صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

الاقتصاد يكسب فى بريطانيا

صالح الصالحي

الأربعاء، 26 أكتوبر 2022 - 07:15 م

لايزال الاقتصاد يسابق السياسة فى الاطاحة بالحكومات، حيث تسببت الأزمات الاقتصادية المتتالية التى عانت منها بريطانيا وفشل الخطة التى طرحتها حكومة ليزتراس رئيس الوزراء البريطانية السابقة لمعالجة الأزمة الاقتصادية والتى أدت إلى انخفاض الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار، وتسبب فى الاطاحة بحكومتها بعد حوالى ٤٤ يوما من توليها الحكم.

وفى نفس الوقت يؤكد نفس المنطق والهدف فوز ريشى سوناك برئاسة حزب المحافظين ومن ثم رئاسة الحكومة حيث دفعه النجاح الذى حققه فى برنامج حماية الأفراد والشركات عبر إجازات مدفوعة الأجر لمواجهة آثار كوفيد ١٩ ليتولى مستقبل الاقتصاد البريطانى فى مرحلة صعبة فى أعقاب فشل خطة «الموازنة الصغيرة» التى قدمتها رئيس الوزراء السابق ليزتراس هذه الخطة التى  هزت الاقتصاد البريطانى.. حيث كانت تعتمد على خفض الضرائب وتمويل العجز عبر الإقراض، ولولا تدخل البنك البريطانى لانهارت معاشات التقاعد.

فى الواقع أن الأوضاع فى بريطانيا تعانى الاضطراب والتدهور بسبب الخسائر التى لحقت بالاقتصاد جراء خروج بريطانيا من اتفاقية الاتحاد الاوروبى "بريكست" التى أدت إلى خفض دخل الفرد الحقيقى على المدى المتوسط والطويل بالإضافة إلى خسائر ضخمة ترفع من معدلات التضخم التى تعانى منها الأسر معيشيا.. وخفض الناتج المحلى بنسب تتراوح من ٢٪ إلى ٥٪ بجانب الحد من الهجرة من دول المنطقة الاقتصادية الاوروبية إلى بريطانيا مما يؤثر على فرص التعليم العالى والأبحاث الأكاديمية.. ناهيك عن تداعيات كوفيد ١٩ والأزمة الأوكرانية الروسية التى أدت إلى زعزعة استقرار أسواق الطاقة وسلاسل التوريد فى جميع انحاء العالم.

وفور تولى سوناك رئاسة الحكومة ارتفع  مؤشر الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار ليمنح الاقتصاد البريطانى قبلة الحياة ببث الثقة بعدما أكد سوناك انه سيدعم الاستقرار الاقتصادى داخل بريطانيا فى قلب الأجهزة الحكومية.. وذلك للحيلولة دون توريث الأجيال  القادمة لشبح الديون الداخلية وتراكم التسوية. وأكد على تبنى اختيارات صعبة لتحقيق هذا الهدف وان حكومته ستبنى اقتصادا يحقق الاستفادة من خروج بريطانيا من دول الاتحاد الاوروبي. وتعهد باستعادة الثقة فى اقتصاد بريطانيا من جديد.

وبذلك يحتل الاستقرار الاقتصادى مرتبة متقدمة على الاستقرار السياسى الذى أصبح علامة فارقة فى الاطاحة بالحكومات بعدما أطاح بحكومة بريس جونسون ومن بعده ليزتراس ليستقر الأمر مع من حقق نجاحا تعتبره أوساط الاقتصاد البريطانية نقطة فارقة بتقديمه خطة انقاذ لمرحلة  وصفها المراقبون بأنها مرحلة ترنح. حيث سيقوم ريشى سوناك على مدار عامين بتحقيق استقرار اقتصادى قد يدفع باستقرار سياسى أيضا.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة