الممثل الراحل سمير صبرى
الممثل الراحل سمير صبرى


الراحل سمير صبري.. أصدقائه الفنانين يصفونه بالصديق الوفي لهذه الأسباب

أخبار النجوم

الأحد، 23 أكتوبر 2022 - 12:51 م

كتبت: مايسة أحمد

اسمه وحده يكفي كعلامة في مختلف المجالات الفنية والإعلامية، إنه  المبدع سمير صبري، الذي ترك لنا تراثاً إبداعياً وفناً لا يفنى أبدا، بل سيظل نموذجا عمليا على اختلاط الموهبة بالذكاء، والإحترافية بالمهنية في قوالب إبداعية مذهلة، يصعب تصنيفه وتقييمه ووضعه في خانة محددة سواء الموهوبين أو المبدعين، فكان متعدد المواهب، فهو يمثل ويغني ويقدم برامج.. يكمن سر نجاحه في إتقان قواعد اللغة العربية إتقانا تاما، فالعربية السليمة من أولويات عمل المذيع والممثل والمغني، فإن لم يكن متقنا لقواعدها بشكل كاف، عليه البدء بتطوير مهاراته قدر الإمكان، خاصة مع تمتعه بالموهبة التي تصقل مع التدريب المكثف والقراءة والخبرة العملية.

كان أول عمل إذاعي له مع لبنى عبد العزيز في تقديم برنامج للأطفال بالإنجليزية، وذلك أثناء دراسته بكلية الآداب، وكان أول ظهور سينمائي له مع “العندليب” عبد الحليم حافظ في أغنية من فيلم “حكاية حب” الذي عُرض عام 1959، كما يُعتبر من رواد العاملين بالتليفزيون، ومن البرامج الناجحة له “هذا المساء”.

ونجح صبري في تحقيق انفرادات إعلامية مهمة، وأجرى حوارات تليفزيونية مع شخصيات بارزة مما أحدث ضجة كبيرة على مدار مشواره الإعلامي، منها حواره مع الملاكم الأمريكي الشهير محمد علي كلاي، والسلطان قابوس بن سعيد حاكم سلطنة عمان، ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، والجاسوسة انشراح موسى.

وقدم صبري للسينما ما يقرب من 200 فيلم، وتنوعت أعماله بين الكوميديا والإثارة والتراجيدية، وأبرزها “أبي فوق الشجرة، لسنا ملائكة، فتوة الناس الغلابة، نص ساعة جواز، القتل اللذيذ، سجن بلا قضبان، أخطر رجل في العالم، شنبو في المصيدة، المذنبون، ومضى قطار العمر، التوت والنبوت، حكايتي مع الزمان، وبالوالدين إحسانا، محمد حسين”، كما قدم للتليفزيون ما يقرب من 20 مسلسل، منها: “حضرة المتهم أبي، أم كلثوم، كاريوكا، ملكة في المنفى، فلانتينو، حق مشروع، قضية رأي عام، هارب من الأيام، سامحني يا زمن، نوارد جحا المصري”.

حبوب الهلوسة

تعرض صبري لشائعة غريبة كان لها أسوأ الأثر على نفسه، هو والفنان بدر الدين جمجوم، حيث أدعى أحد الأشخاص بأنهما يتاجران في حبوب الهلوسة للشباب، مما أثار جدلا واسعا بالوسط الفني وقتها، لكن تبين من التحقيقات بأن المدعي من ذوي السوابق، وأنه قد نسب إلى صبري وجمجوم بعض الادعاءات الكاذبة، ثم عاد وأنكر معرفته من الأساس، مؤكدا أنه روج واخترع تلك الشائعة المغرضة ظنا منه أنها ستؤدي به إلى الشهرة، وتقوم الصحف والمجلات بنشر صوره.

الصديق الوفي

صبري بطبعه شخص اجتماعي، والإنسانية عنوان تعاملاته، فكان دائم التواصل مع الفنانين الذين خفتت عنهم الأضواء فكان صديقا حقيقيا لكل النجوم، فمثلا كان هو سببا في رجوع الفنانة سامية جمال للفن مرة أخرى بعد اعتزالها في أوائل السبعينيات، وعلى حسب قولها “إنه رجعها للحياة تاني”، فحينما كانت في سن الـ60، كانت تمر بضائقة مالية، ولم تستطع إجراء بعض التصليحات الضرورية لمسكنها الذي كانت تستأجره بالزمالك، كان سمير في ذلك الوقت يؤسس فرقة استعراضية، ويغني في فنادق الخمس نجوم وفي الحفلات الكبرى والأفراح، وطلب منه المدير الألماني أن يستحدث عمل مختلف أثناء فترة الصيف، فأخبره سمير بإقتراح أن يكون هناك كل يوم أثنين ما يسمى بـ”الليلة الكبيرة” يقدم فيها حفلات استعراضية مع الفنانة المعتزلة سامية جمال، رغم أنها وقتها لم تقتنع بعودتها للرقص، وهي في عمر الـ60، لكن سمير أقنعها، وحققا معًا نجاحا كبيرا، وكان ينتظرها الجمهور العربي والأجنبي على حد سواء، وبعد الانتهاء من العمل على مدار موسمين كاملين، اعتزلت مره أخرى، وبعدها بشهرين تعرضت لوعكة صحية وفارقت الحياة.

من الشخصيات التي كانت تربطها بسمير علاقة صداقة قوية، الفنانة تحية كاريوكا، التي كانت دائمًا تناديه “يا ابني”، وكان يناديها أحيانًا بـ”ماما”، حتى أنه كان الفنان الوحيد الذي يواظب على السؤال عنها وزيارتها أثناء تواجدها في المستشفى أواخر عام 1999، وظهر بشخصيته الحقيقية في أواخر حلقات مسلسل “كاريوكا” الذي عُرض في يوليو 2012، وتناول سيرتها الذاتية ومشوارها الفني، حيث رافق الفنانة الراحلة بالفعل في أواخر سنوات عمرها وحتى وفاتها.

“السندريلا” أيضا كانت العلاقة بينها وبين سمير قوية، فكان دائم التواصل معها حتى أثناء تواجدها بلندن لتلقي العلاج في المصحة، كما إلتقى بها حوالي 3 مرات قبل وفاتها في يونيو عام 2001، فقد كانت تخطط معه رحلة رجوعها، وما كانت تحلم به حتى أنه رافقها أثناء وصولها في المطار، لكنه فوجئ بخبر “انتحارها”، كما قيل في ذلك الوقت، مما استدعاه لتسجيل “لغز رحيل السندريلا” على مدار 8 حلقات، للتحقق في قتلها أو انتحارها، وأستند من خلال بحثه إلى أنها قُتلت ربما دون قصد، مما أضطر قاتليها إلى إلقاءها من شرفة مسكنها، وإعلان انتحارها مستندًا في ذلك إلى تقرير الطب البريطاني والمصري، وقال إنه يقوم بالتحقق في قتلها وليس التحقيق، وأنتهت حلقاته بترك النهاية مفتوحة للمُشاهد.

 

أما نور الشريف فقال في آخر حوار تليفزيوني له مع الإعلامية هالة سرحان إن سمير الوحيد الذي كان يتصل به تليفونيًا للسؤال عنه أثناء تعرضه لأزمة اتهامه بالخيانة على صفحات الجرائد بسبب فيلم “ناجي العلي” الذي عُرض عام 1992.

كما أنه أثناء تصوير فيلمه الأخير “بتوقيت القاهرة” الذي عرض عام 2015، شاركه سمير البطولة، وأعلن نور في أول أيام التصوير تخوفه من ألا يُكمل الفيلم، وحينها علم سمير ماذا يقصد، وألتزم بالسؤال عن حالته الصحية التي تدهورت سريعا، حتى وافته المنية في 11 أغسطس عام 2015.

سمير كان أيضا الفنان الوحيد الذي اصطحبه محمود عبد العزيز في رحلته العلاجية إلى باريس منذ 21 عاما، عندما اشتبه الأطباء في إصابته بمرض “سرطان المعدة”، وأوصى عبدالعزيز صديقه سمير بدفنه في الإسكندرية، لكن بعد مرور 5 أيام من إجراء الفحوصات الطبية وإجراء عملية استئصال الورم، تعافى عبد العزيز وأكمل مشواره الفني حتى وفاته.

خبايا وأسرار

في نهاية عام 2020 أنجز سمير كتابه “حكايات العمر كله”، الذي يروي فيه سيرة الفن والسياسة خلال 50 عاما، ويضم حكايات فنية وسياسية عبر مشواره المهني الثري والذي أمتد لأكثر من نصف قرن، ما بين الوسائط الإعلامية والسينمائية والإذاعية، كاشفا عن الكثير من الأسرار المتعلقة بالهوية الثقافية للمجتمع ورموزه، ويمتد الحديث في الكتاب لبعض قضايا الرأي العام الشائكة، أبرزها توثيق ما عاصره سمير من شائعات الانتحار أوالقتل، كما يتطرق لتأكيد وقائع زواج وإرتباطات رسمية بين نجوم التمثيل والغناء في الوطن العربي لا يعرفها أحد.

سمير في الفترة الأخيرة كان يدرك أن وفاته أصبحت قريبة، وأنها قادمة لا محالة، خاصة بعدما أبلغه الطبيب المعالج بأن قلبه مُتعب للغاية، وأنه مُعرض للتوقف في أي وقت، لذلك تخوف من البقاء في منزله بالمهندسين بمفرده خشية أن يرحل دون أن يشعر به أحد، فقرر الاقامة داخل أحد الفنادق الكبرى بالزمالك، واستضاف صديقه مصطفى عبد السلام، وأعطاه مبلغ 100 ألف جنيه، تكاليف الإسعاف التي تنقله من الفندق للمستشفى حال وفاته. 

الحقيقة الغائبة

بالنسبة لزيجات سمير فالأقوال متضاربة، ففي لقاء أجراه قبل سنوات طويلة مع الإعلامية صفاء أبو السعود، أكد أنه لم يتزوج مطلقاً، بسبب ما حدث له في صغره بعدما انفصل والده عن والدته، وهو ما تسبب له بألم نفسي، وظل يحاول جاهدا أن يجمعهما من جديد، لكنه فشل بعد أن تزوج كل منهما بآخرين.

لكن في لقاء مسجل آخر قال إنه تزوج مرتين حينما كان شابا في العشرينيات، لكنه لم يذكر تفاصيل الزيجتين، ولم يكشف عن هوية زوجاته، حتى خرج قبل رحيله بأشهر في لقاء تليفزيوني ليكشف عن أمر مفاجئ أنه تزوج من سيدة أجنبية ولديه ابن، لكن لم يظهر أي منهما للعلن طيلة السنوات الماضية، ويقال أنه يعمل حالياً طبيب أسنان في بريطانيا، لكن العلاقة بينهما لم تكن جيدة أبداً.

أقرأ أيضأ : غادة إبراهيم تفتح النار علي إلهام شاهين: «ما يشرفنيش معرفتها»| فيديو

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة