كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

لماذا صمدت مصر ؟

كرم جبر

الأحد، 23 أكتوبر 2022 - 06:50 م

 

بعد أحداث 25 يناير، كان اشد المتفائلين يتوقع ان يعود الأمن والاستقرار الى مصر بعد 30 سنة .
لماذا 30 سنة وليس أكثر أو أقل ؟
هى زمن الحروب الدينية فى اوربا ، التى خلفت وراءها مئات الالاف من القتلى واستمرت ثلاثين عاما
" 1618-16٤8 " .


أوروبا ذاقت أهوال الصراعات الدينية عندما اشتعلت حرب بين الكاثوليك والبروتستانت فقضت على ثلث سكان المانيا، وسقط نحو سبعة ونصف مليون قتيل من إجمالى سكان ألمانيا الذى بلغ عشرين مليونا، وارتوت الأرض بالدماء، وكان السبب هو العداء المتأصل بين الألمان الكاثوليك والألمان البروتستانت، لخرق الطرفين اتفاق "أوسبرج" لتسوية الخلافات التى بدأت دينية ثم تحولت إلى صراع سياسى.
أيقظ الغرب نماذج مماثلة فى الشرق الاوسط، وفتشوا فى كل دولة من الدول المستهدفة عن شيطان داخلى ينفذ «الفوضى الخلاقة»، ويشعل الحروب الدينية  والصراعات العرقية ، وابتدعوا نظرية «الصحوات الإسلامية» .


معناها : البحث عن جماعات دينية متطرفة تتصدر المشهد السياسى ، وتفجر القلاقل والاضطرابات والصراعات، مثل الاخوان فى مصر وداعش فى سوريا والعراق والقاعدة فى ليبيا.


وكانت البداية تفكيك العراق وهدم مؤسساته، وإيقاظ «الصحوة الإسلامية» وإشعال الثأر التاريخى بين السنة والشيعة، فحدثت مذابح مروعة يندى لها جبين البشرية.


وقفت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كوندليزا رايس فوق جثث القتلى وأشلائهم  فى الدول المنهارة  تقول عبارتها الشهيرة «إننا نصنع جنة الديمقراطية، التى سوف تهب نسائمها الحرية ، على دول وشعوب المنطقة " .
أدركت الشعوب المعذبة أن النسمات لا تأتى أبدا من جهنم ، وانما نار ولهيب ، وانطلقت صحوات الشيطان تشعل الحروب الدينية، فى شوارع الدول المستهدفة ، وتحولت إلى مذابح من صنع ذئاب الإرهاب .
لماذا لم تصبح مصر مثلهم ؟ .
لانها قاومت الفتن وتصدت للمؤامرات الكبرى وتخوض حربا ضارية ضد الإرهاب ، ولم تغفل الخيار الديمقراطى ، بعد تنقيته من دخان الجحيم العربى ، وبدأت نهضة اقتصادية كبرى قوامها المشروعات القومية وتحديث المرافق والخدمات.
ولأن الجيش الصلب والشعب المتماسك ومعهما رئيس وطنى، هم المعادلة التى توافرت لعناصرها عوامل الاستقرار ، فاستمرت مسيرة البلاد فى لحظات تاريخية كانت الأصعب والأشد قسوة.
فشلت الجماعة الإرهابية فى إشعال فتنة الحرب الدينية، لأن أقباط مصر لجأوا إلى جيش مصر وشعبها ورئيسها، واستقووا بهم فى مواجهة المحنة، وأكدوا أن مصر هى الدرع والحضن والحصن والأمان.
وفشلت فى إشعال الحرب بين المسلمين والمسلمين، وتوريط شبابنا فى المذابح الدينية فى سوريا، ورفض المصريون جميعا مقولة «قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار»، فمصر ليس فيها أديان متصارعة ولا مذاهب متنافرة، بل مصريون يرفعون شعار " الدين لله والوطن للجميع ".

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة