صورة موضوعية
صورة موضوعية


المتهمة: دفعت ٤٠٠ ألف جنيه ثمنًا لقتله والتخلص من ابتزازه

اعترافات قاتلة عشيقها بالشرقية: صورني.. وهددني بالفيديوهات

أخبار الحوادث

الأربعاء، 19 أكتوبر 2022 - 10:13 م

كتب: إسلام عبدالخالق

نهاية طريق الانحراف هي الضياع.. جملة يعرفها كل ذي عقل، ويلقنها الآباء الذين اعتادوا التحذير دومًا للأبناء من مغبة الحرام ومن خطورة كل شيء من شأنه أن يُخالف الخير، لكن ما حدث ودار بين «ياسمين» وعشيقها فاق كل حدود الوصف والتحريم؛ بعدما ثارت المرأة على حياتها الزوجية، وأدمنت معاشرة غير شرعية تجمعها بين الحين والآخر بعشيقها؛ بدأت تلك العلاقة خارج حدود أرض الوطن في إحدى الدول العربية، واستمرت حتى فصل القتل بين الاثنين جراء طمع العشيق في أموال زيادة عن تلك التي اعتادت العشيقة توفيرها له من وقتٍ لآخر، ولا تزال هناك تفاصيل مثيرة في الحكاية ولكن علينا أن نبدأها من البداية.

قبل سنواتٍ ليست بكثيرة بدأت علاقة «ياسمين» بشاب يُماثلها في العمر ويمتلك ما تفتقده في رفيقها؛ إذ بدأت تلك العلاقة حين كانت فتاة تعيش في قريتها التابعة لمركز منيا القمح في محافظة الشرقية، وكان معشوقها شاب من أبناء القرية، امتدت حبال الود بينهما حتى بات محبوبها ومن يمكنها أن تفعل أي شيء لأجله، ولم يمنعها عن ذلك زواجها ومغادرتها قريتها إلى منطقة بعيدة عن حدود محافظة الشرقية، وبالتحديد محافظة المنوفية.

وصلت العلاقة بين «ياسمين» وعشيقها إلى الحد الذي تجاوزت معه كل الخطوط الحمراء ورأى منها ما يراه الرجل من زوجته، وكل ذلك بعيد عن أعين الناس لا يعرف بأمرهما سواهما، واعتادت من وقت لآخر أن تلتقيه وتُشبع ما ينقصها، وطغت العلاقة بينهما إلى الحد الذي جعلهما يلتقيان خارج حدود البلاد؛ عندما سافر الشاب إلى إحدى الدول العربية ليجدها هناك، لكن تسببت علاقتهما الآثمة هناك في طرده من عمله وعودته سريعًا إلى بلدته في محافظة الشرقية.

عاد الشاب لا يحمل حزنًا على فقدان عمله بقدر ما يحمل من نية غير طيبة تجاه عشيقته التي اعتاد أن ينهل منها كلما التقاها بعيدًا عن أعين الناس، وتذكر في سبيل ما ينتويه تلك المقاطع التي يحفظها على هاتفه للقاءاتهما الساخنة، ولأول مرة راح يطلب منها المال متناسيًا ما كانت تُغدق عليه به من أموال في كل لقاءٍ جمع بينهما وكان يُعطيها من شبابه وتُعطيه هي من مالها ومال زوجها وحصيلة ما تدخره من تجارتها في مستلزمات التجميل.

أخذت طلبات الشاب ترتفع كل مرة عن الأخرى، ومع نهاية شهر سبتمبر الماضي ارتفع سقف مطالبه عن كل مرة بل وهدد عشيقته صراحةً بالمقاطع التي يحفظها لعلاقتهما، هددها بأن ينشر تلك المقاطع ويجعل الكل يراها ما لم ترضخ لطلباته، فما كان من «ياسمين» سوى التحايل والرضوخ من ناحية، ومن ناحية أخرى تحركت غريزة الانتقام داخلها ووجدت ضالتها في شاب جارها وجار عشيقها في القرية التي كانت شاهدة فيما مضى على سنوات عشقها الأولى قبل الارتحال رفقة زوجها.

التخطيط للقتل
اتفقت «ياسمين» مع جارها على الخلاص من عشيقها، وفي سبيل ذلك راح الجار الشاب ينفذ الخطة والاتفاق الذي كانت محصلة المقابل المادي عنه 400 ألف جنيه تقاضاها لأجل أن يجلب أربعة غيره ويقتلون العشيق الذي لطالما هدد صاحبة المال.

مع دقات التاسعة من مساء الاثنين، كان الجناه يتربصون بالشاب بأرض زراعية قريبة من مقابر قرية شبرا العنب التابعة لمركز منيا القمح في محافظة الشرقية، وحين اقترب الشاب من المكان يستقل دراجته البخارية أطلق أحد المتهمين عليه طلقا ناريا في صدره ارداه قتيلًا، قبل أن يتمكن الجناه من سرقة الدراجة البخارية وأموال كانت بحوزة المجني عليه ويلوذون بالفرار.

اقرأ أيضًا | المشدد 5 سنوات لعاطل سرق نجار مسلح بالإكراه بالشرقية

توصلت التحريات إلى حقيقة ما جرى، وبعد جهود استمرت أيام، قبل أن تتمكن الأجهزة الأمنية في مديرية أمن الشرقية، من كشف غموض مقتل الشاب بالقرب من مقابر قرية شبرا العنب التابعة لنطاق ودائرة مركز شرطة منيا القمح؛ إذ تبين أن وراء ارتكاب الواقعة ستة أشخاص بينهم ربة منزل كانت تربطها علاقة غير شرعية بالمجني عليه، وأفادت المعلومات الأولية وجود علاقة غير شرعية جمعت بين المجني عليه وبين المتهمة «ياسمين»، وأن المجني عليه كان قد التقط مقاطع مصورة لهما حال ممارستهما لتلك العلاقة الحميمية، وسعى لابتزاز عشيقته بتلك المقاطع، فما كان من الأخيرة إلا أن استعانت بباقي المتهمين وتربصوا بالمجني عليه وأنهوا حياته في المنطقة القريبة من مقابر قرية شبرا العنب التابعة لدائرة ونطاق ودائرة مركز شرطة منيا القمح.

بلاغ الواقعة

البداية كانت بتلقي اللواء محمد صلاح، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء محمد الجمسي، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ بالعثور على جثة شاب مقتول بطلق ناري بجوار مقابر قرية شبرا العنب التابعة لنطاق ودائرة مركز شرطة منيا القمح.

بالانتقال والفحص تبين من التحريات الأولية العثور على المدعو أ م ع ت، 43 سنة، صاحب محل بقالة، مقيم في قرية تابعة لمركز منيا القمح، جثة هامدة إثر إصابته بطلق ناري، فيما توصلت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الواقعة ربة منزل تُدعى «ياسمين» و5 عاطلين، بينهم اثنين لهما معلومات جنائية، وتبين كذلك أن المتهمين الخمسة بينهم متهمين اثنين مقيمين في نطاق مركز منيا القمح وباقي المتهمين من محافظة القليوبية.

عقب تقنين الإجراءات تمكنت الأجهزة الأمنية في مركز شرطة منيا القمح التابع لدائرة مديرية أمن الشرقية من ضبط المتهمين، وبمواجهة المتهمة الأولى «ياسمين» أقرت بوجود علاقة غير شرعية بينها وبين المجني عليه، وأنه قد قام بتصوير مقاطع لها وهددها بها، فما كان منها إلا أن اتفقت مع باقي المتهمين على التخلص منه مقابل مبلغ من المال أعطته لهم، في إشارة إلى أن المبلغ المالي المتفق عليه كان أربعمائة ألف جنيه، إذ ترصد المتهمون تحركات المجني عليه وعقب وصوله إلى محل الواقعة مُستقلًا دراجة نارية أطلق أحدهم عيارًا ناريًا من فرد خرطوش كان بحوزته تجاه المجني عليه فأودى بحياته.

التحريات دلت على أن المتهمين قد تمكنوا من الاستيلاء على دراجته النارية وهاتفه المحمول، وتحرر عن ذلك محضر بالواقعة في مركز شرطة منيا القمح، وبالعرض على جهات التحقيق في مركز شرطة منيا القمح قررت حبس المتهمين جميعًا على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد واقتران جريمة القتل بجريمة سرقة ممتلكات المجني عليه.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة