أبوالهول
أبوالهول


كنوز الأميرة

من زمن فاتl «أبو الهول» يذيع أسرار حياته!

آخر ساعة

الأربعاء، 26 أكتوبر 2022 - 10:04 م

كتب: أحمد الجمَّال

قبل نحو 62 عامًا بدأ الإعداد لمشروع الصوت والضوء لإحياء الأماكن التاريخية والأثرية فى مصر وسوريا (الجمهورية العربية المتحدة وقتذاك)، وهو المشروع الذى لا يزال مزدهرًا منذ افتتاح عروضه فى أبريل 1961 وحتى يومنا هذا، خصوصًا فى منطقة أهرامات الجيزة وأبوالهول، وقد نشرت اآخرساعةب تقريرًا عن هذا المشروع نعيد نشره بتصرف فى السطور التالية:

أبو الهول التمثال الصامت سيفتح فمه لأول مرة ليذيع كل أسرار حياته.. المماليك الذين ذبحهم محمد على فى القلعة سيبعثون من جديد ليرووا لك حقيقة قصتهم التى أغفلها التاريخ.. الأهرام الثلاثة ستدعوك كل أسبوع لتهمس فى أذنك بقصة حب خالدة عاشها أحد الملوك القدماء وتعذَّب فى حبه دون أن تسمح له من يحب بمجرد الركوع تحت قدميها! المسجد الأموى فى الإقليم الشمالى الذى شهدت ردهاته أكثر من اجتماع وأخطر من قرار سيزيح الستار عن كل الحلقات الغامضة من الحروب الصليبية.

إن عشرات من الخبراء العالميين يعملون الآن لتحقيق هذه الأفكار وتحويلها من مجرد أمنيات على الورق إلى حقيقة تراها بعينيك وتسمعها بأذنيك، كل الأماكن التاريخية حتى الطرق القديمة فى الوجه القبلى وفى أقصى الإقليم الشمالى ستضاء بطريقة خاصة.. ستخبو هذه الأضواء فجأة لينبعث صوت مجهول يروى لك قصته التاريخية بلا زيف أو كذب.

الفكرة لوزارة الثقافة والإرشاد (وزارة الإعلام حاليًا)، ولتنفيذها اتفقت مع إحدى الشركات الفرنسية، وأول مَنْ سينطق من الآثار أبوالهول وأهرام الجيزة وقلعة صلاح الدين الأيوبي، وتم الاتفاق على أن تدفع الوزارة للشركة الفرنسية نظير  تنفيذها للمشروع 212 ألف جنيه تُسدد على دفعتين، الأولى قدرها 106 آلاف جنيه تُدفع فى ديسمبر 1960، والقسط الثانى بعد عام كامل من تاريخ دفع الأول بشرط أن تتكفل الشركة بتقديم كل المعدات الفنية اللازمة لتنفيذ المشروع، ولتدريب خبراء على القيام بمثل هذه الأعمال لإحياء تراثنا التاريخي، والتى قال ثروت عكاشة وزير الثقافة والإرشاد القومى وهو يتكلم عنها:

ـ إننا حريصون على تراثنا ليستفيد منه عناصر تكويننا وننمى هذه العناصر، وقد يكون الأجانب أكثر استفادة بآثارنا، على أن هذا كله يجب أن يتغيّر وينبغى أن تقوم سياسة الكشف عن آثارنا على أساس جديد وعرضها عرضًا جميلًا يتناسب مع مكانتها الضخمة، ولذا درست الوزارة فكرة استعراضات الصوت والضوء وهى قائمة على استغلال الصوت والضوء والموسيقى فى مناطقنا الأثرية.

وقصة تحويل المناطق الأثرية الصامتة إلى مناطق نابضة بالحركة والحياة لا تختلف فى فصولها عن الأحداث التى ترويها الآثار عندما تتكلم.. ستضاء القلعة وسورها الممتد حوالى 300 متر ليبدو فى نهايتها جامع الناصر محمد بن قلاوون، وهو جامع من العصر المملوكى له مئذنتان، ثم منشآت عصر محمد على بصهاريجها وبقية الحى حتى جامع محمد على داخل القلعة.

الشريط الذى سيتكلم سيروى قصة القلعة منذ نشأتها فى عهد صلاح الدين الأيوبى وقصتها مع المماليك، ثم الأتراك العثمانيين ومحمد علي، وسيُظهِر الشريط المسجَّل التاريخ السياسى والاجتماعى لكل هذه العهود، مقدمًا بالمؤثرات الصوتية التى تتلاءم والمعارك التى قامت فى هذه الأماكن حتى المهرجانات والاحتفالات التى شهدتها القاهرة فيما مضى ستعاد على مسامعك من جديد، وكذلك الحال بالنسبة لأهرام الجيزة وأبى الهول.

تاريخنا بأربع لغات

والسؤال الآن: كيف سيحدث هذا؟.. إن عملية فنية طويلة بدأت منذ الآن.. سيتولى أساتذة التاريخ كتابة النصوص التاريخية والأحداث التى وقعت فى كل مكان تاريخى سيضاء.. سيتسلم النصوص التى كتبها مؤرخون فنيون مهمتهم تحويل هذه الأحداث  التاريخية  إلى قصة تُروى.. ستُكتب الأحداث بأربع لغات، العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية، ثم تُشكَّل لجنة جديدة تعقد امتحانين لأصحاب الأصوات المعبِّرة من الممثلين المحترفين والهواة، وسيُسند للفائزين مهمة تسجيل قصة كل مكان أثرى بأصواتهم، وفى نفس الوقت سيتولى موسيقيون عرب وضع الموسيقى التصويرية التى ستذاع بصوت خافت عند قراءة النص الأدبي.

وتم الاتفاق بين الفنيين وأساتذة التاريخ فى الجامعات والمتاحف على ألا تزيد إذاعة النص التاريخى على 90 دقيقة، وستوضع مقاعد بالقرب من كل الأماكن التى ستُضاء سيجلس عليها المستمعون ويقف آخرون، وسيدفع المستمع إذا كان مواطنًا من الجمهورية العربية المتحدة (كانت مصر وسوريا جمهورية واحدة فى ذلك الوقت) عشرة قروش ونصف قرش، وإذا كان المتفرج سائحًا فسيدفع خمسين قرشًا.

إن مشروع إضاءة الهرم والسماح لأبى الهول بالتكلم سيصبح حقيقة يشاهدها الشعب ويسمع ما يقال عن آثارنا بأربع لغات على نغمات الموسيقى قريبًا.

**

(افتُتحت عروض المشروع رسميًا فى حفل ضخم أقيم يوم 13 أبريل 1961 بحضور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والأمير قسطنطين، ولى عهد اليونان).

(آخرساعة ب 2 مارس 1960)

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة