كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الدولة والناس

كرم جبر

الأربعاء، 26 أكتوبر 2022 - 07:16 م

 

الثقافة الخاطئة السائدة منذ أجيال هى وضع الدولة فى جهة والناس فى جهة أخرى، وكأنهما فى حالة مواجهة، رغم أن نجاح الدول ومتطلبات الناس، وتيسير أحوالهم، مرتبط بنجاح الدولة.

وعاشت مصر تحت مظلة "الدولة الراعية" سنوات طويلة، أبرز مساوئها نظام القوى العاملة، الذى وضع فى أعناق الدولة تعيين الخريجين دون حاجة إليهم، فأصبحت البطالة المقنعة هى الداء الذى تعانى منه الحكومة حتى الآن، من جراء تكدس جيوش من الموظفين دون عمل.

وتحت مظلة "الدولة الراعية" تحملت الحكومات المتعاقبة فاتورة الدعم الباهظة، وفارق السعر بين ما سمى الدولار البنكى والدولار الاستيرادى والدولار فى السوق السوداء، فانتشرت تجارة العملة وخلفت وراءها أوضاعاً اقتصادية مشوهة.

فلسفة "الحكم والمسئولية"، التى تحدث عنها الرئيس السيسى، تجعل الحاكم ينتبه لكل خطوة قبل أن يتخذها، وأن ينظر للبيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية، وهل هى تساعده فى تهيئة الأجواء لاتخاذ القرار السليم أم لا.

من الصعب أن تجد رئيساً يحدث شعبه بهذا الحجم من الصراحة والوضوح كما فعل الرئيس السيسى فى المؤتمر الاقتصادى، بالتأثير على شعبيته، بل استثمر هذه الشعبية فى اتخاذ قرارات صعبة لصالح الدولة والناس، وهو يعلم جيداً أن رصيد الثقة سيجعل الناس يصبرون ويتحملون.

ففى حياة الأمم والشعوب فترات حاسمة، تكون فيها على موعد مع زعماء بحجم التحديات، ويمنحهم الله القدرة والرغبة فى خدمة بلدهم والوصول بها إلى بر الأمان، ويزيده الله بشعب يصطف خلفه ويدفعه للأمام.

فترات حاسمة لا تحتمل أية دعوات للفوضى أو العودة للوراء وإعادة إنتاج أحداث كادت تضيع مصر، وإذا ضاعت فلن تعود.

شعب يصبر ويتحمل، ولا تتسع له أرض غير وطنه، وجرب ويلات الخراب والتدمير، ويحمد الله أن حفظ بلاده من المؤامرة التى كانت تستهدفه، ودمرت الدول المجاورة وشردت شعوبها، وكانت مصر هى الثمرة الكبرى التى ينتظرون سقوطها، ودعوات غير مسئولة للعودة إلى أجواء 25 يناير، التى كبدت البلاد فاتورة خسائر تقرب من 450 مليار دولار، كان يمكن أن تنقل مصر إلى مصاف الدول الأكثر نمواً وارتياحاً.

غير الملفات الاقتصادية الساخنة، فأهم مؤشرات المؤتمر الاقتصادى هى صدمة الصراحة لأوضاع مسكوت عنها، صارح الرئيس بها المصريين، ونحن نعلم جيداً أن الصراحة تزيد شعبيته ولا تنقص منها.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة