أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

نصف قرن من الشراكة

أسامة عجاج

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2022 - 06:47 م

نحن إذا نعيش فى المرحلة الثالثة فى مسيرة العلاقات المصرية الإماراتية، التى نحتفل بمرور نصف قرن عليها، اليوم الأربعاء، والعجيب فى ذلك أن كلاً من المراحل الثلاث، ارتبطت بحدث ذى طابع استراتيجى، فى الأولى مرحلة «التأسيس» والتى بدأت فى زمن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وحتى قبل قيام الدولة، أسهمت مصر فى إرساء دعائمها بالدعم التنموى، وترسخت مع الراحلين الرئيس محمد أنور السادات والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بعد أن سارعت مصر بالاعتراف بالدولة الوليدة، التى تم الإعلان عنها فى الثانى من ديسمبر ١٩٧١، ولم تكتف بذلك بل أرسلت بعثات المدرسين والمهندسين والأطباء.

كما دعمتها على المستوى السياسى دوليا وإقليميا، وفى المقابل كان الموقف الإماراتى استثنائيا بعد نصر أكتوبر العظيم، حيث كان لإمارات الشيخ زايد الدور الأبرز فى إعادة تعمير مدن القناة، وكان عنوان المرحلة الثانية «الأخوة الحقة»، أثناء حرب الخليج الأولى والثانية، فمع غزو الكويت والمخاطر الأمنية والاستراتيجية التى مثلها الغزو على دول الخليج، كانت استجابة الرئيس الراحل مبارك الفورية، لطلب الراحل الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات.

إرسال عناصر لواء من قوات المظلات إلى الإمارات، فى معسكر فى إمارة الشارقة، لحماية آبار النفط هناك، ونتوقف عند المرحلة الثالثة والأهم، وترافقت مع ما شهدتها مصر من أحداث فى يناير ٢٠١١، وحتى تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى المسئولية، مع رؤية استراتيجية لقادة البلدين، «بأن الاستثمار فى الاستقرار هو الأفضل لبناء المستقبل فى المنطقة العربية» وفى القلب منها مصر، خاصة على صعيد الدعم الاقتصادى وتنمية الاستثمارات والتبادل التجارى، وتحولت مصر إلى «ورشة عمل».

بدعم إماراتى ملحوظ، وأشرف الوزير الإماراتى سلطان الجابر على عمليات توجيه المساعدات الاقتصادية لمصر، والتى مست مشروعات لخدمة المصريين فى مجالات حيوية، واستمر التعاون الاقتصادى على أعلى مستوى، فمنذ يناير إلى مايو هذا العام، وصلت التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين، إلى ما يزيد على ١٤ مليار درهم أى ٣٫٨ مليار دولار، والتجارة النفطية إلى ما يزيد على ٧٫٥ مليار دولا، خلاصة القول فالدولتان تقدمان نموذجا للعلاقة بين الأشقاء.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة