الأحد، 23 أكتوبر 2022 - 10:04 ص

توقع علماء الآثار البولنديون الذين يقومون بالتنقيب عن معسكر روماني عسكري في بلغاريا اكتشاف بعض العملات المعدنية؛ ولم يفاجأوا حقًا بالكم الهائل من الأدوات اليومية ونظام المياه القديم الواسع الذي اكتشفوه، لكنهم، مع ذلك، لم يفكروا في إخراج «ثلاجة» حجرية قديمة مكتملة بالأطباق والعظام وحتى المواد الطاردة للحشرات.

كان Legio I Italica ، الملقب بـ "كتيبة الإسكندر الأكبر"، مع وجود خنزير كرمز ونسر معيارًا له، أول فيلق إيطالي للجيش الإمبراطوري الروماني، أسسها الإمبراطور نيرو في 22 سبتمبر 66 م، وبنى Legio I Italica قاعدتهم الرئيسية في Novae، بالقرب من العصر الحديث Svishtov (بلغاريا) على نهر الدانوب السفلي في مقاطعة Moesia الأدنى.

الآن، قام فريق من علماء الآثار بقيادة البروفيسور Piotr Dyczek من مركز أبحاث آثار جنوب شرق أوروبا التابع لجامعة وارسو، بالتنقيب في المخيم للكشف عن مجموعة من الأدوات القديمة والعملات المعدنية وحتى ثلاجة حجرية قديمة.

آثار من الأوقات المضطربة
غزت الإمبراطورية الرومانية المجاورة داسيا في بداية القرن الثاني الميلادي ، في محاولة للسيطرة على مناجم الذهب الكارباتية القيمة.

 قال البروفيسور Dyczek إن موقع المعسكر الروماني تم اختياره على حدود الإمبراطورية للدفاع ضد داسيا المجاورة التي كانت تمثل تهديدًا دائمًا.

تمركز أول فيلق مائل في نوفاي حتى منتصف القرن الخامس وعلى مدار الأربعين عامًا الماضية ، عكفت فرق من علماء الآثار البولنديين والبلغاريين على دراسة الآثار الرومانية في المنطقة.

كشف أحدث فريق من علماء الآثار عن أسس جدران المنازل، في الداخل ، اكتشفوا فقاعات مغزلية لصنع الخيوط وأحجار مخرطة لطحن القمح وتحويله إلى دقيق ومجموعات من أوزان صيد السمك المحتوية على الرصاص.

اكتشف الباحثون حفرًا عميقة تحتوي على أوعية طينية مجزأة وعظام حيوانات، اكتشفوا أيضًا مجموعة من العملات النادرة التي يعود تاريخها إلى القرنين الثالث والرابع عندما غزا القوط، وهو عدو آخر، الإمبراطورية.

نادرًا ما يتم اكتشاف الثلاجات القديمة:

أخبر البروفيسور Dyczek موقع Science In Poland أن الاكتشاف غير المتوقع في الحفريات الأخيرة كان وحدة تخزين طعام حجرية وصفها بأنها "ثلاجة"، تم بناء الثلاجة بألواح خزفية ، وتحتوي على بقايا عظام حيوانات وأطباق من الطين، علاوة على ذلك ، يحتوي وعاء خزفي صغير على بقايا "مبخرة" كانت تستخدم لصد الحشرات.

أظهر الفحص الدقيق لعظام الحيوانات أنها "عولجت حرارياً"، من منظور الشخص العادي ، هذا يعني ببساطة أن لحم الحيوان قد تم خبزه قبل تخزينه في الثلاجة، وفقًا للبروفيسور Dyczek ، نادرًا ما يتم العثور على الثلاجات لأنها نادرًا ما تنجو من إعادة بناء المباني.

مياه الحياة والموت:

بالانتقال إلى الخارج من المخيم ، حدد علماء الآثار شظايا من السيراميك وأنابيب المياه الرصاص، قال Dyczek إن أنابيب الرصاص "نادرًا ما يتم الحفاظ عليها" لأنها غالبًا ما أعيد استخدامها في ثقافات لاحقة.

يجادل العديد من المؤرخين بأن الرومان طهوا وشربوا المياه من أنابيب الرصاص الموصلة من الينابيع المحلية " التسمم بالرصاص أصاب النخبة الرومانية بأمراض مثل النقرس وسرع من سقوط الإمبراطورية"، وفقًا لورقة البروفيسور هوغو ديليل لعام 2014 المنشورة في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم بعنوان الرصاص في مياه مدينة روما القديمة ، فإن مياه الصنبور من روما القديمة "من المحتمل أن تحتوي على ما يصل إلى 100 مرة من الرصاص أكثر من مياه الينابيع المحلية".

كان الدانوب القديم الفقير عدوًا رومانيًا آخر..

تم تخزين إمدادات مياه مخيم نوفاي رومان في خزانين ضخمين مبطّنين يقعان خارج المعسكر الرئيسي مباشرةً. لكن المياه لم تكن مأخوذة من نهر الدانوب القريب لأنها كانت ملوثة بشدة في ذلك الوقت ، بل تم توجيهها من منبع نهر ديرمين. تطلب ذلك قناة بطول 10 كيلومترات (6.21 ميل) لتوزيع المياه عبر المجمع، والتي رسمها علماء الآثار.

تم تحديد قنوات مائية أخرى تربط المخيم بنهر الدانوب، يبدو أنه بمجرد أن استحم الجنود والنخب في المياه الساخنة، وبعد طهي الطعام، تم ضخ المياه الملوثة بالرصاص والرصاص في نهر الدانوب الملوث بشدة بالفعل. ولم يتغير الكثير اليوم، فوفقًا لدراسة حديثة، يعتبر نهر الدانوب أكثر الأنهار تلوثًا بالمضادات الحيوية في أوروبا، "حيث تتجاوز سبعة مضادات حيوية عتبة الأمان".

المفارقة هنا كاملة، بينما طور الرومان ثلاجات تخزين الطعام الحجرية للحماية من استهلاك السموم، في نفس الوقت كانوا يسممون أنفسهم والبيئة بمياه مملوءة بالرصاص.