إسحق حلمى
إسحق حلمى


من زمن فات l قاهر البلهارسيا.. أول عربي يهزم «المانش»!

آخر ساعة

الجمعة، 21 أكتوبر 2022 - 09:56 م

أحمد الجمَّال

فى عام 1963 نشرت آخرساعة تقريرًا للكاتب الصحفى كمال سعد، عن السباح المصرى إسحق حلمي، حكى فيه قصته مع عبور بحر المانش فى إنجلترا، وكيف تكررت محاولاته بإصرار وعزيمة خصوصا بعد اكتشاف إصابته بمرض البلهارسيا.. الحكاية نعيد نشرها بتصرف فى السطور التالية:-

 

يمر السبّاح العجوز إسحق حلمى بيده على الشعيرات البيضاء التى ملأت رأسه ليكمل لى قصة أول انتصار عربى فى المانش، فيقول: انزلت إلى الشاطئ الإنجليزي.. كنت فى منتهى النشاط والحيوية وبدأت مع مدربى (بيرجس) فى السباحة وبعد تسع ساعات و40 دقيقة شعرت بألم شديد فى بطني، وأخذ الألم يزداد لدرجة أننى صرخت منه فى الماء.. ونصحنى بيرجس  بالخروج من الماء، لكننى رفضت فى أول الأمر، واضطررت مع اشتداد الألم إلى الخروج من الماء، وظللت أسبوعا كاملا وأنا أعالج من هذا الألم، ثم أخذت حقائبى بعد أن وعدت بيرجس بأن أعود له فى مثل هذا الشهر من العام المقبل!

 

وأتيت فعلًا إلى الشاطئ الإنجليزى فى العام التالي، وأثناء قيامى بالمحاولة كانت ترافقنى سبَّاحة ألمانية اسمها (هيلجا)، وكان معها فى المركب صديق لا يجيد السباحة، وفجأة انقلب المركب بالاثنين، فتخليت عن المحاولة، وفضلت الهزيمة على أن أترك صديقها يغرق، وسمعت وزارة الحربية بالواقعة فمنحتنى ميدالية شرف تقديرا لبطولتي.

 

ونزلت إلى الشاطئ بعد الفشل الثانى بأسبوع، ولكننى خرجت بعد ثمانى ساعات وأنا أصرخ من نفس الألم الذى أصاب معدتى فى المحاولة الفاشلة الأولى. وذهبت بعد هذا الفشل الثالث إلى أحد الأطباء وطلبت منه أن يجرى لى تحليلًا فاتضح أننى مصاب بالبلهارسيا، المهم أننى بعد علاجى ذهبت إلى المانش، وفى هذه المرة نجحت فى عبوره، وكان يرافقنى كثير من الصحفيين، وكانوا يحملون معهم حمامًا زاجلًا يربطون فى ساقه الأفلام والمعلومات ويتركونها لتطير فى الجو إلى مقر صحفهم!

وهنا قلت للسباح القديم الذى يشغل الآن منصب المشرف على الشواطئ ويحمل لقب شرف رئيس اتحاد سباحة:

< ما رأيك فى السباحين الجدد؟

ـ افيهم خامات عالمية، مثل نبيل الشاذلي، ومحمد محمود، وحسن عبدالخالق، وحسين عبدالجليل.

< والسبّاحات؟

ـ الا أستطيع أن أقول رأيى فيهن حتى لا يغضبنب

< ومن هو أحسن سباح فى رأيك ظهر؟

ـ حسن عبدالرحيم.

< وماذا عن مرعى حمّاد؟

ـ كتلة قوية تستطيع أن تعبر أى بحر، لكنه فى السرعة، ليس ممتازًا.

< وأبوهيف؟

ـ عنده قلب جامد ولكن ينقصه الأسلوب.

< ما أظرف نكتة سمعتها أثناء رحلاتك مع السباحين إلى المانش؟

ـ نكتة قالها عبدالمنعم عبده أكبر مشجع رياضى عرفته السباحة، وهى أنه حدث بعد أن فاز السباح المصرى الكبير مرعى حمّاد ببطولة المانش فى عام 1951، أن التقت به إحدى المعجبات الإنجليزيات، وأخذت تبدى إعجابها ببطولته، وأنسجم مرعى من هذا الإعجاب، وأخذ يربت على كتفها بيده الضخمة وهو يقول لها: امتشكرين.. متشكرين جويب، وآلمت يد مرعى الضخمة كتف الفتاة ما جعلها  تقول له: ابليز.. بليزب، وإذا بمرعى ينتفض وهو يقول فى خوف: ابوليس إيه يا بنت الملعونةب ثم جرى من أمامها!

ويغرق البطل السابق إسحق حلمى فى نوبة من الضحك، ثم يتركنى ليأخذ طريقه إلى بيته فى العجوزة، وهو يسير بنفس خطوات الثقة التى ذهب بها إلى إنجلترا ليفوز بلقب أول عربى يهزم المانش!

 (آخرساعةب 13 مارس 1963)

اقرأ أيضا : رئيس نادي الزهور يستقبل السباح محمد الحسيني بعد عبور بحر المانش

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة