ارتفاع أسعار الورق
ارتفاع أسعار الورق


أزمة الورق.. تربك سوق الكتاب القديم.. تفاصيل

آخر ساعة

الأربعاء، 26 أكتوبر 2022 - 10:03 م

كتب: حسن حافظ

تداعيات ارتفاع أسعار طن الورق ثلاثة أضعاف فى غضون أسابيع قليلة لم تتوقف عند ارتفاع أسعار الكتب الجديدة التى ستدفع بها دور النشر فى الفترة المقبلة، خصوصا قبل معرض القاهرة الدولى للكتاب، بل تعدت ذلك لتمس كل ما له علاقة بالكتاب وقطاعاته المختلفة، وأحد هذه القطاعات هو سوق الكتب القديمة، إذ تعد مصر أكبر سوق عربية لتبادل الكتب القديمة والمستعملة، وهى سوق لها شهرتها بداية من سور الأزبكية بوسط القاهرة، ثم عرفت التوسع عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وأصبح لها جمهورها داخل مصر وخارجها، لكن غلاء أسعار الورق سيلقى بظلاله على هذا القطاع من عالم الكتب.

تأثير ارتفاع سعر طن الورق ثلاثة أضعاف فى مدى أسابيع كجزء من الأزمة الاقتصادية التى تضرب مصر والعالم، وصل إلى سوق الكتب المستعملة والقديمة، إذ قال عدد من بائعى الكتب القديمة لـاآخرساعةب إنهم اضطروا إلى رفع أسعار الكتب القديمة لمواكبة موجة الغلاء من ناحية وتداعيات ارتفاع أسعار طن الورق، إذ يعمل عدد منهم فى إعادة طبع الكتب القديمة التى توقفت دور النشر التى طبعت الكتاب للمرة الأولى عن العمل، ما أدى إلى اختفاء هذه الكتب المهمة، أو الكتب التى أصبحت بلا ملكية فكرية بسبب مرور عدد السنوات الخاصة بحقوق الملكية، وهى كتب يرتبط سعرها بسعر الورق، خصوصا أنه لا يتم طباعتها وتجليدها إلا بالطلب.

الكتب الإلكترونية المضروبة

ولفت هؤلاء التجار إلى أن القارئ يلجأ الآن إلى الكتب الإلكترونية المضروبة، وهى الكتب التى يرفعها البعض على مواقع التواصل بالاعتداء على حقوق المؤلف والناشر، وهى ظاهرة توسعت خصوصا مع انتشار قنوات الكتب على تطبيق تليجرام الذى يتساهل مع هذا النوع من السرقات، التى توفر للقارئ الكتب الحديثة دون أن يدفع جنيها واحدا، لكن النتيجة تكون كارثية على الناشر الذى يخسر بسبب احرقب الكتاب فى السوق وضياع أى فرصة لتحقيق مبيعات حقيقية، وتحدثوا عن تأثيرات ملموسة على الأرض تنبئ بتراجع فى حركة المبيعات، من خلال متابعة حركة البيع فى سوق بيع الكتب القديمة فى المنطقة المحيطة بسينما ديانا، إذ يتجمع الكتبية كل يوم سبت لعقد الصفقات بين أصحاب المهنة، وتسليم الكتب المتفق عليها للزبائن عبر صفحات التواصل الاجتماعى، فضلا عن مناقشة ما يستجد فى المهنة، إذ يعتمد الكتبية بشكل أساسى على مكتبات الشخصيات الثقافية الذين يبيع ورثتهم مكتباتهم بعد وفاتهم إلى باعة الكتب القديمة، فيتم فرزها من قبل شيوخ المهنة ويتم توزيعها على بقية الباعة بحسب تخصص كل كتبى فى المجال الذى يتميز فيه، فهناك من يتخصص فى التاريخ أو الفلسفة أو العلوم أو الأدب وغيرها.

سلعة ترفيهية

من جانبها، قالت سارة حسن، صاحبة مكتبة االوراقةب لبيع الكتب القديمة، إن أزمة ارتفاع أسعار الورق لن تؤثر فقط فى سوق الكتب الجديدة ودور النشر بل فى سوق الكتاب عموما، خصوصا أن الكتاب سلعة ترفيهية وليست أساسية عند معظم القراء، فطبيعى فى ظل الأزمة الاقتصادية التى نعيشها جميعا سواء داخل مصر أو خارجها، وتابعت: اطبيعى أن أى شخص كان لديه ميزانية شهرية أو سنوية لشراء الكتب، يبدأ فى تقليصها لمواجهة احتياجاته الأساسية فى ظل الأزمة العالمية، وتداعياتها على أسعار الورق، ما سيؤدى إلى ارتفاع سعر الكتاب الجديد، فلن تجد أى كتاب أقل من 150 جنيها، وهو ما سيؤثر على مبيعات الكتب الجديدة، لكن التأثير على سوق الكتب القديمة من الممكن أن يكون مختلفاب.

وتابعت: امن الممكن أن يؤدى ارتفاع سعر الورق إلى تقليص مبيعات الكتاب الجديد وإنعاش سوق الكتاب القديم، لأن الأخير له زبونه وعليه الطلب خصوصا للباحثين ومحبى اقتناء الكتب القديمة، فضلا عن أن الكثير من العناوين المهمة فى مختلف المجالات لم يعد طبعها مرة أخرى، فضلا عن أن سعر الكتاب القديم سيكون أرخص من سعر الكتاب الجديد بلا شك.

وتوقعت صاحبة مكتبة االوراقةب أن القطاع الذى سيشهد الرواج الأكبر فى الفترة المقبلة هو قطاع الكتاب الإلكترونى، الذى سيتواجد بقوة ويثبت ويفرض وجوده على الجميع، وأضافت: امع عزائى الشديد لكل محبى الكتاب الورقى، بما فى ذلك الكتب (pdf) المرفوعة بطرق غير شرعية على الإنترنت، لأنه سيكون متوفرا بأسهل وسيلة وأوفرها، ولن يسأل البعض أنفسهم عن مدى شرعية هذه الوسيلة، فالكتاب الإلكترونى المتاح للبيع من دور نشر لن يكون فيه أى مشكلة، لكن المشكلة فى ضرب الكتب الجديدة وتحويلها لنسخ إلكترونية، التى تسبب خسائر كبيرة للناشر، وقد تدفعه حال تكرار هذه الواقعة إلى إغلاق أبوابه، وللأسف فإن معدل ضرب الكتب فى تصاعد فى الفترة الأخيرة، إذ ما يكاد الكتاب يصدر حتى تجد نسخة إلكترونية متاحة للتنزيل على مختلف المنصات، وهو أمر يحتاج إلى بحث عميق من جميع الأطراف عن حل لحماية صناعة النشرب.

رفع الأسعار

بدوره، رأى عبدالتواب سلامة، صاحب مكتبة اشراعب لبيع الكتب القديمة، أن جميع القطاعات المرتبطة بعالم الكتاب والنشر ستتأثر بشكل أو بآخر بسبب ارتفاع أسعار الورق فى الآونة الأخيرة: االتأثير سيكون سلبا على سوق الكتب القديمة، لأن موزعى الكتب القديمة سيرفعون الأسعار مقارنة بارتفاع أسعار طن الورق، فمثلا سعر طن الورق الدشت ارتفع من 4 آلاف جنيه إلى عشرة آلاف جنيه، وهو ما سيؤدى إلى ارتفاع أسعار الكتب القديمة، لأن البعض سيرى أن بيع الكتاب القديم بجنيهين أو خمسة جنيهات لم يعد مجزيا بالنسبة له، فيرفع الأسعار أسوة بما حدث فى سعر الكتاب الجديدب.

أقرأ أيضأ : اتحاد الغرف: ارتفاع أسعار أوراق الطباعة 40% منذ بداية العام

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة