الرئيس السيسي خلال افتتاح مجمع الرمال السوداء
الرئيس السيسي خلال افتتاح مجمع الرمال السوداء


بتوجيهات رئاسية.. «الرمال السوداء» قاطرة النهوض بالصناعة المصرية

عبد النبي النديم- عواد شكشك

الخميس، 20 أكتوبر 2022 - 10:34 ص

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأربعاء، مجمع الرمال السوداء بمدينة البرلس التابعة لمحافظة كفر الشيخ، بهدف استخلاص المعادن الثقيلة من هذه الرمال، وتسويقها محليًا وخارجيًا.

ما هي الرمال السوداء؟

الرمال السوداء هي الرمال التي تنتشر على الشواطئ والسواحل ذات اللون الأسود الداكن بعد تكونها، نتيجة الترسبات والتآكلات الصخرية التي تجرفها الأمواج ومصبات الأنهار على الشواطئ.

مكونات الرمال السوداء

تتكون هذه الرمال من العديد من العناصر التي تجاوزت 40 عنصرًا، يدخل كل منها في عدد من الصناعات المهمة، أهمها عنصر «الإلمنيت»،الذي يستخدم فى إنتاج التيتانيوم الإسفنجي وفلز التيتانيوم وسبائكه إضافة إلى معدن «الزيركون»، الذي يُستخدم في صناعة السيراميك، والأدوات الصحية والزجاج.

اقرا أيضا.. بعد افتتاح مصانع الرمال السوداء.. مصر الحديثة: مصر تستفيد من ثرواتها

ويتميز معدن «الزيركون» المستخرج من الرمال السوداء، بتعدد استخداماته لدخوله في صناعة قلوب المفاعلات النووية والصناعات الحرارية، كصناعة الطوب وتبطين الأفران ذات درجات الحرارة العالية.

أماكن تواجد الرمال السوداء

وبحسب الصفحة الرسمية لهيئة المواد النووية، يوجد 11 موقعًا في مصر، يحتوي على الرمال السوداء يمكن استخراجها والاستفادة منها.

وقالت الهيئة عبر صفحتها، إنّ هذه الاماكن تنتشر علي السواحل الشمالية بدءًا من مدينة رفح شمال شرقي مصر وحتى مدينة رشيد على السواحل الغربية وقلب الدلتا.

وأشارت إلى أنّ الأماكن موزعة بواقع 4 أماكن في شمال سيناء بمساحة 200 مليون متر مكعب تقريباً، وموقعين في دمياط بواقع 300 مليون متر مكعب، 4 أماكن بسواحل رشيد تصل إلى 600 مليون متر مكعب، وموقع في بلطيم يصل إلى 200 مليون متر مكعب من الرمال السوداء.

استغلال الرمال السوداء

بدأت مصر منذ نحو 90 عاما في استغلال الرمال السوداء، وكان ذلك في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي على يد مجموعة من الأشخاص اليونانيين، لكن فصل معادنها كان يجري بطريقة بدائية، ثم في الأربعينيات أنشئت شركة الرمال السوداء المصرية ومقرها الإسكندرية واستمرت في العمل حتى تأميمها في 1961 وتعثرت فيما بعد وتوقفت الشركة.

وطوال السنوات الماضية استمرت محاولات استغلال الرمال السوداء في مصر وتحديدا في منطقة البرلس التي تمتلك أكبر تركيز للمعادن الاقتصادية، لكن غياب الإرادة السياسية للتنفيذ أحالت دون إتمام إنشاء مصنع الرمال السوداء في كفر الشيخ بعد أن وضع حجر الأساس له في التسعينيات من القرن الماضي.

اهتمام الرئيس السيسي بملف الرمال السوداء

وبعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي أعاد الاهتمام بهذا الملف حيث تأسست أول شركة مصرية للتعدين وهي الشركة الوطنية للرمال السوداء بالبرلس بالمدينة كفر الشيخ، والتي أشهرت في فبراير 2016، وبعدها وافقت الهيئة العامة للتنمية الصناعية على تنفيذ مشروع استخلاص المعادن الثقيلة من الرمال السوداء بمحافظة كفر الشيخ.

ونفذ المشروع على مساحة 80 فدانًا، حيث يضم مجمع الرمال السوداء الجديد في البرلس 6 مصانع لفصل المعادن من ركاز الرمال السوداء، وقد بدأت المرحلة الأولى للتعدين من كثبان البرلس الممتدة على الشريط الساحلي بطول 16 كيلومترًا بإجمالي 3500 فدان، وذلك باستخدام الكراكة «تحيا مصر» هولندية الصنع.

وعملت الكراكة تحيا مصر كأول كراكة تعمل بالطاقة الكهربائية وصديقة للبيئة وتقوم بدفع المياه في اتجاه الكثبان الرملية فتنساب إلى قاع البحيرة الصناعية، بالإضافة إلى أعمال تكريك بعمق يصل إلى 18 مترًا لتسحب الماء المختلط بالرمال إلى المضخة الرئيسية بالكراكة ليعاد ضخها مجددًا إلى مصنع التركيز العائم داخل البحيرة مرورًا بخطوط الأنابيب، وأسهم في توفير أكثر من 5 آلاف فرصة عمل وبلغت تكلفته نحو 4 مليارات جنيه.

ويبلغ صافي الموارد القابلة للتنجيم في المشروع 238.5 مليون طن، حسبما أوضحت الشركة المصرية للرمال السوداء بمتوسط تركيز للمعادن الثقيلة يبلغ 3.39% تكفي للتشغيل لمدة حوالي 16 سنة بمعدل استغلال يبلغ 15 مليون طن/ سنة، وسيمثل إنتاج الشركة المتوقع حوالي 3-5% من الإنتاج العالمي.

استخدامات الرمال السوداء

وتستخدم المعادن المستخلصة من الرمال السوداء العديد من الصناعات، من بينها صناعة السيراميك وكذلك صناعة الخزف والدهانات، وأيضا صناعة هياكل الطائرات والسيارات، وكذلك الصناعات الإلكترونية والتكنولوجية المتنوعة.

ويعمل مشروع مصنع الرمال السوداء في البرلس على إنتاج العديد من المعادن الاقتصادية الهامة والتي تدخل في العديد من الصناعات الاستراتيجية مثل معدني الالمانيت والروتيل وهما مصدر رئيسي لإنتاج معدن التيتانيوم، وهو معدن يدخل في الصناعات الاستراتيجية الهامة مثل صناعة هياكل الطائرات والصواريخ والغواصات ومركبات الفضاء والأجهزة التعويضية.

وينتج المشروع ثاني أكسيد التيتانيوم وهو معدن يستخدم في تصيين الدهانات والأصباغ والورق والجلود والمستحضرات الطبية، وكذلك سينتج المشروع معدن الزيركون الذي يدخل في صناعة السيراميك والأدوات الصحية والزجاج والسبائك المواتير وتركيبات الأسنان وتبطين الأفران.

ويدخل معدن الماجنتايت في صناعة الحديد الإسفنجي وحديد الزهر عالي الجودة والخرسانات التي تتحمل درجات الحرارة العالية والأسمدة المعدنية ويستخدم في إزالة ملوحة التربة.

ويدخل معدن الجرانيت في صناعة أحجار الخلج وأوراق الصنفرة وأيضا فلاتر المياه وقطع الرخام والجرانيت بضغط الهواء والمياه، كما يعد معدن الزيركون مصدرا رئيسيا للعناصر الأرضية النادرة والتي تستخدم في صناعة الرقائق الإلكترونية المستخدمة في الصناعات عالية التقنية، مثل الهواتف الذكية والسيارات التي تعمل بالكهرباء، ومصدرا ثانويا للسيريوم واليورانيوم.

احتياطي الرمال السوداء بمصر

وتشير التقديرات إلى أن الاحتياطي الجيولوجي من الرمال السوداء في مصر يصل إلى نحو 1.3 مليار متر3 تنتشر في مناطق رشيد في البحيرة ودمياط وبلطيم في البرلس بكفر الشيخ والعريش في شمال سيناء، فيما يصل متوسط تركيز المعادن الثقيلة فيها حوالي 65%، ليعد بذلك أكبر احتياطي على مستوى العالم.

وتحتوي الرمال السوداء في مصر على حوالي ثمانية أنواع من المعادن الثقيلة تتراوح نسبتها في تكوين هذه الرمال ما بين 1- 8%، وتصل إلى أكثر من 80% في منطقة البرلس في محافظة كفر الشيخ وهو أعلى تركيز لهذه المعادن في الرمال السوداء.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة