الإرهابية كانت تستخدم كمقاولين من الباطن. 

برزت "الحروب بالوكالة" في هذه الفترة حيث بدأت الدول في استخدام مقاولين من الباطن ومرتزقة للقيام بمهام عسكرية بالوكالة عنهم في الميدان.

 
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة