صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


بعد تصدر «الكوليرا» التريند.. تعرف على تاريخها في مصر

شيماء مصطفى كمال

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2022 - 04:14 م

تصدر وباء الكوليرا تريند اليوم، وذلك بعد انتشار الأخبار حول انتشار وباء الكوليرا في بلدة ببنين العكارية شمالي لبنان، خلال اليومين الماضيين، وهو ما آثار الخوف بين المواطنين بعد سماع تلك الأخبار، فوباء الكوليرا له تاريخ طويل نستعرضه فيما يلى..


وباء الكوليرا، له تاريخ طويل، حيث أنه جاء إلى مصر عام 1831م، ووقتها أدى إلى وفاة الكثير من المواطنين، ولم تضرب الكوليرا مصر مرة واحدة، بل ضربتها مرات عديدة، وذلك فى أعوام 1831، 1834 ، 1850، 1855، 1865، 1883، 1895، 1902، 1947.


 
كان قد انتشر وباء الكوليرا شرقا في عام 1852، بأندونيسيا، ولاحقا الصين واليابان في عام 1854، وانتشرت العدوى في الفلبين عام 1858، وفي كوريا الجنوبية عام 1859، وفى عام 1859، تفشّى المرض مرة أخرى في ولاية البنغال مما أدّى إلى انتقال المرض إلى إيران، العراق، السعودية وروسيا.
 
مركز مصر الجغرافي، الذي يتوسط القارات الثلاثة، جعلها ترتبط ارتباطا وثيقًا بتاريخ الأمراض، لأنها كانت دائما همزة الوصل التى يعبرها قديما المسافرون والتجار من كافة أنحاء العالم، لذلك كانت من الوسائل التى تم استخدامها من أجل منع انتشار الكوليرا، هو منع التجار وعزل المسافرين، ولكن مع كافة الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار الوباء، فظهر وباء الكوليرا فى مصر ووفد إليها عام 1831، وأدت وقتها لوفاة الكثير من المواطنين.
 
البداية
في عام 1817 كانت الكوليرا متوطنة في البنغال والهند، حتي ظهرت فى العالم كله، وانتقلت من بومباي إلي إفريقيا، ومنها إلي عمان ومسقط وبندر عباس والبحرين وإيران، ثم اتجهت إلي العراق، وفي عام 1822 انتقلت عبر القوافل إلي روسيا واتجهت عام 1833 إلي بلاد الشام.
 
ولم تتوقف الكوليرا عند هذا الحد فقط، بل اكتسحت البلدان، حتي وصلت موسكو وبلغاريا وبولندا وفينيا وألمانيا وبريطانيا فى عامى 1830-1831، ثم انتقلت جنوبا إلي مكة المكرمة ، وتسبب انتقالها إلى وفاة نصف عدد الحجاج، ثم انتقلت إلي السويس والقاهرة وباريس وقفز المرض فجأة عبر الأطلسي واتجه نحو أمريكا، وفي عام 1833 وصلت إلي البرتغال وإسبانيا والبندقية وغيرها من البلدان الأوربية، ثم اتجه إلي الصين وغيرها.
 
تاريخ الكوليرا فى مصر
ضربت الكوليرا مصر مرات عديدة، وذلك فى أعوام 1831، 1834، 1850، 1855، 1865، 1883، 1895، 1902، 1947، فكان الوباء الأول بعهد كلوت بك، مؤسس مدرسة الطب، الذي حاول هو وتلاميذه القضاء عليها دون جدوي، حيث تسببت فى وفاة 3 آلاف مواطن يوميًا، حتي انحسرت فجأة، وفي العام التالي عام 1832، تم إنشاء مكاتب الصحة لأول مرة في مصر، وخاصة في دمياط ورشيد والعريش، وتم تشكيل المجلس الصحي الذي كان النواة الأولي لمجس الكروتينات والصحة البحرية، وعلى الرغم من ذلك فإن وباء عام 1834 تسبب في مقتل الآلاف، بينما امتد الوباء السادس ليشمل مكة المكرمة بالسعودية وينهي حياة 30 ألف حاج.
 
 
كان قدوم الوباء لمصر فى المرة السادسة، حين تم نقل الحجاج عبر الباخرة سدني المتجهة للسويس، حيث أخفي قبطان السفينة المرضى، وكان عددهم 15 ألفًا من كافة أنحاء العالم، وفي الإسكندرية قبل ترحيل الحجاج المصابين بالكوليرا، انتقل المرض فمات حوالي 4 آلاف شخص، أي 22% من عدد سكانها، وكان يموت يوميا في دمياط 96 شخصا، وفي القاهرة حصدت 6 آلاف مواطن، بما يوازي 22% من السكان، ثم انتقلت إلي كافة المحافظات وقُدر عدد الوفيات عام 1865 بـ 60 ألفا من السكان في أقل من 3 أشهر من شهور الصيف.


 
وفى عام 1883 كان الوباء السابع للكوليرا، وتوفى 15 ألفا، معظمهم من أهالي بورسعيد والمنزلة والمطرية والدقهلية، وقد قدر عدد الذين ماتوا في الوجه البحري بنحو 36 ألف مواطن.
 
كان قد اكتشف الطبيب الألماني كوخ لميكروب الكوليرا، حيث سافر كوخ إلي مصر ومكث بالمستشفي اليوناني بالإسكندرية وشرع في عمل أبحاث، ثم اتجه إلي الهند بعدها ليظهر علم الميكربولوجي للوجود، حيث أمكن التعرف علي طرق العدوي لوباء الكوليرا ووسائل انتشاره وأمكن وضع قواعد لمكافحته والوقاية منه.


وباء الكوليرا أدي لقيام الحكومة بإنفاق مليون و400 جنيه لحرق المادة المكونة للكبريت وإلقائها في الشوارع، حيث كانت هي الطرق المتبعة لمكافحة مرض الكوليرا وقتها قبل ظهور الأمصال والتطعيمات والأدوية الفعالة.
 
أما الوباء الثامن فى عامى 1895-1896 فقد كانت عدد الإصابات به قليلة، ولولا عادة السكان في دفن الموتي في منازلهم والتستر عليهم لأمكن القضاء علي الوباء.
 
الوباء التاسع كان عام 1902، والذي ضرب قرية موشا بأسيوط، وكان بسبب قيام العمدة بالتستر علي المرض من خلال القادمين من مكة المكرمة، حيث انتشر بعدها فى القاهرة من خلال امرأة كانت قادمة من موشا، وأدي الوباء لموت 34 ألفًا و595 مواطنًا، وبلغ عدد القري والنجوع التي زارها الوباء عدد 2026، وقد انتهي وباء موشا عام 1902م ليختفي ويعاود الظهور مرة عام 1947.

اقرأ أيضا: تاج الدين: مصر آمنة من الكوليرا.. والوباء ينتشر في دول الصراعات والحروب 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة