آمال عبدالمجيد
آمال عبدالمجيد


من زمن فات l مضيفة بـ«الهيلتون» إلى أشهر مسارح لندن

آخر ساعة

الجمعة، 21 أكتوبر 2022 - 09:57 م

 

أحمد الجمَّال

حكاية غريبة نشرتها آخرساعةب فى تقرير قبل 59 عامًا عن فتاة تُدعى آمال، كانت تعمل نادلة فى كافيتريا فندق هيلتون، وتحلم باحتراف الفن والعمل كراقصة، وتلقت عرضًا من سيناريست أمريكى للسفر معه وتقديم دور راقصة فى فيلم، لكنه تراجع بسبب زيادة وزنها. وبعد فترة تركت الكافيتريا واتجهت للرقص فى الفندق، وبالمصادفة زار الفندق صاحب محلات اعمر الخيامب بلندن، وحين رآها وقَّع معها عقدًا لمدة ثلاث سنوات لتحقق أمنيتها فى السفر واحتراف الرقص الشرقي.. نص التقرير نعيد نشره فى السطور التالية:

ستطير قريبًا فتاة مصرية لترقص عشرة بلدى فى لندن. إن آمال فتاة الكافيتريا التى كانت تقدِّم القهوة لزبائن الهيلتون واحترفت الرقص البلدى تطير بعد يومين لترقص لمدة ثلاث سنوات كاملة على أشهر مسارح لندن.

وكان أول شرط فى العقد الذى وقعته مع مسيو ترايان، صاحب محلات عمر الخيام بلندن، أن تدخل معهدا للتخسيس وتلتحق بمدرسة الكونسرفتوار.. ولا يمنعها الذهاب للكونسرفتوار من التردد بانتظام على معاهد التخسيس.

وآمال محمد عبدالمجيد االراقصة آمال ـ هيلتونب، لم تكن تعلم وهى تدرس التصوير فى كلية الفنون الجميلة أنها ستصبح يومًا راقصة عشرة بلدي. كانت تريد أن تكمل دراستها وتصبح فنانة فى التصوير، وفى هذه الأثناء افتتح فندق هيلتون بالقاهرة، وفازت آمال فى مسابقة المضيفات اللواتى تقدمن للعمل فى الفندق، وأصبحت أشهر فتاة فى كافيتريا االجوهرةب، ولم تترك دراستها فى كلية الفنون، لقد دخلت الهيلتون لتستطيع أن تكمل دراستها، لكنها اكتشفت بعد ذلك أنها كانت مخطئة، لأن عملها  فى الهيلتون لم يترك لها الوقت الكافى للدراسة.. وشيئًا فشيئًا أخذت تبعد عن الكلية، وعن المحاضرات والتصوير، وشغلها لبسها الفرعونى عن كل شيء، وعاشت سنة ونصف سنة تعمل فى الكافيتريا حتى حدثت المفاجأة الكبرى التى غيَّرت حياتها.

فرحة ما تمت!

والتقت آمال فى كافيتريا الهيلتون بأحد رجال السينما فى أمريكا، لقد طلب منها السينمائى الأمريكى وهو من كتَّاب السيناريو اواحد قهوة سكر زيادةب، وقبل أن يشرب فنجان القهوة كان قد اتفق معها على أن تقوم بدور راقصة ترقص بالليل، وتعمل مضيفة بالنهار، ورأت آمال أن هذا الدور ملائم لها تمامًا وقبِلته فورًا.

واتفق  معها السيناريست الأمريكى على أن تذهب  إلى أمريكا لتصوِّر مناظر الفيلم هناك، وللمرة الثانية وافقت آمال فورًا، ثم سألها عن سنها ووزنها وطولها، وطلب منها أن تخس 20 رطلًا.. واسعدت آمال.. وطار السيناريست إلى بلاده.. وانتظرت آمال، لكن فرحتها لم تتم، فقد أرسل لها يعتذر بعد 6 أشهر، ووعدها بأنه سيحقق لها هذه الرغبة فى فرصة أخرى قريبة، خاصة بعد أن تصبح فى حجم اغصن البانب!

فكرت فى الرقص

ومن هنا بدأت آمال تفكر فى الرقص.. لماذا لا ترقص، لماذا لا تتحوَّل إلى راقصة يصفق لها الألوف، صحيح أنها نجحت فى عملها فى الكافيتريا، ولكن لماذا لا تحترف الرقص لتحقق أمنيتها فى السفر إلى الخارج؟!

وبدأت آمال رحلة شاقة إلى بدلة الرقص الشرقي! أخذت تقدم نفسها لمكاتب الإنتاج، لكنها لم تجد فائدة، وتعبت قدماها من البحث عن مكان بين الفنانين، فخلعت من ذهنها فكرة بدلة الرقص، وعادت ترتدى الملابس الفرعونية من جديد، وتقدِّم القهوة والشاى لزبائن الهيلتون.. ثم حانت لها فرصة العمر، وجدت أمامها بدلة الرقص فجأة.. وعرض عليها أن تعمل راقصة.. وقبلت فورًا.

المغنية الراقصة

وكانت تظن أنها ستستمر فى عملها بالنهار وترقص بالليل، ولكن مدير الهيلتون وكان وقتذاك هو مسيو جاكيار، طلب منها أن تعتزل الرقص أو تعتزل العمل، فاضطرت لتقديم استقالتها وبدأت حياة الرقص، واستمرت ترقص فى ملاهى القاهرة عدة شهور، لكنها أحست بأن الرقص وحده لا يكفى لإشباع فنها، ففكرت فى أن تغنى وهى ترقص، وأن تبدأ بالأغانى الغربية، الأغانى الأفرنجية التى تعتمد على الموسيقى العنيفة، وأخذت آمال ترقص وتغنى بالإنجليزية والفرنسية والإيطالية، وتغنى فرانكو أراب أيضًا، وكانت تؤدى أغانى داليدا وألفيس بريسلى وغيرهما من كبار مطربى العرب، على الموسيقى الخفيفة مع أنغام الجاز!

فرصة العمر

وجاءت فرصة العمر تدق الباب على آمال، فقد التقت مسيو ترايان، صاحب محلات اعمر الخيامب، وكان قادمًا إلى القاهرة للاتفاق مع الدكتور عبدالقادر حاتم وزير الثقافة، لعمل شهر عن مصر فى محلات اعمر الخيامب بلندن أثناء شهر أكتوبر.

والتقى ترايان بفتاة الكافيتريا، واتفق معها على أن تحضر لترقص فى اعمر الخيامب فى شهر مصر، وحدّد لها موعدًا لتوقيع الاتفاق فى الساعة السادسة مساءً، وبالدقيقة ذهبت إليه آمال، وأعجب رجل السياحة البريطانى بدقة مواعيد آمال، وأبدى لها احترامه الشديد لأنها احترمت ميعاده جدًا، وكانت فكرته أن أهالى الشرق لا يحترمون مواعيدهم أبدًا، وفجأة تحوَّل العقد من شهر واحد إلى سنتين، ثم إلى ثلاث سنوات، ووقعت آمال العقد على أن تغنى جاز وترقص شرقي، وكانت أغرب شروط العقد أن تلتحق بأحد معاهد التخسيس فى لندن، وأن تدخل إحدى مدارس الكونسرفتوار.

(آخرساعة 18 ديسمبر 1963)

اقرأ أيضا | «تزويغ» الطلاب من المدرسة للسينما.. والتلميذ يشاهد الفيلم بـ9 مليمات

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة