محمد بركات
محمد بركات


محمد بركات يكتب: العبور الجديد

محمد بركات

الخميس، 20 أكتوبر 2022 - 05:08 م

 

إذا كانت مصر قد عبرت ظهر السادس من أكتوبر ١٩٧٣ قناة السويس من الغرب إلى الشرق ودمرت خط بارليف المنيع، لتنتقل من حالة الوهن والانكسار التى ألمت بها بعد هزيمة الخامس من يونيو ١٩٦٧، إلى حالة الشموخ والفخار بعد تحقيق النصر وتحرير الأرض واسترداد الكرامة.

فإنها الآن تنهض للعبور مرة أخرى إلى واقع جديد ومرحلة متغيرة، ينتقل بها من حال وظروف الدول متوسطة أو محدودة الإمكانيات والتطلعات، إلى مستوى وحال الدول المنطلقة على طريق التنمية الشاملة والمتطلعة إلى آفاق أوسع وأرحب.

ولا يخفى على أحد من المتابعين لتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، بأن الجميع ينظرون إلى مصر الآن وما يجرى فيها من حركة مكثفة وفاعلة للتعمير والبناء والتنمية والتحديث، على أنها المهيأة بحكم الواقع والمكانة والتأثير داخل محيطها العربى وامتدادها الإقليمى وجذورها الأفريقية، لتحقيق نقلة موضوعية إلى واقع متغير أكثر حداثة وتطوراً ومواكبة للعصر بكل جوانبه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

ورغم كل الظروف بالغة التوتر والقلق التى تسود العالم كله الآن، فى ظل الصدام والصراع المشتعل على الأراضى الأوكرانية وانعكاساته السلبية المتصاعدة،...، إلا أننا لابد أن نشير بجدية، إلى الحجم والتأثير الكبيرين للمتغيرات والتفاعلات التى حدثت خلال السنوات الثمانى الماضية فى مصر، والتداعيات الإيجابية التى نتجت عن الإنجازات الكبيرة التى جرت وتجرى فى كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية وأيضًا السياسية.

ونستطيع القول دون مبالغة إن ما جرى ويجرى يعطى دلالة واضحة وقوية، على أن مصر رغم كل الظروف الصعبة قد بدأت عبورها نحو الحداثة والتطور والتنمية الشاملة، وأنها تسير على هذا الطريق بخطى حثيثة ومتسارعة.

وفى هذا السياق نلفت الانتباه إلى ما قامت وتقوم به مصر من إصلاح اقتصادى شامل، وخطة متكاملة لإقامة بنية أساسية قوية وقاعدة إنتاجية وخدمية متقدمة، وأنها أصبحت أكثر قدرة ومرونة فى تحركها الإقليمى والدولى المتوازن لخدمة مشروعها القومى، لبناء الدولة الوطنية القوية والحديثة القائمة على الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية،...، وذلك هو العبور الجديد لمصر وهو عبور للمستقبل الأفضل بإذن الله.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة