وزيرة التخطيط خلال جلسة «السياسات المطلوبة لتعزيز قدرة الاقتصاد المصرى على مواجهة الأزمات»
وزيرة التخطيط خلال جلسة «السياسات المطلوبة لتعزيز قدرة الاقتصاد المصرى على مواجهة الأزمات»


الحكومة والقطاع الخاص يُحددان «روشتة الأولويات»

هالة السعيد: تراجع معدلات البطالة في مصر إلى أدنى مستوياتها

الأخبار

الأحد، 23 أكتوبر 2022 - 08:44 م

متابعة :أحمد زكريا - محمد صابر - السيد شكرى - مصطفى على

الدولة استهدفت زيادة القطاعات الإنتاجية لتصبح 30% من حجم النمو

شهدت جلسة «السياسات المطلوبة لتعزيز قدرة الاقتصاد المصرى على مواجهة الأزمات» مناقشات موسعة حول أهم ما يحتاجه الاقتصاد المصرى خلال الفترة المقبلة، وما يتطلبه من رؤى وأفكار حول ماهية السياسات الاقتصادية الكلية المطلوبة من واقع أفضل الممارسات الدولية والأولويات الوطنية الحالية فى ضوء رؤية مصر 2030.


قالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة هالة السعيد، إنه عند الحديث عن التجربة التنموية المصرية أو النظرة المستقبلية ينبغى ألا يتم ذلك فى معزل عن المتغيرات الدولية المحيطة بها.


وأضافت الدكتورة هالة السعيد أنه عند تقييم التجربة لن نستطيع تقييمها فى إطار الظروف المحلية فقط، ولكن لابد من النظر إلى ما يحيط بها من تطورات ومن متغيرات سياسية ودولية، موضحة أن مصر واصلت الإصلاح الاقتصادى رغم تبعات أزمة «كوفيد 19» وما تبع ذلك من الضغط على السياسات المالية..وأكدت أنه مما لا شك فيه أن هذه الأزمة جعلت الحيز المالى المتاح لدى الدول يقل.. ثم بدأنا فى الأزمة الجيوسياسية وانعكاساتها المستمرة مما أدى إلى نقص شديد فى العرض من السلع وبالتالى اضطراب شديد فى سلاسل الإمداد، وأزمة الطاقة فى أوروبا وكل ذلك رفع الأسعار بشكل كبير..وقالت إنه بعد ذلك دخلنا فى موجة تضخمية وبدأت البنوك المركزية فى رفع أسعار الفائدة للتقليل من ضغط هذا التضخم على المواطنين، ونتيجة ذلك على الاقتصاديات الناشئة أن هذه الاقتصاديات أصبحت تعانى من أنها تواجه ارتفاعا شديدا فى أسعار الفائدة ورؤوس الأموال تذهب حيث هناك عائد أعلى على هذه الاستثمارات وبالتالى بدأت موجة من خروج رؤوس الأموال من الاقتصاديات الناشئة بحثا عن العوائد الأفضل على رؤوس الأموال بالإضافة إلى الأزمة العقارية فى الصين.


وأشارت إلى أنه هناك 3 دول رئيسية تؤثر بشدة على معدلات النمو وعلى الضغط الشديد على تخفيض معدلات النمو فى الاقتصاد العالمى وهى أمريكا والصين واليابان..ولفتت وزيرة التخطيط إلى أن الوضع فى العالم يشهد مخاطر الركود التضخمي، فهناك معدلات تضخم ترتفع ومعدلات نمو تنخفض، ومع ازدياد حالة عدم اليقين فإن هذه الموجة تستمر لفترة ممتدة.


وقالت إن آخر مرة تم المرور بمرحلة الركود التضخمى كانت فى 2008 ولكن الفرق بين هذه الفترة وفترة 2008 أن المؤسسات المالية والبنوك المركزية اليوم أصبحت أقوى من البنوك المركزية فى ذلك الوقت، والحاجة الثانية أننا نواجه كاقتصاديات ناشئة دولارا أقوى مما كان عليه فى فترة 2008، مما يضاعف التحدى الموجود على الاقتصاديات الناشئة..وأضافت أن هذا الوضع يؤدى إلى خسائر على المستوى الدولى، حيث قدرت زيادة حجم البطالة بـ 228 مليون مواطن بنهاية هذا العام، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى «يو أن دى بي» يقدر زيادة 75 مليون شخص سيدخلون فى مستوى الفقر بنهاية هذا العام بالإضافة إلى ارتفاع شديد فى نسب الدين العالمى إلى الناتج المحلى الإجمالى بحوالى 350%.


وأوضحت أن النمو فى مصر وصل إلى معدلات مرتفعة فى بعض الأحيان إلا أنه يتسم دائما بعدم الاستدامة، على الرغم من تحقيقنا لمعدل نمو حقيقى وايجابى ومرتفع إلا أنه اتسم بقدر عالٍ من عدم الاستدامة، والأساس فى عمليات التنمية هو الاستمرار لعدد من السنوات المتصلة على معدلات نمو موجبة ومرتفعة حتى يتم الاحساس بثمار هذه التنمية.


وأوضحت أن من أسباب التذبذب الشديد فى معدلات النمو، هو أولا مصادره، مشيرة إلى أن هذا النمو كان من أربع أو خمس سنوات مدفوع بشكل أساسى بالاستهلاك حتى منتصف عام (2015/ 2016) وبدأ الاستثمار فى السنوات الأخيرة يساعد فى دفع هذا النمو.
وثانى سبب من أسباب التذبذب هى الفجوة بين الواردات والصادرات والتى حدثت على مدار الـ 20 سنة الماضية وبالتالى أصبحنا نعانى من عجز فى الميزان التجارى وبالتالى المصادر الأساسية التى تؤثر فى هذا النمو أدت إلى عدم استدامته، كما أن مساهمات القطاعات الإنتاجية (كالزراعة والصناعة وغيرها) كانت متدنية.


وأكدت الوزيرة أن الهدف من النمو هو توفير فرص عمل، لافتة إلى أن معدلات البطالة وصلت إلى أدنى مستويات إلى 7.2% على مدار الـ 20 سنة الماضية والتحدى فى معدلات البطالة أنه على الرغم من أن المتوسط 7.2% إلا أن هناك معدل بطالة الحاصلين على مؤهلات عليا 15% ، وبطالة الإناث 3 أضعاف بطالة الشباب ، حيث إن بطالة الشباب 5% أما بطالة الاناث 17.5% ، لذلك فقد بدأت الحكومة المصرية بعد نجاح مرحلة الإصلاح الاقتصادى فى عام 2016 ولأول مرة فى خطة للإصلاح الهيكلي.


واسترجعت الوزيرة برامج الإصلاح الثلاثة التى تمت وهى : برنامج إصلاح عام 1991 والذى كان يتضمن سياسات تثبيت وتحرير جزئى لسعر الصرف، وإصلاح مالى ونقدى فقط ولم يتعرض إطلاقا لإصلاح تشريعى ولا أى نوع من الإصلاحات الهيكلية.


وثانيا برنامج إصلاح عام 2004 وهو كان الإصلاح الجذرى الذى تم فى القطاع المصرفى لذلك نحن لدينا قطاع مصرفى قوى قادر على صد أى أزمات مالية تمت فى الفترات الماضية.. مشيرة إلى أن الدولة اهتمت بوضع خطط إصلاحية شاملة لدعم القطاعات المهمة فى البلاد..وأضافت أن من بين هذه القطاعات كان القطاع المصرفى الذى بدأ الإصلاح فيه منذ عام 2016 بضبط سعر الصرف ما جعله أكثر مرونة مع توفير حماية اجتماعية شاملة للطبقات الأكثر احتياجات امتصاص تداعيات تحريك سعر الصرف..وأوضحت أن من ضمن القطاعات التى حصلت على نسبة كبيرة من الإصلاح كان قطاع الطاقة، مشيرة إلى أن 70% من دعم الطاقة كان يصل لأغنى 30% من المجتمع ما دفع الدولة للتحرك لضبط هذا الخلل والاستفادة من هذه الفروقات لصالح الطبقات الأكثر احتياجا.


وأشارت إلى أن الدولة استهدفت وضع برنامج إصلاح هيكلى فى الجزء الإنتاجى عن طريق إطلاق برنامج الوطنى للإصلاح الهيكلى وهو ما جعل الاقتصاد المصرى أكثر مرونة وقادر على امتصاص الصدمات.


وأكدت أن الدولة استهدفت زيادة القطاعات الإنتاجية واستطاعت بالفعل من دعمها لتصبح 30% من حجم النمو بعد أن كانت 24% وأنه بنهاية عام 2023 من المؤكد أنه ستصل إلى 35%.


وأوضحت أن الدولة استطاعت أيضا تزويد الصادرات الصناعية ذات المكون التكنولوجى المرتفع حتى تستطيع المنافسة فى الأسواق العالمية نظرا للاعتماد الكبير على الصناعات التكنولوجية المتطورة على مستوى العالم.


أكد الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق، أن انعقاد المؤتمر الاقتصادى فى تلك المرحلة يعتبر بداية جديدة لحوار اقتصادى ممتد لا يتوقف عند مدة انعقاد المؤتمر، ويعد الاستثمار أحد الأركان الرئيسية التى يجب ان تستغل الحكومة للمؤتمر وتخرج بتصورات عما يجب عمله لزيادة الاستثمار فى الفترة المقبلة.


وأشار بهاء الدين، إلى أن زيادة الاستثمار يتوقف على كلمة واحدة وهى «اليقين» لطمأنة المستثمرين على الأوضاع الداخلية للدولة ولن تتغير على المدى القريب من حيث الاستقرار الأمنى فى البلد الذى يعتبر أحد الاركان الرئيسية فى اليقين، بالإضافة إلى وجود عناصر أخرى وتتمثل فى وجود بنية تحتية جيدة فى الدولة خاصة فى الطرق والصوامع والسكك الحديدية وجميع هذه الأمور تساعد على الاستثمار وزيادته، والعنصر الثانى يتمثل فى مخرجات وثيقة ملكية الدولة التى تسعى لفك غموض وشكاوى المجتمع الاستثمارى، مبينا أنه ليس من دعاة خروج الدولة من النشاط الاقتصادى بشكل كامل ولكن يجب أن تكون قطاعات الدولة معلومة ذات ضوابط وشروط واضحة..وعن المقترحات التى تساهم فى زيادة الاستثمار، ألقى بهاء الدين الضوء على 5 مقترحات أولها جذب مزيد من الاستثمارات الجديدة فى الداخل والخارج، والأكثر سهولة هو الاستجابة إلى مطالب المستثمرين المتواجدة بالفعل سواء المتعلقة بالحصول على أراض صناعية أو التراخيص اللازمة.


وفيما يخص المقترح الثانى، أشار بهاء الدين، إلى ضرورة ترشيد القرارات الإدارية الخاصة بالاستثمار للحصول على ثقة المستثمرين فى التعامل مع الجهاز الإدارى للدولة، وثالثا «مكمل الضرائب» واعتقد أن أسعارها ليس مرتفعة فى مصر مقارنة بالعالم، ولكن يجب النظر فى البنود الأخرى التى تتضمن بند الرسوم والمدفوعات، لذلك يجب دفع الضرائب كما هى بينما ما ليس ضريبة يجب إعادة النظر به.


وتابع بهاء الدين، أن المقترح الرابع، أننا لسنا بحاجة إلى تشريعات جديدة ولكن يجب أن يتم إعادة النظر فى التشريعات التى تم اتخاذها طيلة الفترة الماضية وتقييمها لمعرفة مدى تحقيق الغرض منها وهل اصبحت مجدية أم لا، لأن هناك بعض القوانين لا تحقق الغرض منها ومنها قانون الافلاس وآليات تنفيذه، مبينا أن خامس المقترحات تتضمن إعادة النظر فى دور هيئة الاستثمار حتى تكون الجهة الوحيدة للتعامل مع المستثمرين.. من جانبها قالت د. أمنية حلمى أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة إنه من الطبيعى أن يتم إفساح المجال للقطاع الخاص للمشاركة لكن هناك دولا مثل الهند والصين تعطى اهتماما أكبر بقطاع التعاونيات، حيث يلعب ذلك القطاع دورا أساسيا خاصة فى السلع والخدمات فى الاقتصادات النامية، لكنه تراجع فى مصر كحلقة وصل بين المنتج والمستهلك.


وأضافت أن وجود عجز فى الميزان التجارى يؤكد وجود مشكلة فى الادخارات المتاحة وبالتالى يجب العمل على رفع مستوى الادخار العام، وأشارت إلى أن مصر لديها ميزة فى عدة أمور فيما يتعلق بميزان المدفوعات ومن تلك المزايا الاتجاه نحو الاقتصاد الخدمى والدخول فى العديد من السلع والمنتجات، تحويلات العاملين فى الخارج تعتبر ثروة وبالتالى يجب العمل على إيجاد حزمة حوافز لهذه المدخرات، العمل على فكرة نوعية الاستثمار الأجنبى المباشر مثل الاستثمارات التى لا تسبب تلوثا للبيئة أو منع ازدواجية العمل..أما الخبير السياحى وائل عاصم زيادة فقال إن هناك مشكلة فى ميزان المدفوعات تدفعنا إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولى، وبالتالى نحتاج إلى حلول طويلة وقصيرة الأجل يتم فيها التركيز بشكل قوى وسريع على الحلول قصيرة الأجل لحل مشكلة العملة الصعبة.


وأضاف أن القطاع الخدمى من أكثر القطاعات التى تخلق العمالة، ففى دولة مثل ألمانيا القطاع الخدمى يشكل ضعف القطاع الصناعى من حيث العمالة، ودعا إلى مزيد من الاهتمام بقطاع السياحة والعمل على إيجاد نوعية مختلفة من السياح خلال الفترة المقبلة.

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة