عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

لماذا أحبه؟! «2»

عمرو الديب

الأحد، 23 أكتوبر 2022 - 07:38 م

الاحتكاك اليومى بالواقع المصرى يؤكد لى عبر حلقاته المتتالية أننى كنت على صواب حين فطنت إلى حقيقة غابت طويلا عن البعض للأسف، وهى أن هذه العاطفة الدينية المشبوبة فى ضمائر المصريين -مسلمين ومسيحيين- استغلها بعض المغرضين الماكرين لتسميم أجوائنا، وبدلا من أن تكون هذه العاطفة الراسخة العريقة فى نفوس المصريين من قديم طاقة بناء هائلة، حولوها إلى وقود للهدم والدمار، ودفعوها فى الاتجاه الخطأ حيث انبرت جماعات وضيعة تؤدى أدوارا «خيانية» منحطة لخطف هذه العاطفة المغروسة فى الوجدان المصرى، ووجهوها نحو أغراض المستعمرين..

هؤلاء السادة المتغطرسين أصحاب الأطماع الرهيبة، وللأسف تنكر هؤلاء المتأسلمون من أفراد هذه الكيانات المتطرفة فى أزياء خادعة ومظاهر زائفة باعتبارهم رموز التقوى والهدى، وقد عطلوا مسيرة التنمية طويلا، وأخروا موكبنا أزمانا، ولايزالون يلعبون دورهم البغيض فى تضليل البسطاء وخداع الطيبين، وكنت قد انتبهت مبكرا جدا إلى حقيقة ان مقارعة هؤلاء فى ميدانهم هى الأجدى والأجدر وأن ارتياد الجسور الممتدة إلى قلوب الملايين هى الحكمة بعينها، واكتشفت وانا فى تطواف قراءاتى المتعمقة التى تجوب شتى الميادين والساحات أن الأنباء المؤكدة والأخبار الموثقة فى سيرة النبى الكريم   كفيلة وحدها بكشف زيف هؤلاء المتأسلمين، وإدانة مختلف الخوارج التكفيريين، فالمواقف والمشاهد المثبتة فى حياة محمد النبى الخاتم تفصح عن نهج يختلف تماما عن مسار هؤلاء الحاقدين الموتورين المملوءين غلا وبغضا للبشرية كلها، فمشهد الفتح العظيم فى مكة الذى سطرت فصوله كتب السيرة المشرفة بحروف مضيئة يبدو كافيا وحده ليطلعنا على رقيه   ووضاعتهم ويفصح عن نبله وانحطاطهم، فأين هؤلاء الأدعياء من ذلك الخلق العظيم، فهم الخوارج الجدد سفاكو الدماء الذين ما وجدوا طريقا إلى إراقة الدماء إلا أسرعوا إليه فرحين، وتناسوا -لخبث طويتهم- كيف غضب الحبيب محمد  من فارسه المفضل وهو خالد بن الوليد حين أراق دما  فى مشهد ملتبس، وقد هزه ذلك بصورة مؤلمة، نعم أحب محمدا   وأبغض هؤلاء الزائفين الوقحين، ولدى الكثير من الأسباب التى تدفعنى دفعا إلى محبته، وبغض هؤلاء الخوارج الجدد الذين أساءوا إلى أنبل الرسل، وأكرم النبيين، وأفضل البشر أجمعين بأكثر مما أساء إليه حلفاء الظلام وأبناء العتمة!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة