المستشار الألماني أولاف شولتز
المستشار الألماني أولاف شولتز


المستشار الألماني يُعلن التزام الغرب بدعم أوكرانيا

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 20 أكتوبر 2022 - 01:18 م

أعلن المستشار الألماني، أولاف شولتز، اليوم الخميس 20 أكتوبر، عن استعداد الغرب لتقديم وعود أمنية "طويلة الأمد" لكييف ومواصلة فرض عقوبات على موسكو، مشددًا على أن بلاده "تحررت" من الاعتماد على الغاز الروسي.

وصرح شولتز، في كلمة أمام مجلس النواب: "بأن العدالة تفترض أن الحديث يجب أن يكون ليس عن سلام مفروض، لكن عن سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية وقدرتها الدفاعية، اليوم وفي المستقبل"، مشيرًا إلى أن مجموعة الدول السبع الصناعية جددت مؤخرًا استعدادها لتقديم "وعود أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا بهدف التوصل إلى حل سلمي قابل للتطبيق".

اقرأ أيضًا: المستشار الألماني يحذر الاتحاد الأوروبي من وضع سقف لأسعار الطاقة

وقال أولاف، إن "تحالفاتنا أصبحت أقوى مما كانت، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لن يحقق أهدافه من الحرب على أوكرانيا، واستراتيجية الأرض المحروقة لن تجعل بوتين يفوز بالحرب"، مُضيفًا أن "أوكرانيا ستدافع عن نفسها بنجاح، وسندعمها طالما لزم الأمر".

وأعلن المستشار الألماني، أن بلاده ستدرب وحدات أوكرانية تضم ما يصل إلى 5 آلاف جندي، وذلك حتى الربيع المقبل، مذكّرًا باتفاق توصل إليه وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الاثنين الماضي على مهمة تدريب جديدة لنحو 15 ألف جندي أوكراني.

وأشار المسئول الالماني، إلى أن "الحاجات المالية" لكييف "تمت تغطيتها" حتى نهاية العام، لافتًا إلى أن "للاتحاد الأوروبي ومجموعة G7 بدور أساسي في ذلك"، لكنه نوه إلى أن إعادة بناء أوكرانيا "ستكون مهمة أجيال، يتعين على المجتمع الدولي المتحضر بأسره حشد قواه لإتمامها"، ودعا إلى تبني "خطة مارشال دولية" لإعادة إعمار أوكرانيا.

وأكد المستشا الألماني، أن الغرب سيستمر في فرض عقوبات على روسيا "طالما واصلت موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا".

وأوضح الدبلوماسي الألماني: أننا "حررنا أنفسنا من الاعتماد على الغاز الروسي وندعو مواطنينا لترشيد استخدام الطاقة، ووقعنا عقودًا لاستيراد الغاز مع دول عدة ونُواصل التوقيع مع دول أخرى لتأمين الاحتياجات خلال الشتاء".

وفيما يتعلق بموضوع وضع سقف لأسعار الغاز المقترح في الاتحاد الأوروبي بهدف الحد من ارتفاع تكاليف الطاقة، قال شولتس، إن هذا الإجراء "لا يمكن أن ينجح إلا من خلال تعاون وثيق مع شركاء من خارج الاتحاد الأوروبي مثل كوريا الجنوبية واليابان".

وحذر من أن وضع سقف للأسعار "يحمل مخاطر قيام المُنتجين ببيع غازهم في مكان آخر، وسينتهي بنا الأمر نحن الأوروبيين مع كمية أقل من الغاز بدلًا من المزيد منها".

وأوضح شولتز، أنه "لهذا السبب على الاتحاد الأوروبي أن ينسق بشكل وثيق مع مستهلكي غاز آخرين، مثل اليابان وكوريا، حتى لا نتنافس مع بعضنا بعضًا".

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم 23 على التوالي، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.

واكتسب الصراع الروسي منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي. 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة